بووانو: حضور وفد "اسرائيلي" ل"الأممية الاشتراكية" بالمغرب "قلة حياء" واستفزاز غير مقبول    الدار البيضاء.. توقيف المتورط في ارتكاب جريمة الإيذاء العمدي عن طريق الدهس بالسيارة (مصدر أمني)        بمناسبة رأس السنة الأمازيغية.. جمهور العاصمة على موعد مع ليلة إيقاعات الأطلس المتوسط    الإيليزيه: الحكومة الفرنسية الجديدة ستُعلن مساء اليوم الإثنين    فيديو "مريضة على نعش" يثير الاستياء في مواقع التواصل الاجتماعي    المغرب-الاتحاد الأوروبي.. مرحلة مفصلية لشراكة استراتيجية مرجعية    الكرملين يكشف حقيقة طلب أسماء الأسد الطلاق ومغادرة روسيا    النفط يرتفع مدعوما بآمال تيسير السياسة النقدية الأمريكية    أسعار اللحوم الحمراء تحلق في السماء!    الناظور بدون أطباء القطاع العام لمدة ثلاثة أيام    غضب في الجارة الجنوبية بعد توغل الجيش الجزائري داخل الأراضي الموريتانية    نادي قضاة المغرب…تعزيز استقلال القضاء ودعم النجاعة القضائية    بنما تطالب دونالد ترامب بالاحترام        محمد صلاح: لا يوجد أي جديد بشأن مُستقبلي    تعيين مدرب نيجيري لتدريب الدفاع الحسني الجديدي لكرة الطائرة        الجزائريون يبحثون عن متنفس في أنحاء الغرب التونسي    توقعات أحوال الطقس اليوم الإثنين    نيسان تراهن على توحيد الجهود مع هوندا وميتسوبيشي    سوس ماسة… اختيار 35 مشروعًا صغيرًا ومتوسطًا لدعم مشاريع ذكية    "سونيك ذي هيدجهوغ 3" يتصدر ترتيب شباك التذاكر    تواشجات المدرسة.. الكتابة.. الأسرة/ الأب    تصنيف التنافسية المستدامة يضع المغرب على رأس دول المغرب العربي    شكاية ضد منتحل صفة يفرض إتاوات على تجار سوق الجملة بالبيضاء    الحلم الأوروبي يدفع شبابا للمخاطرة بحياتهم..    أبرز توصيات المشاركين في المناظرة الوطنية للجهوية المتقدمة بطنجة    تنظيم كأس العالم 2030 رافعة قوية نحو المجد المغربي.. بقلم / / عبده حقي    تولي إيلون ماسك لمنصب سياسي يُثير شُبهة تضارب المصالح بالولايات المتحدة الأمريكية    حقي بالقانون.. شنو هي جريمة الاتجار بالبشر؟ أنواعها والعقوبات المترتبة عنها؟ (فيديو)    إعلامية فرنسية تتعرض لتنمر الجزائريين بسبب ارتدائها القفطان المغربي    إدريس الروخ يكتب: الممثل والوضع الاعتباري    السلطات تمنع تنقل جماهير الجيش الملكي إلى تطوان    شركة Apple تضيف المغرب إلى خدمة "Look Around" في تطبيق آبل مابس.. نحو تحسين السياحة والتنقل    الموساد يعلق على "خداع حزب الله"    معهد "بروميثيوس" يدعو مندوبية التخطيط إلى تحديث البيانات المتعلقة بتنفيذ أهداف التنمية المستدامة على على منصتها    كيوسك الإثنين | إسبانيا تثمن عاليا جهود الملك محمد السادس من أجل الاستقرار    أنشيلوتي يشيد بأداء مبابي ضد إشبيلية:"أحيانًا أكون على حق وفترة تكيف مبابي مع ريال قد انتهت"    حكيم زياش يثير الجدل قبل الميركاتو.. الوجهة بين الخليج وأوروبا    من يحمي ادريس الراضي من محاكمته؟    