تمكنت المصالح الأمنية بمدينة فاس من إلقاء القبض على أفراد عصابة متخصصة في النصب والاحتيال بطريقة "السماوي"، في حالة تلبس بالإيقاع بطالبة تدرس بكلية الشريعة. العملية الأمنية الناجحة تمت إثر إقدام مواطن يقطن بحي مقدونيا، بكاريان بلمهني، على تصوير العصابة المكونة من ثلاثة أفراد وهي بصدد الاحتيال على الطالبة الشابة، لمحاولة السطو على مجوهرات ومبلغ مالي وهاتف نقال متطور في ملكيتها، مع تهديدها بالتصفية باستخدام الجن. وتم إيقاف أفراد العصابة، وهم رجلان في الستينات من العمر وسيدة خمسينية، أمس الثلاثاء، وسط تجمهر غفير لساكنة المنطقة، ليتم اقتيادهم إلى مخفر ولاية الأمن بفاس للتحقيق، ومن المنتظر عرضهم على القضاء للبت في ملفهم، علما أنهم من ذوي السوابق العدلية، وصدرت في حقهم مذكرات بحث وطنية، إثر تنفيذهم عمليات سرقة ونصب واحتيال بطريقة "السماوي"، راح ضحيتها مواطنون من عدة مدن، حسبما توصلت به هسبريس من إفادات. وبدأت قصة الإيقاع بالعصابة، وفق ما رواه الطالب "محمد. م" لهسبريس، صباح أمس الثلاثاء، مضيفا: "سمعت أصواتا غير عادية في الحديقة المقابلة للمنزل الذي أقطنه، وانطلقت للنظر من النافذة، فوجدت ثلاثة أشخاص بصدد النصب على طالبة ب"السماوي"، لإقناعها بتمتيعهم بكل المجوهرات المخزونة في منزلها"، مضيفا أن الطالبة التي تدرس في السنة الأولى بكلية الشريعة بفاس "كانت جد فزعة، إذ قاموا بالسيطرة على ردود فعلها بما يشبه التنويم المغناطيسي"، حسب تعبيره. ويورد المتحدث، الذي قام بتصوير الواقعة بواسطة هاتفه النقال، أن الجناة طلبوا من الضحية رش المجوهرات بالملح وضمه في غطاء والإتيان به بمعية أموال، "وهددوها في حالة عدم تنفيذ ما طلب منها بالحرق عن طريق الجن"..وقتها، يضيف محمد، "اتصلت بالشرطة على الرقم 19، فبدؤوا في مساءلتي عن تفاصيل الحادث ومكانه، قبل أن أخرج إلى الشارع طلبا للإغاثة، فوجدت فرقة من الدراجين التابعين للمصالح الأمنية، والذين تمكنوا من محاصرة الجناة وهم متلبسين". ووسط تجمهر غفير لساكنة المنطقة، تم اقتياد الجميع إلى مخفر ولاية الأمن بفاس، يردف محمد، مؤكدا أن العصابة اعترفت أثناء الاستماع إلى إفادتها بمحاولتها الاحتيال على الطالبة الشابة بواسطة طلاسم وتقنيات تعمد على أساليب السحر الشعوذة. "تمكنت المصالح الأمنية من التعرف على هوية العصابة، فالسيدة لها أربع سوابق سجنية، والجانيان كانا موضوع مذكرة بحث وطنية، ومدانان سابقا في 18 مناسبة بالسجن بتهم النصب والاحتيال على مستوى عدد من المدن المغربية"، يقول محمد. ويقر محمد بأن خطوته في تصوير العصابة وهي في حالة النصب على الطالبة بواسطة هاتفه النقال لاقت تنويها خاصا من الشرطة ومصالح الأمن بمدينة فاس؛ فيما أشار إلى أن عملية التحقيق دامت قرابة ثلاث ساعات، وعرفت اعتراف العصابة أمام الطالبة بمحاولة النصب عليها عن طريق ما يسمى "السماوي"، مضيفا أن الضحية كانت طيلة فترات الحادث مذهولة ومصابة بالفزع الشديد.