بعد خوْض أربع مسيرات احتجاجية في العاصمة الرباط، عاد المتصرفون المنضوون في الاتحاد الوطني للمتصرفين المغاربة إلى الاحتجاج ضد رئيس الحكومة عبد الإله بنكيران، مُهدّدين بتصعيد الاحتجاجات فيما تبقّى من عُمر الولاية الحكوميّة الحالية في حال عدم الاستجابة لمطالبهم. ويأتي على رأس مطالبِ المتصرفين التي رفعوها في مسيرة اليوم السبت بالرباط، "المطالبة برفع الحيْف الكبير الممارس علينا، سواء على مستوى الأجور أوِ الترقية وظروف الممارسة المهنية"، بحسب ما قالتْ رئيسة الاتحاد الوطني للمتصرفين، فاطمة بنعدي، في تصريح لهسبريس. وأضافت المتحدثة أنّ المتصرفين يُريدون، من خلال المسيرة الخامسة، التي اختاروا لها شعار "مسيرة الغضب .. معركة الكرامة"، مطالبةَ الحكومة بفتح قنوات الحوار معهم، مُوضحة أنَّ الحكومةَ لم تُبادر إلى الجلوس إلى طاولة الحوار مع المتصرفين "رُغم أننا ننادي بإنصاف هذه الفئة منذ خمس سنوات". ويتّهمُ الاتحاد الوطني للمتصرفين الحكومةَ ب"ممارسة التمييز" ضدَّ المتصرفين في ما يخصّ النظام الأساسي للهيئة الممثلة لهم، وقالت بنعدي في هذا السياق: "نريد نظاما أساسيا عادلا يحترم خصوصية المتصرف، ونريدُ أجورا عادلة. لا نطالب بالزيادة في الأجور، بل بالعدالة الأجرية داخل الوظيفة العمومية". وأثارَ الحوارُ الاجتماعي الذي يجمعُ بين الحكومة والنقابات العمّالية غضبَ المتصرفين، حيثُ ندّدوا بإقصاء المتصرفين من الدرجة الجديدة التي تُعتبر من مضامين اتفاق 26 أبريل 2011. وبحسب رئيسة الاتحاد الوطني للمتصرفين، فإنّ الحكومة "تستهدف المتصرّفين بشكل مباشر في الحوار الاجتماعي، وهذا يطرح أكثر من علامة استفهام". ورفع المشاركون في المسيرة الاحتجاجية شعارات هاجموا فيها الحكومة، من قبيل "هي كلمة واحدة.. هادي حكومة حاقدة"، "يا رئيس الحكومة، انزل وشوف في الإدارات، المتصرف عايش مقهور، بالتمييز راه محكور، لا ترقية لا أجور، فين هي الكرامة فين هي الحرية، وفين هي المساواة يا رئيس الحكومة". وبيْنما يُطالب المتصرفون الحكومةَ بفتح قنوات الحوار والاستجابة لمطالبهم، قالت فاطمة بنعدي إنّ الاتحاد الوطني للمتصرفين سيُعلنُ عن برنامج تصعيدي "لأنّ هذه الحكومة تتعامل معنا بمنطق غير مسبوق لا يقبله العقل ولا المنطق، ونحنُ سنذهب إلى أقصى الحدود ولن نتنازلَ عن مطالبنا"، على حدّ تعبيرها.