اختتام أشغال الدورة ال10 العادية للجنة الفنية المعنية بالعدالة والشؤون القانونية واعتماد تقريرها من قبل وزراء العدل في الاتحاد الإفريقي    شركات الطيران ليست مستعدة للاستغناء عن "الكيروسين"        مواجهة نوبات الهلع .. استراتيجية الإلهاء ترافق الاستشفاء    إنقاذ مواطن فرنسي علق بحافة مقلع مهجور نواحي أكادير    تشييع جثمان الفنان محمد الخلفي بمقبرة الشهداء بالدار البيضاء    وزارة الثقافة والتواصل والشباب تكشف عن حصيلة المعرض الدولي لكتاب الطفل    حفيظ عبد الصادق: لاعبو الرجاء غاضبين بسبب سوء النتائج – فيديو-    خبير أمريكي يحذر من خطورة سماع دقات القلب أثناء وضع الأذن على الوسادة    لأول مرة بالناظور والجهة.. مركز الدكتور وعليت يحدث ثورة علاجية في أورام الغدة الدرقية وأمراض الغدد    دواء مضاد للوزن الزائد يعالج انقطاع التنفس أثناء النوم    أخطاء كنجهلوها..سلامة الأطفال والرضع أثناء نومهم في مقاعد السيارات (فيديو)    للطغيان وجه واحد بين الدولة و المدينة و الإدارة …فهل من معتبر …؟!!! (الجزء الأول)    حماية الحياة في الإسلام تحريم الوأد والإجهاض والقتل بجميع أشكاله    عبادي: المغرب ليس بمنأى عن الكوارث التي تعصف بالأمة    توفيق بوعشرين يكتب.. "رواية جديدة لأحمد التوفيق: المغرب بلد علماني"    توفيق بوعشرين يكتب: "رواية" جديدة لأحمد التوفيق.. المغرب بلد علماني    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



فذلكة،وجلسة مع المعلّقين المُحترَمِين
نشر في هسبريس يوم 17 - 04 - 2011

أقدم بين يدي افتتاح الجلسة (الافتراضية) مع المعلِّقين المحترمين بأمرين:
الأول: التقدم بالشكر الجزيل إلى كل المعلقين وأخص بالذكر:الدكتور الورياغلي،S.0.S ،المختار،أحمد حسن،مغربي أصيل،سعيد أكادير،أبا حيان التوحيدي،محمد محمدي،رضا،حفيد أبي بكر وعمر،المعتصم بحبل الله،حفيدة خالد بن الوليد،جديري،وليعذرني الذين لم أذكر أسماءهم أو ألقابهم.
الثاني:فذلكة للفصول والمقالات التي سطَّرناها تحت عنوان "التحقيق في الخلاف السني الشيعي" بِتبيُّن شرعي وتاريخي وعقلاني،وبمقاربة وثائقية استنطقت النصوص المرجعية للفريقين فأقول:
إن الحوار السني الشيعي يجب أن يتم- حتى لا يبقى أسير المجاملات وتطييب والخواطر- وفق تصور شامل، ونسق مترابط ومتكامل، يستدعي:
أولا: التعرف الصحيح والسليم والواقعي على مكونات ذاتنا الجماعية كأمة مأمورة بكلمة التوحيد وتوحيد الكلمة، والإدراك الصائب لملابسات الافتراق إلى شيعة وسنة، والوقوف على البدايات الأولى لنشأة كل مذهب وصيرورة تطوره، لأنه كثيرا ما أدَّت نِسبة نشأة أحد المذهبين إلى عوامل خارجية إلى إخراجه من دائرة الإسلام وتكفيره، وبالتالي استحلال دماء أتباعه وأعراضهم وأموالهم، فلم ينشأ التشيع بمقتضى مؤامرة يهودية دبَّرها شخص يدعى عبد الله بن سبأ، ولا بمقتضى مؤامرة فارسية مجوسية دبرها الفرس لما فجعوا بزوال دولتهم،واضمحلال ثقافتهم، وإنما برز وترعرع في البيئة الداخلية للمجتمع الإسلامي، وتَقوَّى لما اشتدت وطأة القمع على أهل البيت -عليهم رضوان الله - الذين جعلت المحنة والمظلومية قلوب المسلمين تعطف عليهم، وما ظهر الرفض إلا نتيجة لدسيسة كانت ترمي إلى عزل القرابة عن الصحابة ، والذي سمى المتورطين في السب "رافضة" ليسوا أهل السنة، بل سماهم بذلك رجل من وجهاء أهل البيت هو زيد بن علي – عليه رضوان الله-.
