سبق وان صرح بها السيد رئيس الحكومة، وواقع وضروريات اليوم تزكي هذه الفكرة لاعتبارات عدة. فالتكوين حسب العدة يمكن تقليص مدته بإدماج عدة مواضيع، تم تفصيلها بشكل كبير. مما يجعل عملية التقليص لن تنال من الجودة المتوخاة، وقادرة على تحقيق الكفايات المرجوة. فعدم تكييف الرزنامة مع ما تبقى من الموسم التكويني الجاري انطلاقا من اجتهاد واشراف الوحدة المركزية، فإن استمرار الفوج الحالي بالمراكز مغامرة بجودة تكون الفوجين الحالي و القادم ودخول الموسم الدراسي المقبل ايضا. ولعل تهافت القول بكون زمن التكوين المتبقي غير كفيل، تؤكده مبررات امكانية الاكتفاء بثلاثة اشهر المتبقية من الموسم التكويني إذ من شأنها أن تمكننا من: تلافي التكوين المتقطع بين موسمين، وما سيترتب عنه من اشكالات بيداغوجية تربوية. اعتبار الفوج الحالي خريج موسم 2015 2016، سيتفادى الدخول في زمن تكوين الموسم التكويني القادم؛ اذ سيصعب تكوين فوجين في نفس الوقت على مستوى تدبير الزمن وقاعات التكوين ومؤسسات التدريب... مما سينجم عنه التضحية بجودة تكوين الوجين معا. تفادي الاقتطاع من الزمن التكويني للموسم القادم وما ينتظره من تنظيم وتدقيق الايقاعات الزمنية للفوج القادم (انتقاء، اختبار كتابي، اختبار شفهي... ) لا فائدة من التكوين خلال بداية الموسم الدراسي المقبل؛ اذ ان الاستفادة ستكون متعذرة لكون التكوين مبني على توازي النظري والعملي. فلا يعقل ان يتكون الاساتذة حاليا على المستوى النظري في مجزوءات تناسب بداية الموسم الدراسي دون تداريب، ومع بداية الموسم الدراسي القادم يخضع الاساتذة لتكوين وتداريب توافق مجزوءات اخر الموسم التكويني. ان الاستفادة في حالة الالتحاق بداية الموسم الدراسي ستكون جد مفيدة، وستعتبر تكوينا في حد ذاته، يتعذر تداركه؛ إذا تأجل الالتحاق الى ما بعد العطلة البينية الاولى لموسم 2016 2017. ان الالتحاق مع بداية الموسم سيساهم في نجاحه بتفادي الخصاص والمشاكل والتوترات الاجتماعية التي ستثيرها ظاهرة الاقسام بدون اساتذة. ضمان تصريف الاجندة الاجتماعية لوزارة التربية الوطنية والمتعلقة بالدخول الاجتماعي الذي يقتضي تدبير الحركات الوطنية والجهوية والاقليمية والمحلية في جو سليم خال من الاضطرابات، استجابة لطلبات النقابات التعليمية. التحكم في وضع الخريطة المدرسية بشكل دقيق يساعد على نجاح الموسم ككل. هذه بعض الملاحظات التقنية التي ارجو ان تأخذها اللجنة التقنية في تدبير زمن التكوين المتبقي، ومن خلاله يمكن التأكيد على وجاهة تصريح السيد الرئيس، وتسير في منحى تصريحات السيد وزير التربية الوطنية المتعلقة بالانطلاقة الناجحة للدخول المدرسي المقبل. كما ان ذلك سيساهم في وربح الكثير من الجوانب التربوية، وضمان مساهمة الاساتذة الجدد في الانطلاقة الجيدة للموسم الدراسي المقبل. ملحوظة: غالبية أساتذة الفوج الحالي من حاملي الاجازة المهنية وممارسين في سد الخصاص والتربية غير النظام والقطاع الخاص... راكموا تجربة مهنية يمكن صقلها ميدانيا ومن خلال دورات التكوين المستمر. *أستاذ باحث المركز الجهوي لمهن التربية والتكوين الدارالبيضاء الكبرى