في الطريق إلى جماعة دار الشافعي التابعة لدائرة بني مسكين الغربية بإقليمسطات، وبعد قطع ما يقارب 70 كيلومترا، وصلنا إلى دوار أولاد سيدي مسعود، الموجود فوق هضبة تطل على بحيرة سد المسيرة، أغلب سكانه يعيشون على الفلاحة ورعي الماشية والهجرة الخارجية. سألنا شابا من الدوار عن المستوصف المحلي، فأرشدنا إليه بكل عفوية. المستوصف بناية مهجورة بدون سياج ولا حارس، تكسّر زجاج نوافذه وأتلفت تجهيزاته وتحولت قاعاته وجوانبه إلى مرحاض، حاله حال السكن الوظيفي المحاذي له، منذ إغلاق المستوصف، دون سابق إشعار وإلى أجل غير مسمى، لما يزيد عن 4 سنوات. المجتمع المدني يطالب بالإصلاح مصطفى السباعي الإدريسي، نائب أمين مال جمعية الإصلاح والتنمية بأولاد سي مسعود بني مسكين الغربية إقليمسطات، طالب، في تصريح لهسبريس، بإصلاح المستشفى المحلي بأولاد سيدي مسعود المغلق لما يزيد عن 4 سنوات، ما أدى إلى حرمان أكثر من 8 آلاف نسمة من العلاج من دواوير أولاد أحمد، وأولاد سيدي مسعود أو سيدي غانم، وأولاد سيدي عبد الله، بالإضافة إلى دوار لغراردة المجاور. السباعي أوضح أن المنطقة تعرف انتشار العقارب الخطيرة، ما يوجب توفر أمصال مضادة في عين المكان، وهناك النساء الحوامل اللواتي يحتجن إلى تتبع مراحل حملهن والإسعافات الضرورية، بالإضافة إلى أطفال تضطر أمهاتهن إلى التنقل إلى مركز دار الشافعي من أجل الاستفادة من التلقيح أو من إسعافات أولية، مشيرا إلى أن المستشفى كان يقدّم خدمات للمرضى رغم الغياب المتكرر للإطار الطبي (ممرضة) بسبب مرضها. وطالب السباعي الإدريسي بالإسراع في إصلاح المستشفى وتزويده بالتجهيزات المناسبة وإعادة فتحه في وجه الساكنة، مسجلا غياب الإمكانيات بدار الشافعي المركز؛ حيث غالبا ما يتم توجيه الحالات المرضية إلى مستشفى الحسن الثاني بسطات، فتضاف مصاريف وقود التنقل المحددة في 100 درهم إلى معاناة أهل المريض مع تكاليف العلاج. تضارب الأسباب حول إغلاق المستوصف وعدم تسييجه وتقادم تجهيزاته وتلاشيها، وتعرض البناية للتخريب، وتنقيل الممرضة، جعلنا نزور مندوبية الصحة، صباح يوم الجمعة الماضي، إلا أننا لم نجد المندوب في مقر العمل، كما هو الشأن مرات عدة. وبعد محاولات كثيرة لربط الاتصال، ظل هاتفه يرن دون جواب. المجلس الجماعي يدخل على الخط الحالة المزرية التي وصل إليها مستوصف أولاد سيدي مسعود، وحاجة الناس إلى تقريب الخدمات الصحية، ومعاناتهم اليومية مع التنقل والأداء؛ حيث غالبا ما يعتمدون على أصحاب النقل السري (الخطافة) أو سياراتهم الخاصة، دفعت المجلس الجماعي لدار الشافعي إلى برمجة نقطة متعلقة بالمرافق العمومية الموجود بتراب الجماعة ضمن جدول أعمال دورة ماي العادية؛ تتعلق بالمستوصف القروي أولاد سيدي مسعود. عبد الله الساهل، النائب الأول لرئيس جماعة دار الشافعي القروية، وفي اتصال هاتفي، أفاد بأن المجلس الجماعي برمج، في جدول أعماله خلال دورة ماي العادية، نقطة تتعلق بإصلاح المرافق العمومية؛ كالمؤسسات التعليمية والمركز الصحي أولاد سيدي مسعود؛ حيث جرى استدعاء المندوب الإقليمي للصحة بسطات. وأكد نائب الرئيس أنه تم الاتفاق، في إطار تعاون وشراكة، على التزام جماعة دار الشافعي بإصلاح المستوصف وتسييجه، في حين التزمت المندوبية، في شخص المندوب الإقليمي، بتوفير العنصر البشري للمداومة يوما واحدا في الأسبوع، موضحا أن المستوصف سيستأنف تقديم الخدمات للمواطنين بعد المصادقة على النقط المتفق عليها من قبل السلطات الإقليمية بعمالة سطات، مؤكدا توفر الجماعة على السيولة المالية. وحول القدر المالي الذي يؤديه المريض أو مرافقوه مقابل الاستفادة من سيارة الإسعاف الجماعية، أوضح نائب الرئيس أنه واجب قانونيّ مفروض بقرار جماعي حدد قيمة 100 درهم لسيارة الإسعاف من الحجم الصغير، و120 درهما لسيارة الإسعاف من الحجم الكبير لتغطية مصاريف الكازوال، أثناء توجّه المريض إلى المستشفى الجهوي الحسن الثاني بسطات.