على مدى الأيام السبعة المقبلة، تجمع مدينة فاس فنانين من مختلف دول العالم في محاولة لفتح حوار بين الديانات ومواجهة الأحداث الإرهابية وتسليط الضوء على مكانة المرأة على مر العصور. الأمر يتعلق بمهرجان فاس للموسيقى الروحية في نسخته 22، والذي انطلق مساء أمس الجمعة في احتفاء بالنساء المشيّدات، تحت رئاسة الأميرة لالة سلمى مرفوقة بالشيخة موزة بنت ناصر. وأشار عبد الرفيع الزويتن، رئيس "مؤسسة روح فاس ومهرجان فاس للموسيقى العالمية العريقة"، خلال ندوة صحافية، إلى أن الهدف الرئيسي من المهرجان هو فتح حوار بين الديانات، وإثبات أن المغرب هو بلد تعايش وتسامح وسلام، ناهيك عن تصحيح الصورة السلبية للإسلام التي تسببت فيها الأحداث الإرهابية الأخيرة. وأوضح الزويتن أن المهرجان يحتفي هذه السنة بالنساء المشيّدات، في محاولة لإلقاء الضوء على ما قامت به المرأة المغربية على وجه الخصوص، ونساء العالم عامة، على مر العصور، ضاربا المثل بفاطمة الفهرية، مشيدة جامعة القرويين بفاس التي تعد أول جامعة مغربية. وأردف رئيس "مؤسسة روح فاس ومهرجان فاس للموسيقى العالمية العريقة" قائلا: "تركت نساء المغرب بصماتهن على تاريخه، ولعبن دورا أساسيا في تقدم المملكة، كما ظللن يقاومن خلال فترة الاستقلال"، مؤكدا أن المرأة المغربية بصمت تاريخ المغرب المعاصر. وعبّر المتحدث عن رغبته في نقل تجربة مهرجان فاس للموسيقى الروحية إلى إسبانيا، مشيرا إلى أنه سيتم خلال السنة المقبلة تنظيم نسختين مماثلتين للمهرجان بكل من مدريد وبرشلونة. الزويتن كشف أن جديد الدورة الحالية للمهرجان هو الاحتفاء بالهند، ضيفة السنة، مؤكدا أن ذلك سيصبح تقليدا، وسيتواصل في النسخ المقبلة للمهرجان من خلال الاحتفاء بدول أخرى. وأكد رئيس "مؤسسة روح فاس ومهرجان فاس للموسيقى العالمية العريقة" أن المهرجان سيصبح مستقبلا بمثابة مناسبة تتاح فيها الفرصة للمواهب المغربية كي تعبر عن نفسها وتجد طريقها إلى الشهرة. يذكر أن منظمي مهرجان فاس للموسيقى العالمية العريقة، الذي انطلقت دورته 22 مساء أمس الجمعة، يؤكدون أن المهرجان يساهم بشكل كبير في تكريس إشعاع العاصمة الروحية والعلمية للمملكة، والاحتفاء بالأدوار التي لعبتها كملتقى للثقافات والديانات، وكحاضنة لمختلف التقاليد والعادات العريقة التي طبعت الحضارة المغربية.