أما أهل السنة فهم جمهور المسلمين وسوادهم الأعظم، ولا يصح بأي حال من الأحوال أن نُحمِّلهم أوزار الحكام الظلمة الذين اضطهدوا أهل البيت: فالسيف الذي كان يطوف على رقابهم، هو السيف ذاته الذي كان يطوف على رقاب العلماء العاملين من أهل السنة الذين كانوا يعلنون ولاءهم الوحيد لتجربة الخلافة الراشدة، والحفاظ على وحدة المسلمين بأي ثمن.
ثانيا: بالنظر إلى امتداد التطور بكل مذهب إلى الاستقرار على مبان سياسية وكلامية وفقهية، فإن الحوار مطالب بفقه موارد الاختلاف بين الشيعة وأهل السنة في ثلاثة مجالات هي: السياسة والعقائد والفقه.
ثالثا: وبإخضاع المسائل المختلف فيها للنقد بميزان الشرع والعقل، يمكن للحوار آنذاك أن يطرق باب المرحلة الثالثة وهي "التصحيح" الذي ينبغي أن يتم- على التفصيل الذي بيناه في ما سلف من مقالات- في سياقات ثلاث هي: النقل والعقل والعواطف.
رابعا: إن البناء على الخطوات السابقة يمكن للحوار السني الشيعي – وقد تخفف من ثقل تركة الخلافات التاريخية- أن ينتقل إلى مرحلة التقارب والتفاهم.
خامسا: السعي إلى تحقيق وحدة لا تعني إلغاء المذاهب ولا إدماجها ولا تغليب بعضها على بعض(تنوع داخل الوحدة)،وحدة تنطلق من الوجدان وضبط التصورات بما يعنيه ذلك من تخلية القلوب من كل نوازع الحقد والكراهية ،وتطهير اللسان من آفات الشتم والسباب والولوغ في الأعراض والتكفير،وتحكيم موازين الشرع والعقل في الحب والبغض،والبعد عن التفكير بشروط الفتن السابقة واللاحقة،وبكلمة :الرجوع بالمسلمين إلى عهود البراءة الأصلية قبل نشوب الخلاف.بما لايغني عن التأمل في الثروة العلمية للسنة والشيعة، والتصالح على مصادر الاستنباط لإرساء القاعدة التشريعية والقانونية للوحدة،وبعدم غض الطرف عن الاعتبارات السياسية والقومية والعرقية التي تُصعِّب الوصول إلى تلك الوحدة.
أحسب أن الأمر يتعلق بمشروع بسطته على صفحات هذا الموقع المتميز،وكان للقراء الكرام فضل إثرائه بتعليقاتهم التي لم تأت على وِزَان واحد؛
1.فمنها ما ركز أصحابها على مسألة المنهج،ففاضل قال:" لا يعجبني منهج (التمييع) بدعوى (وحدة الصف وحدة الأمة إسلامية الأمة )"،وقال آخر:" كن واضحا في كتاباتك المستقبلية،و لا تخلط بين الحق والباطل بدعوى الوحدة الإسلامية ، فإن من شأن هذا الخلط أن يوفر لهؤلاء الظرف المناسب للتسلل إلى ديارنا،ألا تعلم أنك كافر في نظر أغلبيتهم ؟! ألا تعلم أنك ناصبي؟! ألا تعلم أن المهدي سيبعث من سردابه ليقطع عنقك إن لم تتشيع؟!!
