اهتمت الصحف العربية ، الصادرة اليوم الأحد ، بتطورات القضية الفلسطينية وجولة المفاوضات حول اليمن بجنيف والأزمة السورية وانتخاب أول عمدة مسلم في لندن. ففي مصر كتبت جريدة (الأهرام) في مقال لها بعنوان "ذكرى النكبة.. هل تتذكرون القضية؟" أنه ما من شك أن سلسلة الثورات العربية المتتالية في أكثر من قطر عربي والتي أطلق عليها الغرب اسم الربيع العربي، كانت السبب الرئيسي لتراجع الاهتمام العام بالقضية الفلسطينية، لكن بداية التراجع جاءت قبل ذلك حين تصدرت جماعة حماس المشهد الفلسطيني بعد أن كان الشعب الفلسطينى رمزا للمقاومة الوطنية، فاستحوذت قضيته على انتباه العالم ولفتت النظر الى مأساة التشرد التى ألمت به على أثر قيام دولة إسرائيل. وأضافت أن المقاومة الفلسطينية نجحت منذ الستينيات تحت قيادة الزعيم الراحل ياسر عرفات فى الفوز بدعم الرأى العام الدولي حتى داخل الدول المناصرة لإسرائيل، مما فرض واقعا ضاغطا على حكومات هذه الدول أدى في النهاية إلى اعتراف الكثير منها بالسلطة الفلسطينية، وحصول هذه الأخيرة على العضوية المراقبة بالأممالمتحدة. وتساءلت الصحيفة إلى أين تمضي القضية من هنا؟ وهل القضية الفلسطينية تمثل مأساة جيران يسكنون على الحدود؟ أم انها بالفعل قضية مصيرية للعرب جميعا إذا سقطت سقطوا معها ولم تقم لهم قائمة، وإذا نجحوا في الدفاع عنها توحدوا وقويت شوكتهم في مواجهة من يتربصون بهذه الأمة ويستفيدون من ضعفها، ومن انشغالها (قبل غيرها) بالاضطرابات الآنية التي تحدث داخل كل دولة على حدة؟. أما جريدة (الأخبار) فكتبت في مقال تحت عنوان " تسريبات تدين نتانياهو في عملية الجرف الصامد" أن عاصفة سياسية وقضائية ضربت إسرائيل في نهاية الأسبوع الماضي بسبب تسرب تقرير سري قبل اعتماده للنشر. وقالت إن التقرير أعده مراقب الدولة حول الحرب الإسرائيلية الأخيرة على غزة 2014 والتي أطلق عليها جيش الاحتلال اسم "الجرف الصامد"، مشيرة إلى أن مسودة التقرير تلقي باللائمة على رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو ووزير دفاعه موشي يعلون ورئيس الأركان السابق بني جانتس وتنتقد أداءهم السياسي خلال الحملة العسكرية. وأضافت الصحيفة، أنه بخلاف الآثار السياسية المدمرة التي خلفتها واقعة التسريب وما كشفته من حقائق كانت مخفية، فإن من أهم التداعيات التي حدثت هي توتر العلاقة بين مراقب الدولة ورئيس الوزراء الذي قاتل من أجل انتخاب يوسف شاپيرا للفوز بمنصب مراقب الدولة. وفي موضوع آخر كتبت جريدة (اليوم السابع) أن المسلمين في بريطانيا ابتهجوا بنبأ فوز صادق خان ، أمس السبت، بمنصب "عمدة لندن" بعد منافسة شرسة مع المرشح اليهودي للمنصب "غولد سميث" . وقالت إن الصحف البريطانية وصفت صادق خان بأنه أول من نجح في الظفر بالمقعد بعقيدته المغايرة ، مما يشي بأنه استطاع أن يحقق المعادلة الصعبة بعد أن فاز بفارق كبير بنعمدية لندية ، ليصبح بذلك أول عمدة مسلم لعاصمة أوربية ، ليؤكد بنجاحه أن الحظ لا يملك إلا أن يقف إلى جانب المجتهدين. وأوضحت أنه على الرغم من الحملة المثيرة للجدل التي تخوضها الحكومة البريطانية لمنع مسلمي بريطانيا من التاثر بدعاية داعش ، فإن اللندنيين كان لهم رأي مختلف بعد اختيارهم مسلما ليرأس مدينتهم. وفي قطر ، حذرت صحيفة (الراية) من التصعيد الإسرائيلي الحالي ضد قطاع غزة ومحاولة جر المنطقة إلى حرب جديدة، مشددة على أن الشعب الفلسطيني "لا يريد هذه الحرب ولن يسمح للاحتلال بالتوغل العسكري في القطاع وفرض الواقع عليه بحجج واهية وهي محاربة الأنفاق التي تهدف أساسا لإنشاء مناطق عازلة داخل حدود غزة". وأكدت الصحيفة في افتتاحيتها أهمية أن