راسل المستشار البرلماني ورئيس بلدية بني انصار يحيى يحيى، بصفته مواطنا مغربيا من أبناء مليلية، وزير الداخلية الطيب الشرقاوي بخصوص أنشطة أحد كوادر ذات الوزارة بالمدينة السليبة.. وقد تحصلت هسبريس على نسخة من المراسلة المذكورة وهي حاملة لمرجع تسجيلي عدد 42435 بتاريخ الاثنين 18 أبريل. واستهل يحيى كلامه الموجه للشرقاوي بقوله: "بصفتي مواطنا مغربيا مزداد بمليلية المحتلة.. تضررت من التصرفات التي أقدم عليها الملحق بوزارة الداخلية، عمر دودوح، منذ ولوجه للمدينة في 18 فبراير 2011"، وأردف: "لقد أعطى تصريحات تمس في العمق تطلعات مغاربة مليلية ومطالبهم المشروعة، محاولا تشتيت صفوفهم"، كما زاد: "كنت من بين مؤيدي عودة دودوح لمليلية، لكونه من أبناء المدينة وشخصية لعبت دورا كبيرا في انتفاضة ساكنتها خلال ثمانينيات القرن الماضي، لكنه أعلن مؤخرا عبر وسائل إعلام إسبانية عن إشادته بالحرس المدني الإسباني وقضاء الاحتلال.. ما يخالف الحقيقة التي تجعل الجهازين سيفين مسلطين على رقاب مغاربة المدينة السليبة" وكال يحيى اتهامات للعامل دودوح، واسمه الحقيقي عمر الفونتي، بتضمين رسالته عبارات تفيد أن ذات المسؤول "يخدم أجندة الحزب الشعبي الإسباني رغما عن كونه مناوئا للوحدة الترابية المغربية".. زيادة على "تلاعبه بهبات الحج التي تتم تحت إشراف الملك محمد السادس لاستقطاب أصوات انتخابية".. ودائما حسب تعبير يحيى يحيى ضمن الوثيقة المتوصل بنسخة منها. مطالب يحيى يحيى الموجهة للشرقاوي تمثلت في: "فتح تحقيق جدي ومسؤول بخصوص تصرفات دودوح وتصريحاته الصادرة عنه، ضدا على شاغله لمنصب حساس، وكذا ما يرتبط باستثمار الهبات الملكية للضغط على المرشحين للحج.. حتى يصوتوا لفائدة لون سياسي بمليلية يوم الانتخابات الجهوية المحدد تاريخها يوم 22 ماي المقبل".. وطالب يحيى أيضا، ضمن ذات الوثيقة، من وزير الداخلية "تقديم جواب صريح للرأي العام حول الصفة التي يتوفر عليها دودوح حاليا، رغما عن مقامه بمليلية، وكذا مدى قانونية وضعه الحالي إزاء التشريعات المنظمة للوظيفة العمومية". حري بالذكر أن مضمون ذات الوثيقة ساير ذات التصريحات التي كان يحيى يحيى قد أثارها يوم 6 أبريل الماضي على هسبريس، والتي وصلت حدتها إلى مطالبته باستقالة وزير الداخلية الطيب الشرقاوي بقوله أن "كبير أم الوزارات المغربية مدعو اليوم، قبل الغد، لتقديم استقالته.. وذلك احتراما لتراب الوطن والحس الوحدوي للمواطنين المغاربة أينما كانوا".. وأردف: "لا يمكن بتاتا أن نتقبل انخراط إطار سامٍ بوزارة الدّاخلية المغربية، من طينة العامل الملحق عمر دُودُوح، في دعم الحزب الشعبي الإسباني بمليلية أو ما قام به مؤخرا على صفحات الجرائد بالمنطقة من إشادة برموز الاحتلال الإسباني للمدينة.. إذا كان المعطى بعيدا عن علم وزير الدّاخلية فهو فضيحة، أمّا إن اقترن هذا التحرك المشبوه بتعليمات من ذات الوزير، أو بمجرّد علمه، فإنه يغدو كارثة وطنية ووصمة عار في تاريخ تعاطي المغرب مع ملف الثغور المحتلّة.. وبالتالي فالشرقاوي ينبغي أن يستقيل في كلتا الحالتين قبل أن يُفتح تحقيق نزيه وشفاف في الموضوع".