طالب المستشار البرلماني ورئيس بلدية بني انصار يحيى يحيى، ضمن تصريح له، باستقالة وزير الدّاخلية الطيب الشرقاوي.. إذ أورد يحيى المثير للجدل بأن دعوته لا تلج إطار المزايدات وأّنّها مستندة على أساس واقعي ملموس يتمثل في ممارسات غير مقبولة لوزارة الداخلية وسط ثغر مليلية المحتل.. وأردف: "كبير أم الوزارات المغربية مدعو اليوم، قبل الغد، لتقديم استقالته.. وذلك احتراما لتراب الوطن والحس الوحدوي للمواطنين المغاربة أينما كانوا". يحيى يحيى أكّد بأنّه يبث دعوته للشرقاوي بصفته "مغربيا من أبناء مدينة مليلية السليبة.. وليس كبرلماني أو رئيس لمجلس بلدي".. وقال: "لا يمكن بتاتا أن نتقبل انخراط إطار سامٍ بوزارة الدّاخلية المغربية، من طينة العامل الملحق عمر دُودُوح، في دعم الحزب الشعبي الإسباني بمليلية أو ما قام به مؤخرا على صفحات الجرائد بالمنطقة من إشادة برموز الاحتلال الإسباني للمدينة"، واسترسل: "إذ كان المعطى بعيدا عن علم وزير الدّاخلية فهو فضيحة، أمّا إن اقترن هذا التحرك المشبوه بتعليمات من ذات الوزير، أو بمجرّد علمه، فإنه يغدو كارثة وطنية ووصمة عار في تاريخ تعاطي المغرب مع ملف الثغور المحتلّة.. وبالتالي فالشرقاوي ينبغي أن يستقيل في كلتا الحالتين قبل أن يُفتح تحقيق نزيه وشفاف في الموضوع". ويأتي تصريح يحيى يحيى بعد أسابيع قلائل من ولوج عمر الفونتي، وهو الشهير باسم عمر دودوح وابن مدينة مليلية الشاغل لمنصب عامل ملحق بوزارة الداخلية المغربية، إلى النفوذ الترابي للثغر المحتلّ.. حيث كان دودوح قد شرع فعلا في القيام بعدد من التحركات الملفتة للأنظار مباشرة بعد وطئه لتراب المدينة الرّازحة تحت التواجد الإسباني، وكانت أبرزها قد لاقت دعم يحيى يحيى نفسه بعدما همّت تمرير دعوة للساكنة الأصلية ب "مقاطعة الانتخابات المحلية المرتقبة في ال22 من شهر ماي المقبل". وبخصوص ذات المعطى أورد يحيى يحيى أنّه أقدم على دعم مبادرة العامل دودوح بشأن مقاطعة أصليي مليلية للانتخابات المحلية بناء على عدد من الاعتبارات أبرزها "إثبات الدور الكبير لمغاربة مليلية ككتلة ناخبة ترفض التلاعب بماضيها وحاضرها ومستقبلها من قبل الحزب الشعبي الإسباني".. ومن ثمّ زاد يحيى: "لقد ثبت مؤخرا بأن نفس العامل الملحق بوزارة الداخلية لا يريد إلاّ تشتيت أصوات مغاربة مليلية بعدما أقدم مؤخرا على مجموعة من الخطوات غير المقبولة.. انطلاقا من الإشادة برموز الاحتلال الإسباني بمليلية، كالقضاء وجهاز الحرس المدني، في خطوة مضادة لتحركات حزب الائتلاف من أجل مليلية المنتقد لتحرشات هذين الجهازين بمصالح الساكنة الأصلية.. وصولا إلى تعبير دودوح عن دعم الحزب الديمقراطي المليلي، في محاولة للتأثير في أصوات مغاربة مليلية وتشتيتها لضمان تقدّم كبير في صالح الحزب الشعبي.. مرورا عبر استغلال عمليات تكفل الدولة المغربية بحجاج مدينة مليلية ومعتمريها، وسهر دودوح شخصيا على تنظيم هذه المبادرات ، للشروع في الدعاية وكذا استغلال هذا التيسير في أداء الشعيرة لتوجيه أصوات الناخبين من مسلمي مليلية". كما انتقد يحيى وزارة الدّاخلية المغربية وهو يورد بأن "الوقت قد حان للقطع مع ممارسات الماضي المتلاعب بوحدة الوطن".. وأردف يحيى في ذات السياق: "إن تحركات وزارة الداخلية بمليلية، عبر عاملها عمر الفونتي، تدل على أن المغرب متخوّف من تفوق انتخابي للحزب الشعبي الإسباني.. وبالتالي فإن هذه المحاباة التي تسم تعامل وزارة الشرقاوي مع حزب مَارْيَانُو رَاخُويْ تعوّل على مهادنة التنظيم السياسي الإسباني المتطرف لملف الصحراء المغربية.. وهي استراتيجية خاطئة لا يمكن تمريرها على حساب الحس الوطني المغربي الحرّ".. ودائما حسب تعبير يحيى الذي استرسل ضمن تصريحه قائلا: "ليستقل الشرقاوي إن كان فعلا محترما للمغاربة الوطنيين المعتبرين مدن العيون والداخلة والسمارة ولكويرة، ومليلية وسبتة والجزر التابعة لهما، كلاّ لا يمكن تجزئته على الإطلاق.. وكفى من استمرار تعاطي الرباط مع ملف الثغور والجزر الشمالية المحتلّة باعتبارها أوراق ضغط لصالح قضية من طينة ملف الصحراء المغربية التي هي عادلة من الأساس ولا يمكن تداولها مع إسبانيا بهذه الطرق". وطالب أيضا ذات المثير للجدل، يحيى يحيى، بقيام "مقاومة سلمية للاستعمار الإسباني من داخل مدينتي سبتة ومليلية وجوارهما"، مردفا: "أرفع صوتي بصفتي ابنا لمدينة مليلية وأطالب جميع المليليين، وساكنة الجوار، بالعمل على نصرة عودة السيادة المغربية على الثغر المحتل.. كلّ من مكان تواجده.. كما أدعو ساكنة مليلية الأصلية إلى محاربة الحزب الشعبي الإسباني العنصري ضمن المحطة الانتخابية التي يعول عليها للاستمرار في الإساءة لكل ما هو مغربي".