يدرك المجتمع الدولي خطورة هذا التصعيد العسكري الإسرائيلي والذي يمثل تنصلا إسرائيليا من أي التزام ليس تجاه العملية السلمية مع الفلسطينيين وإنما تجاه التعهدات التي التزمت حكومة الاحتلال بها من أجل التهدئة، مبرزة أن ما يخطط له الاحتلال عسكريا ضد قطاع غزة "يستدعي تحركا عربيا وإسلاميا ودوليا لمواجهته باعتبار أن هذه المخططات تشكل تهديدا مباشرا ليس للتهدئة بين الفلسطينيين وإسرائيل فحسب وإنما لعملية السلام والاستقرار في المنطقة برمتها". من جهتها ، انتقدت صحيفة ( الوطن) بشدة "تعاطي المجتمع الدولي مع الثورة السورية" ملاحظة أن نظام دمشق "أيقن (..)أن لا موقف قويا سيتخذه المجتمع الدولي من جرائمه ومجازره، سواء كان ذلك عجزا أم تواطؤا، حيث استمر في ارتكاب جرائمه ضد الأبرياء من أبناء شعبه". وبالأردن، أشارت صحيفة (الدستور)، في مقال بعنوان "عن أوغلو وأردوغان" إلى أن هناك ملفات كثيرة يمكن الإشارة إليها كسبب للخلاف بين الرجلين، مبرزة أن أهمها دون شك يتمثل في إصرار الرئيس التركي رجب طيب أردوغان على تغيير دستوري يحول نظام البلاد إلى رئاسي. وأضافت أن رفض رئيس الوزراء، أحمد داود أوغلو، لذلك لا يأتي من منظور الخوف على سلطاته الشخصية كما ذهب كثيرون، بل لأنه يعتقد أن الوقت غير ملائم، وقد أدرك، وهو محق في ذلك، "أن تهميش هذا الأمر في الانتخابات الأخيرة هو الذي منح الحزب فرصة الفوز، بعد التراجع الذي سجله في الانتخابات التي سبقتها بسبب التركيز عليه". واعتبرت أن الرجل "سجل موقفا غاية في الأخلاق والنبل، وحافظ على الحزب ومصلحة البلاد، وقبل بالانسحاب"، معربة عن الأمل في أن يؤدي ذلك إلى الحفاظ على تماسك الحزب، كما أن الأمل الأكبر "أن يشكل ذلك درسا لأردوغان، بأن يكف عن سياسة التفرد مع خليفة أوغلو ومع قيادة الحزب، وإلا فإن الأزمات ستتواصل، ووضع تركيا لا يسمح بالمزيد منها". من جهتها، كتبت صحيفة (الرأي) أنه لا خيار للأردن والأردنيين بالنسبة للقضية الفلسطينية إلا دعم الشعب الفلسطيني، "الذي هو شعبنا نحن منه وهو منا، ليس بكل أشكال الدعم فقط بل بكل ما نملك حتى بما في ذلك الأرواح"، وإلى أن تقوم الدولة الفلسطينية المنشودة وعاصمتها القدس الشريف. وأكدت في مقال أن خيار الأردن "هو تحويل حلم الدولة الفلسطينية المستقلة إلى حقيقة وعلى أساس انسحاب الإسرائيليين من الضفة الغربية وفقا لحدود الرابع من يونيو من عام 1967، ومن ضمن ذلك القدس الشريف التي ومنذ الآن هي عاصمة الشعب الفلسطيني وعاصمة دولته المستقلة". وعلى صعيد آخر، أشارت صحيفة (الغد)، إلى أن لندن اختارت الأمل ورفضت الخوف، واعتبرت في مقال بعنوان "انتخابات لندن" أن هذا هو المغزى الذي رآه أول بريطاني مسلم في انتخاب المدينة له رئيسا لبلديتها. وكتبت أنه بينما تنتخب لندن رئيس بلدية مسلما (صادق خان المنحدر من أصول باكستانية)، "تتجذر الثقافة الإقصائية والانقسامات الطائفية والعرقية في بلاد العرب، وتذوب الهويات الجامعة وتتفكك الدول والمجتمعات أمام العصبيات العرقية والطائفية والمذهبية". وبالإمارات، أكدت صحيفة (البيان)، في افتتاحيتها، أنه عندما تقرر توحيد القوات المسلحة في دولة الإمارات العربية المتحدة منذ أربعين عاما مضت، كان الهدف الأساسي من هذا القرار، حماية الوطن والذود عنه ضد كافة المخاطر والتهديدات الداخلية والخارجية. وأبرزت الافتتاحية، أن دعم القيادة الإماراتية الدائم للقوات المسلحة، والحرص على مواكبتها لأحدث التطورات العسكرية التقنية والبشرية، يشكل جزءا لا يتجزأ من مسيرة التنمية والتطوير والبناء، وذلك باعتبار أن القوات المسلحة هي الدرع الواقية للوطن من كافة التهديدات الداخلية