سامحني أخي الفاضل أبوس راسك لكن أبدا لن ينفع إلا الوضوح"،وقال آخر:" لا يكفي الرجوع إلى المقولات الموجودة في الكتب ونقلها والتعليق عليها بالوجدان والوهم الذي نشأ عليه الكاتب والمعروف إن حقيقة المذاهب مكنونة لا تعرف إلا بالتخلص من المرتكزات التي نشأ عليها الباحث أو المحلل أو المعرف بحيث يجب عليه أن يتخلص من الموروث الذي ورثه من البيئة والمحيط وأيضا بإعادة النظر والتأمل في الموروث المكتوب عند القوم"،وقال آخر:" والله إننا نقول للكاتب المحترم - والألم يعتصر قلوبنا – إننا نجدك أحيانا تلتمس من الأعذار(للاثني عشرية) ما قد يغيب عنهم هم ،وهو شبيه ما قال يعقوب عليه السلام لإخوة يوسف :" و أخاف أن يأكله الذئب" فلقنهم ما يحتجون به دون سابق علم منهم"،وتساءل آخر:" هل أصبح الشعب المغربي دولية شيعية يحتاج إلى من ينظر له في فكر الفقه الإمامي الاثنا عشري ، يا فقيه زمانه أنصحك بدراسة المذهب المالكي والتعمق فيه ، ثم المذاهب السنية الأخرى ، يا زقاقي أسألك بالله لمن تكتب مقالاتك ؟؟ وما هي الأرضية الثقافية التي تنطلق منها ، فبيئة المغرب والحمد لله سنية متأصلة ، فلمن تغني قصائدك الشعرية ؟ وما هو الوتر الذي تحاول العزف عليه".
2.ومنها ما كان له علاقة بالمضامين والأفكار،وجل التعليقات في هذا الباب كانت تأتي في سياق ردود المعلقين بعضهم على بعض،بل إن أحد المعلقين دعا إلى العدول عن فكرة المقالات أصلا فقال:" وكلمتي الأخيرة لصاحب المقال: يا أحمد زقاقي أعرض عن هذا ،العصا تفقد حركتها إن أمسكت بالوسط، الأمر أكبر يا أخي ،خاصة والعقل متمذهب غارق في التوليف والتلطيف، سيدنا الحسين أراد الإصلاح في أمة جده،ما عساها كانت فحوى تلك الحركة"،وخالفه آخر فدعا الكاتب للتجمل بالصبر فقال:" ستخوض أخي في بحر لجي، وتخاطب عقولا رانت عليها قرون الفتنة بمقولاتها وأحداثها، فابحث لك عن ركن شديد ورشيد تأوي إليه وتسند إليه ظهرك. وفقك الله وسدد خطاك، وأرجو ان يكون منهجك علميا وكتابتك ربانية".
3.ومنها ما كان له ارتباط بالحكم على شخص الكاتب؛
أولا :من حيث انتماؤه التنظيمي
فقال فاضل:" لي ملاحظة ، أتمنى أن أكون مخطئا فيها : يبدو من تعليقات بعض الإخوة أن الكاتب ينتمي لتيار ( عبد السلام ياسين ) ، و معروف موقف جماعته المغازل لإيران و دولة الملالي ، المنبهر بها إلى درجة الهذيان ، فأتمنى إن كان الكاتب منتميا ألا يحيط قلمه بهذا الغلاف الولائي السياسوي السميك ، فيفقده تلمس الحق الذي ننشده جميعا"،وتقدم آخر بلائحة شروطه لما علم بانتماء الكاتب فقال:" أشكر الأخ "ع. ح. ز" صاحب التعليق رقم (..) جزيل الشكر ،وأنوه بإيضاحاته التي تناول فيها الخلفية الفكرية والعقائدية لشخص الكاتب المحترم ..فقد اختصرت علينا المسافات واختزلت الأتعاب التي كنا سنكابدها ونحن نجري وراء متاهات نحن في غنى عنها،وذلك حين نورت أفهامنا بأن صاحبك الكاتب هو كما قلت :" من الناشطين الإسلاميين في العدل والإحسان"..