استقبل وزير الشؤون الخارجية والتعاون صلاح الدين مزوار، يوم الجمعة بالرباط، وزير الشؤون الخارجية التونسي خميس الجهيناوي، الذي سلمه رسالة خطية من رئيس الجمهورية التونسية الباجي قائد السبسي إلى جلالة الملك محمد السادس. وفي هذا الصدد، جدد الجهيناوي، في لقاء صحفي مشترك مع مزوار، التأكيد على أهمية الزيارة التاريخية التي قام بها جلالة الملك إلى الجمهورية التونسية في شهر يونيو 2014، ووقوف جلالته إلى جانب تونس وتضامنه المطلق معها ودعمه لمؤسساتها وإنجاح مسارها الديمقراطي. وأشار الوزير إلى أنه تطرق مع نظيره المغربي، خلال هذا اللقاء، إلى جملة من الملفات أبرزها تعميق العلاقات المتميزة بين البلدين والتعاون في مجال مكافحة الإرهاب والتطرف، وإعادة إحياء البناء المغاربي، إضافة إلى بحث ملف الأزمة الليبية وتأثيراته على أمن المنطقة واستقرارها. واعتبر أن مباحثاته مع مزوار شكلت كذلك فرصة لتقييم عمل اللجنة العليا المشتركة بين البلدين، واستشراف آفاق أرحب للارتقاء بالتعاون الثنائي في كافة المجالات. وبخصوص الوضع في ليبيا، أشاد الوزير، في هذا الصدد، باحتضان المغرب للحوار بين الفرقاء الليبيين، ودعمه المستمر للتوصل إلى حل سياسي بين جميع الفرقاء يحافظ على سلامة ووحدة واستقرار ليبيا. وقال إن تحقيق الاستقرار السياسي في ليبيا، »لا يستقيم إلا بسلطة مركزية، ومؤسسات وطنية قائمة، قادرة على تحقيق انتظارات الشعب الليبي«، معتبرا أن تسلل عناصر تنظيمات إرهابية إلى هذا البلد المغاربي، يطرح تحديات جمة على بلدان الجوار، وخاصة تونس، تتعلق بضرورة توحيد الجهود الأمنية لكبح جماح المخاطر والتهديدات الإرهابية ذات الصلة. كما أبدى الوزير رغبة بلاده في تعميق التشاور المتواصل مع المغرب في عدد من القضايا الدولية والإقليمية، خاصة تطورات الوضع بليبيا ومواجهة خطر إرهاب »داعش« على دول المنطقة. وشدد على أهمية البناء المغاربي واستعداد تونس إلى جانب بقية الدول الأخرى الأعضاء، للعمل سوية من أجل إحياء هذا التكتل الإقليمي تحقيقا لآمال شعوب المنطقة.