والخارجية التي تستهدف أمنه واستقراره وتعطيل مسيرة التنمية والبناء. ومن جهتها، لاحظت صحيفة (الخليج)، في افتتاحيتها، أن مدينة لندن ضربت مثالا على التعايش والتسامح بين أبنائها، وانتصرت على حملة التخويف والترهيب والإسلاموفوبيا التي حاول الملياردير زاك غولد سميث مرشح حزب المحافظين وأنصاره من السياسيين، إثارتها في حملته الانتخابية لمنصب عمدة العاصمة البريطانية ضد منافسه العمالي المسلم صادق خان. وأكدت أن فوز خان ، أول مسلم، بمنصب عمدة لندن يسجل بذلك سابقة في مدينة تعد واحدة من أكبر مدن العالم، في وقت تتصاعد فيه موجة التطرف اليميني، وحملات الحقد والكراهية ضد المسلمين في معظم الدول الغربية على خلفية ما تقوم به المنظمات الإرهابية التي تتلطى بالإسلام، حيث تستغل الجماعات واللوبيات اليهودية ذلك في إثارة نوازع الحقد والتخويف ضد المسلمين. أما صحيفة (الاتحاد)، فكتبت في مقال لرئيس تحريرها محمد الحمادي، أن آخر جولة بين الأطراف اليمنية في الكويت انتهت مساء أمس، من دون تحقيق أي نتائج، مشيرة إلى رفض وفد الحوثي التعامل مع جدول أعمال المباحثات واللجان الثلاث ما لم يتم تشكيل سلطة تنفيذية جديدة، الأمر الذي أدى بالمبعوث الدولي لليمن إسماعيل ولد الشيخ أحمد إلى أن يعلق المفاوضات اليمنية في الكويت. وأوضح كاتب المقال "لا ندري إلى متى ستظل المشاورات اليمنية تراوح مكانها، ولا نعرف إن كان هناك جدول زمني حتى تصل المشاورات إلى خط النهاية، هناك مد وجزر في هذه المشاورات، وهذا يجعل المراقب والمحلل والمتابع عاجزين عن تقييم ما يجري واستنتاج ما يمكن أن تتمخض عنه هذه المشاورات". وأضاف "إننا لا نفهم لماذا تصر الأممالمتحدة على وضع جميع الأطراف في مستوى واحد في مطالبها على الرغم من أن الذي يخرق الهدنة ويعتدي هو طرف واحد ومعروف للجميع". وفي البحرين، قالت صحيفة (الوطن) إن الدرس الأهم في فهم العولمة المبكرة أن المجتمعات الخليجية لا يمكن أن تفرض عليها أنماط ثقافية جديدة قسرا لأن مصيرها سيكون الفشل، موضحة أنه عندما تترك مثل هذه الأنماط لتدخل إلى المجتمعات بشكل طبيعي فإنها تنتشر، وتتجذر سريعا، وتصبح جزءا أصيلا من ثقافة المجتمع نفسه، بل قد يصعب تغييرها. وأشارت الصحيفة إلى أن العولمة جاءت إلى الخليج العربي منذ فترة طويلة، وأنه بين نمطين من العولمة المبكرة، طبيعية وقسرية، كان لافتا أن الخليج لم يتغير ثقافيا بسبب الفرض الثقافي القسري على الشعوب مقارنة بإدخال أنماط ثقافية جديدة وتركها تتطور طبيعيا في هذه المجتمعات. وعلى صعيد آخر، قالت صحيفة (الوسط) إنه في الوقت الذي يغرق فيه العالم العربي والإسلامي في تناحرات تقسم مجتمعاته عبر القمع والترهيب والحروب، نجد هناك من حالفهم الحظ في مجتمعات علمانية حرة لتحقيق أحلامهم في لعب دور يساهم في التطوير وفي صنع القرار داخل دول أوروبية، مبرزة أن فوز صادق خان بمنصب عمدة لندن، وهي أكبر مدينة غربية، يعني انتصارا للتعددية والديمقراطية وحقوق الإنسان ومفاهيم التعايش والحوار والمساواة أمام القانون. وكتبت الصحيفة أنه قبل عامين اهتز العالم بسيطرة الإرهابيين على الموصل ومساحات واسعة من العراق وسورية وسفكهم الدماء وتدميرهم لكل آثار الحضارات باسم الدين، أما الآن فإن العالم يستعيد رشده من جديد وذلك عندما تنتصر الأفكار التنويرية وتثبت سموها وتفسح المجال لشخص من أصول مسلمة للوصول عبر الانتخاب لأهم منصب في أهم مدينة في الغرب، ما يعني انتصارا عمليا وساحقا لأنه "يدحض كل ادعاءات الإرهابيين والديكتاتوريين الذين حرموا مجتمعاتهم من العيش في هذا العصر بكرامة وحرية وانفتاح ومشاركة حقيقية في صناعة القرار".