أشرف وزير التعليم العالي والبحث العلمي وتكوين الأطر على تسلم مجموعة من الكتب والمؤلفات التي تعنى باللغات الأجنبية كهبة مقدمة من لدن المكتبة الوراقة الوطنية، مساهمة منها في إغناء رصيد المكتبات الجامعية وتنويع مراجعها وتيسير الحصول عليها من طرف الطلبة والباحثين. وقال لحسن الداودي، صباح اليوم الخميس، إن الجامعة المغربية في أمس الحاجة إلى مجلات وكتب ومراجع في مجالات كالعلوم الاجتماعية والعلوم الحقة والاقتصاد واللغات وغيرها، متابعا بالقول: "هذا نموذج لمن يريد مساعدة الجامعة المغربية"، معربا في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية عن رجائه أن تتوسع دائرة واهِبي المراجع للجامعات المغربية، على اعتبار أن أغلب الجامعات في العالم تستفيد من مثل هذه المبادرات. وأشار وزير التعليم العالي خلال الموعد الذي جمعه بإمانويل جيرودي، المدير العام للمكتبة الوراقة الوطنية، إلى أن الخطوة تعد الأولى من نوعها منذ عام 2010، مشيرا إلى أن هذا النوع من المبادرات يدعم العلوم والمعرفة والتمكن من اللغة. "هذه الكتب الخاصة بالاقتصاد والأدب واللغات ستكون مخصصة لجميع المكتبات الجامعية، خاصة منها الكليات البعيدة والطلبة في المناطق الهشة، والتي تعرف خصاصا كبيرا على هذا المستوى"، يضيف الداودي. من جهته، أفاد إمانويل جيرودي، المدير العام للمكتبة الوراقة الوطنية، بأن الخطوة تدخل في إطار المشاركة في تطبيق السياسة التي تنهجها وزارة التعليم العالي، فضلا عن دعم جهود الوزير ودعم الآلاف من الطلبة المغاربة؛ لافتا إلى أن هذه الكتب ستعمل أساسا على تحسين مستوى اللغة الفرنسية لدى الطلبة المغاربة بعد أن "أبانت الدراسات أن مستواهم ضعيف، ما يشكل عائقا أمام متابعة دراستهم، حتى بالنسبة للطلبة الذين يدرسون بكليات الطب أو المدارس العليا"، وفق تعبيره. وأكد جيرودي أن الكتب الممنوحة مراجع في العلوم الحقة والعلوم الإنسانية والاقتصاد والإيتيك، كما أنها مرفوقة بأشرطة تسجيلية لتسهيل تعلم اللغة الفرنسية وإتقان نطقها الصحيح، ما سيساهم في الرفع من مستوى التلاميذ والطلبة المغاربة. رئيس جامعة محمد الخامس الرباط، سعيد أمزازي، قال في تصريح للجريدة إن هذه الهبة من شأنها الرفع من المستوى اللغوي للطلبة، على اعتبار أن الإشكالات التي يعانونها بخصوص اللغة الفرنسية عويصة، مؤكدا أن "نسبة الهدر في الجامعة مرتفعة بسبب قلة المهارات والكفايات اللغوية في الجامعة، لأن النظام التعليمي للمواد العلمية بالثانويات التأهيلية يرتكز على اللغة العربية، في حين أن شعب الاقتصاد والعلوم الحقة والطب والهندسة تدرس في التعليم العالي باللغة الفرنسية"، معربا عن تفاؤله بأن تعمل المراجع على تحسين المستوى اللغوي للطلبة المغاربة. وأفاد أمزازي بأن الجامعات تتوفر على كتب ذات جودة كبيرة تستطيع تحسين المستوى اللغوي، مشيرا إلى أن الطالب المغربي في جميع جهات المغرب يجب أن يستفيد من هذه المراجع، وعلى وجه الخصوص الطلبة في الكليات التي تعيش على وقع ندرة مثل هذه المراجع القيمة.