وبناء على هذا المعطى الذي والله ماكنت أعلمه ، فإنني قررت أن لا أخوض في أمر "الشيعة والسنة" في هذا الركن حتى يتبين لي الخيط الأبيض من الخيط الأسود فيما هو آت (وليعتبرها الكاتب شروطا لي إن شاء..)ولا ألزم بقية الإخوة من السنة والجماعة... إذا أجابنا الكاتب بأسئلة واضحة لاغموض فيها ولا إبهام ،ثم تبرأ من هذه المعتقدات علانية وحتى لا يستغفلنا أحد ،أو على الأقل يزعم أنها ملزمة لقائليها وغير ملزمة له ..إذ ذاك ننتقل إلى الحديث عن موضوع "السنة والشيعة"..أما وأن نغض الطرف على خزايا ومعتقدات الجماعة - التي مع ذلك لا نخرجها من دائرة أهل السنة والجماعة - ونناقش خزايا الآخرين ونخفي الشمس بالغربال..فهذا فراق بيني وبينك"،وقال آخر:" أما و قد اتضح أن صاحبنا الكاتب من مريدي "القطب الرباني" الحاج عبد السلام..فإننا ربما سنغوص في تفسير "المنامات المباركة"و علاماتها "المبشرات" و تحديد مواعيد "القومات"..الخ..الخ..و كلها من أحلام اليقظة و الخزعبلات و الهلوسات"،وقال آخر:" أود أن أثير أنتباهك إلى أنك من الخيمة خرجتي مايل وإني عرفت من خلال الشيخ كّوكّل بالنقر على إسمك أنك عضو في الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين وأيضا عضو بجماعة العدل والاحسان"،وتكفل معلقون آخرون بمعارضة مسلك استحضار الخلفية التنظيمية والفكرية للكاتب فقال فاضل:" ردود فعل خالفت أسس الحوار الناجح تجلت بعض ملامحها فيما علق به بعض القراء على ما جاء في نص المقال، تارة يدفعون بخلفية الكاتب والتزامه بخط فكري معين يقتضي الاحترام على كل حال وتارة يدفعون بما يروج عند الشيعة من آراء مخالفة لأهل السنة أغلبها أصبح اليوم تاريخا مضى وانقضى رغم استمرار تداعياته ومخلفاته"،وقال آخر:" رجاء من الإخوة المتدخلين عدم صرف النقاش عن مجراه، لأن القضية قيد الأخذ والرد هي جدل السنة / الشيعة، ومحاولة كشف ما يكتنف الموضوع من التباس بعيدا عن الانطباعات الأولية وما تستردفه من محاكمات مسبقة لنوايا القول، نحن مطالبون بأن نحافظ على إيقاع المواجهة بدل فتح جبهات جديدة تتناسل معها جدليات جديدة تبعدنا عن الموضوع الأصل، وأقول لكل أولئك الذين يرددون أسطوانة انتماء الكاتب لجماعة العدل والإحسان ويعزفون على وتر هذه المعلومة:المطلوب مقارعة الرأي بالدليل، ومحاكمة بنية القول، والارتباط بموقف الكاتب دونما نبش في جزئيات هامشية يستفيد الخصم من إثارة النقاش حولها"،وقال آخر:" مع إيماني المسبق بأن الأطر تنتج قوالب متماثلة تلوك خطابات مستنسخة، إلا أني حريص أن أبقى مرتبطا ببنية قول الكاتب دونما التفات إلى ما يؤثث شخصيته من معطيات خارج إطار كلامه.
لذلك فكون الكاتب من هذا الفصيل أو ذاك لا يحمل بالنسبة لي أي قيمة مضافة أو حكم مسبق بتزكية كلامه أو الطعن فيه".
