التقت وجهات نظر كل من مامون بوهدود، الوزير المنتدب لدى وزير الصناعة والتجارة والاستثمار والاقتصاد الرقمي المكلف بالمقاولات الصغرى وإدماج الاقتصاد غير المنظم، ومريم بنصالح، رئيسة الاتحاد العام لمقاولات المغرب، ومجموعة من الخبراء والمقاولين المغاربة، حول ضرورة الاعتماد أكثر على النجاعة الطاقية وتثمينها من أجل رفع مستوى تنافسية المقاولات المغربية وتحسين مردوديتها في السوق المحلي والدولي. بوهدود، وخلال الملتقى الذي نظمته مجموعة البنك الشعبي في الدارالبيضاء حول مساهمة النجاعة الطاقية والطاقات المتجددة في رفع تنافسية المقاولات المغربية، قال إن من شأن الاهتمام أكثر بالاستثمار في حلول الطاقات المتجددة والنجاعة الطاقية من طرف المقاولات، أن يساهم في رفع أدائها وزيادة تنافسيتها، عبر العمل على تقليص كلفة الإنتاج من خلال تخفيض كلفة الطاقة. الوزير المنتدب المكلف بالمقاولات الصغرى وإدماج الاقتصاد غير المنظم أورد، في كلمته، أن "المغرب اختار نهج الاقتصاد الحر الذي يتطلب تنافسية أكبر لنسيجه الاقتصادي، وهو ما يستدعي الاهتمام أكثر بالنجاعة الطاقية التي تمر بالضرورة عبر مزيد من الاهتمام بالنجاعة الطاقية، وهو أمر في صالح المغرب وفي صالح مقاولاته". وأضاف المسؤول المغربي أن الاستثمار في حلول النجاعة الطاقية سيضمن للمقاولات المغربية تحقيق مزيد من الأرباح، من خلال تقليص كلفة الطاقة على منتوجها النهائي أو خدماتها التي تسوقها داخل أو خارج المغرب. مريم بنصالح أكدت، من جهتها، أن 90 في المائة من الحاجيات الطاقية للمغرب يستوردها من الخارج، مشيرة إلى أن الاستثمار في حلول الطاقات المتجددة والنجاعة الطاقية يمكن أن يساعدها على تخفيض فاتورتها الطاقية بنسبة 15 في المائة على الأقل. وطالبت رئيسة الاتحاد العام لمقاولات المغرب بضرورة تقديم الدعم التقني والمالي الكافي لمساعدة المقاولات الصغرى والمتوسطة على الاستثمار في هذه الحلول، ومواكبتها على المستوى التقني من أجل تحقيق الأهداف المرجوة في هذا الإطار. فيليب سيمونيس، المستشار التقني للوكالة الألمانية للتعاون الدولي (GIZ) التابعة للحكومة الاتحادية الألمانية، أوضح أنه من خلال الآراء التي عبّر عنها عدد من رجال الأعمال المغاربة، يتبين أن هناك مشاكل مرتبطة بالتكوين والمواكبة والتمويل في مجال الاستثمارات التي تهم حلول النجاعة الطاقية التي تعتبر أحد المرتكزات الأساسية لرفع تنافسية مقاولاتهم. وأوضح سيمونيس أن هناك مجموعة من النماذج الناجحة التي يمكن إتباعها في هذا الشأن، مشيرا إلى أن إعمال هذه الحلول يمر أيضا عبر إقناع أصحاب المقاولات في المغرب بأهميتها في زيادة مردودية مشاريعهم. محمد بنشعبون، الرئيس التنفيذي لمجموعة البنك الشعبي، قال إن هذا اللقاء يشكل فرصة للمقاولين المغاربة من أجل الاستفادة من التجارب الأجنبية في مجال النجاعة الطاقية من خلال العروض التي يلقيها خبراء أوربيون، والتي سيتطرقون من خلالها إلى أفضل الممارسات في هذا المجال. بنشعبون أورد أن مجموعة البنك الشعبي مستعدة لمواكبة الشركات المغربية الراغبة في الاستثمار في المشاريع الطاقية، واعتبر أن مثل هذه الاستثمارات تشكل مفتاح نجاحها في سوق يشهد تناميا في المنافسة على كافة المستويات، بما فيها الجانب المرتبط بالفاتورة الطاقية.