كان الوزير المنتدب لدى رئيس الحكومة المكلف بالشؤون العامة والحكامة، محمد الوفا، "وفيا" لتصريحاته ومواقفه السابقة بشأن سعر الغاز الموجه للاستعمال المنزلي "البوطاغاز"، إذ أكد غير مرة أنه إذا كان هناك رفع للدعم الذي يخصصه صندوق المقاصة لأسطوانات الغاز، فلن يختبئ وراء أحد، وسيخبر المغاربة بذلك مباشرة. وبدا الوفا صريحا، ولم يلُك الكلام في فمه مثل كثير من الوزراء الذين مروا من الكرسي الوزاري نفسه الذي يجلس عليه، إذ أكد أن رفع الدعم عن "البوطة" لن يتم إلا أواسط سنة 2017، أو في نهاية العام المقبل، مبرزا أن الدعم الذي يخصصه صندوق المقاصة لقارورة الغاز من حجم 12 كيلوغراما قد انخفض من 80 درهما سنة 2012 إلى 25 درهما في الشهر الحالي. وكان الوفا أشد صراحة وجرأة لما كشف "تحايل" حكومة سابقة بخصوص تقليص دعم غاز البوتان، عندما عمدت إلى تخفيض وزن قنينة الغاز من 14 إلى 12 كيلوغراما، وهو ما أسماه "إصلاح الجبناء"، لأنه يعتمد على الحيل والمراوغة مع المواطنين، فيما كان من اللائق التعامل بشفافية أكبر مع المغاربة لكونهم يستحقون ذلك. وكشف الوفا أن الحكومة ترفض الحلول الترقيعية والإصلاحات الكاذبة بالخفض مثلا من وزن قنينة الغاز، وتنوي التعاطي بوضوح أكبر في هذا الملف الحساس، وإخبار المواطن بكل الحقيقة، وتحضير السيناريوهات الملائمة للقطاع والمستهلك المغربي، والتي تجعل إعلان تحرير الأسعار في هذا المجال لا يتم إلا بعد سنة أو سنة ونصف.