ثانيا:من حيث انتماؤه المذهبي
فقال فاضل:" انتظروا من احمد الزقاقي انتهاج منهج التمييع ومحاولة الدفاع عن الدين الشيعي وتهجمه على من يقفون بالمرصاد للتبشير الشيعي وفضح مخططات الشيعة العداونية للامة وعقائدهم المنحرفة"،وقال آخر:" الملاحظة الاخيرة اوجهها ايضا لكاتب المقال الشيعي"، وقال آخر:"دائما وكالعادة يخرج علينا هذا الرافضي المتشيع الذي استهواه مذهب المتعة والخمس طامعا في رضا أسياده المعممين الجالسين في قم والنجف"،وتكلف آخر استنتاج انتمائي المذهبي من اللباس البادي في صورتي فقال باللسان الدارج "ليفهم الجميع":" واحد القضية خاصكم تعرفوها شوفوا اي واحد لابس كوستيم و قميجة محلولة ليه صديفات و مالبسش كرافاتة راه عارفوه موالي لإيران، و إيران شاريه بالفلوس باش يقنع العامة و المساكين بألافكار الشيعية لتمهيد للهيمنة الفارسية على العرب و من ضمنهم المغاربة"،وقال آخر:"الكاتب عنده عقدة مع الشيعة"،ولذلك ضاق بعض المعلقين ذرعا بالمستوى المتدني الذي نزلت إليه بعض التعليقات،فقال فاضل غاضبا:" أظن أن دينا خرج ليخاطب العالم أجمع(الماضي الحاضر المستقبل جميع الحضارات و الثقافات ،جميع الكائنات0الخ) سيصل إلى هذا المستوى من المشاحنات و الحروب بين مجموعة من البدو عاشوا أو لم يعيشوا في حقبة غابرة من الزمن.(وافيقوا) ان كل هده الأحداث اللتي تتحدثون عنها لا توجد الا في مخيخاتكم الصغيرة.أنصحكم من قلبي الخالص للقيام باستشارة نفسية لأن من أعراض الأمراض النفسية الإعتقاد بأفكار لا وجود لها في الواقع"،وقال آخر:" موضوع مهم جدا ولكن تفسده هذه التعليقات الحزبية الضيقة التي تهرب عن الموضوع الأصلي إلى سراديب الإعجاب بالذات ورفض الآخر المختلف، حقيقة هذا يشعر بالغثيان ويجعلنا على مسافة شاسعة عن التغيير الذي ننشده جميعا بغض النظر عن صدق النية وسلامة الطوية... نتمنى أن نرقى في نقاشاتنا إلى الأفضل ونتقي الله عز وجل في بعضنا البعض".
ولقد ذكرني هذا الجدل-الذي لا حاجة إليه- حول انتماء الكاتب التنظيمي والمذهبي بما حكاه الشاطبي عن حال الحافظ عبد الرحمان بن بطة مع أهل زمانه إذ قال:" عجبت من حالي في سفري وحضري مع الأقربين مني والأبعدين، والعارفين، والمنكرين، فإني وجدت بمكة، وخراسان وغيرهما من الأماكن أكثر من لقيت بها موافقاً أو مخالفاً، دعاني إلى متابعته على ما يقوله، وتصديق قوله والشهادة له، فإن كنت صدقته فيما يقول وأجزت له ذلك - كما يفعله أهل هذا الزمان- سماني موافقاً.
وإن وقفت في حرف من قوله أو في شئ من فعله - سماني مخالفاً-.
وأن ذكرت في واحد منها أن الكتاب والسنة بخلاف ذلك وارد، سماني خارجياً.
وإن قرأت عليه حديثاً في التوحيد سماني مشبهاً.
وإن كان في الرؤية سماني سالمياً.
وإن كان في الإيمان سماني مرجئياً.
وإن كان في الأعمال، سماني قدرياً.
وإن كان في المعرفة سماني كرامياً.
وإن كان في فضائل أبي بكر وعمر، سماني ناصبياً.
وإن كان في فضائل أهل البيت سماني رافضياً.
وإن سكت عن تفسير آية أو حديث فلم أجب فيهما إلا بهما، سماني ظاهرياً.
وإن أجبت بغيرهما، سماني باطنياً.
وإن أجبت بتأويل؛ سماني أشعرياً.
وإن جحدتهما، سماني معتزلياً.
وإن كان في السنن مثل القراءة، سماني شافعياً.
وإن كان في القنوت، سماني حنفياً.
وإن كان في القرآن، سماني حنبلياً.
وإن ذكرت رجحان ما ذهب كل واحد إليه من الأخبار -إذ ليس في الحكم والحديث محاباة- قالوا: طعن في تزكيتهم.
ثم أعجب من ذلك أنهم يسمونني فيما يقرؤون علي من أحاديث رسول الله – صلى الله عليه وسلم- ما يشتهون من هذه الأسامي؛ ومهما وافقت بعضهم عاداني غيره، وإن داهنت جماعتهم أسخطت الله تبارك وتعالى، ولن يغنوا عني من الله شيئاً. وإني مستمسك بالكتاب والسنة، وأستغفر الله الذي لا إله إلا هو وهو الغفور الرحيم"[1] .
ولقد تفضل الأستاذ المحترم ياسر الحراق الحسني بتخصيص مقال مستقل نشره على صفحات هذا الموقع سماه "مغالطات المقاربة الوثائقية لأحمد زقاقي" (27 مارس 2011) علق فيه على منهجية طرق الموضوع وعلى بعض الأفكار الواردة فيه،والتزم فيه – مشكورا- بأدب جم في الحوار وتدبير الاختلاف- وأجد نفسي مضطرا إلى توضيح بعض المسائل المرتبطة باعتراضاته وانتقاداته:
المسألة الأولى: في سياق تعليقه على قولي:"التحقيق في الخلاف السني الشيعي يحتاج إلى الوضوح والصراحة في إبراز مواطن وموارد الخلاف الجوهرية والرئيسية،وإلى المعالجة المتأنية دون الانفعالات الآنية بسبب ما يجري في العراق من استقواء مذهب بالمحتل، وتعرض آخر لتطهير مذهبي ،أو بسبب ما يصدر عن شخص عاق وسفيه ومعتوه من سب لأمهات المؤمنين وانتقاص لقدرهن" فاعتبر ما جاء في هذا النص "مخالفة لقواعد النقاش العلمي لأنه أقحم شائعات سياسية لا برهان عليها تلصق بطرف في البحث"،وأن الكاتب سقط فيما حذر منه في مقاله الافتتاحي من تسفيه المخالفين،وأعتقد- أخي ياسر- أن الأمر لا يتعلق بتاتا بشائعات بل بحقائق تم كشفها واكتشافها،ورصدها وتضمينها في تقارير محلية وإقليمية ودولية،والذي يستحق التسفيه هو مثل هذه السياسات لا الأشخاص،والشخص الذي تم تسفيهه لأنه أولا لا يمتلك سياسة أصلا ولا يعرف فيها شيئا،وثانيا:لأن فعله أدين من طرف المرجعيات الشيعية البارزة،إلى درجة أن استدعى الأمر صدور فتوى من قائد الثورة الإسلامية في إيران،ولأن تسفيهه لا علاقة له بلونه الطائفي،فلو صدر نفس الفعل من أخي الشقيق لتبرَّأت منه،ولأنه فعل يَنِم عن وقاحة وعقوق لأن الإنسان لا يمكن له بتاتا أن يسب أمَّه.
المسألة الثا نية:ولها صلة بالأولى،أنكر علي الفاضل ياسر صيغة عنوان"الحد الفاصل بين الرفض والتشيع" لأنني بذلك أقطع رأس التشيع من جسده،وهؤلاء" أطفال الشيعة يغنون "أنا شيعي رافضي" بين الأزقة و لن يقبلوا بالسيد زقاقي الذي قال أنه سيبرز مذهبهم كما هم يرونه و هو يقطع رأس التشيع من جسده"،فلم أدر أولا مَنِ الرأس ومَنِ الجسد،وتساءلت عن سر الإصرار على تكريس القطيعة وافتعال مسببات الأزمة في العلاقة السنية الشيعية ثانيا،وثالثا ليس السب نهجا علويا(نسبة إلى سيدنا علي) الذي نهى أنصاره عن السب فقال:" إني أكره لكم أن تكونوا سبابين" رغم اختلافه الشديد مع من توجه إليهم السب.
المسألة الثالثة:رأى السيد ياسر أنني أخللت بما ألزمت به نفسي من عدم السقوط في التعميم وذلك بذكر الفرق الشيعية المنقرضة،وعدم فعل ذلك عند دراسة"أهل السنة"،لأنني – في اعتقاده- اشتغلت "بهندرة المذهب السني و إفساد صورة المذهب الشيعي"،وبِنيَّة"التخويف من التشيع"، وأجيبه أولا بأن النية لا يعلمها إلا الله، كما أن الاشتغال حسب نية الإفساد غير وارد وغير صحيح،فلا بيتي من زجاج ،ولا الآخرون يستحقون الرمي بالحجر،وثانيا بأن ذكر الفرق الشيعية له تعلق بصيرورة المذهب وتطوره،وباختلافها في سوق الإمامة في أبناء علي،وهو ذكر أتى بعد التنبيه على أن لفظ الشيعة فيما يأتي من بعد من مقالات يتنزل على معنى الشيعة الإمامية الاثني عشرية التي تمثل السواد الأعظم للشيعة في هذا الزمان،وإن كان الأخ ياسر يظن أن ذكر تلك الفرق الشيعية إفساد للمذهب فيكون قد سبقني في هذا الإفساد النوبختي والشيخ المفيد والشيخ المرتضى وغيرهم ممن عدد فرق الشيعة بشكل يصيب القارئ والباحث بالدوار،والسبب الذي أغناني عن ذكر الفرق السنية لأن جلها لا يختلف في التصور السياسي التاريخي من حيث الإجابة عن سؤال من الأحق بتولي الخلافة،ولأن جل اختلافاتها فقهية الطابع كما هو الشأن بالنسبة للمذاهب السنية التي تساءلتَ عن سر عدم ذكري لها (الأوزاعي و الظاهري و الليث بن سعد و البصري).
المسألة الرابعة:قال الأستاذ ياسر:" و لعل إجتناب حديث علاقة حب آل محمد بالسنة و الجماعة فيه إخراج لمن حارب آل محمد من دائرة السنة وهذا ما لا يريد الدكتور الوصول إليه"،وقال أيضا:" فكيف في الحديث عن مفهوم الإمامة يذكر ما يملأ مكتبة الجاحظ من مصادر قديمة وحديثة للتعريف بها و بضرورتها المذهبية في حين لم يتطرق لمناقشة مفهوم الخلافة"،ولن أسهب في الرد على هاتين الملاحظتين،ولكن أقترح على صاحبهما بالنسبة للملاحظة الأولى إعادة قراءة مقالة"الجموح العاطفي والتصحيح" التي نَبَّهتُ فيها على المحاولات التاريخية الكبيرة التي تمت لاجتثاث رواسب النصب الأموي من العاطفة السنية،ودفع ذلك التنبيه البعض إلى تصنيفي في خانة"الشيعة الرافضة"،وبالنسبة للملاحظة الثانية إعادة قراءة مقالة"أهل السنة بين مطلب الوضوح وجاذبية الواقع المنحرف"هناك نبهت على الانقلاب الذي وقع على الخلاف الراشدة،وما تبع ذلك الانقلاب من اغتصاب أقلية سياسية متغلبة لاسم"أهل السنة"،وما طرأ من تغيُّر على الفقه السياسي الأصيل الذي يُمكِّن الأمة من اختيار من يحكمها،لصالح فقه سياسي طارئ يُفتِي بشرعية حكم"التغلب والاستيلاء"،ونعيش في هذه الأيام تباشير نهوض الأمة للتخلص من هذا الفقه،وثمة مسائل صغيرة أوردها الأخ ياسر يهون الخطب بشأنها،وتختلف زوايا النظر إليها،والخلاف لا يفسد للود قضية.
ولأنني كنت أحرصَ على قراءة التعليقات المُنتقُدة بمنطق (المؤمن مرآة أخيه) لم أر حاجة لذكر التعليقات التي أثنى أصحابها- مشكورين – من داخل البلاد وخارجها على طريقة تناول الموضوع من حيث الشكل والمضمون،وحتى لا أنصرف بالكلية إلى الرد على الأخوات والإخوة المنتقدين- عبر الجداريات- أقر ابتداء بحقهم الكامل في التعبير عن مواقفهم وأفكارهم،ولكنني لن أوافق البعض منهم في منهجية الحكم على النوايا.
الهوامش
[1] الشاطبي،الاعتصام1/37-38


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.