رحلة إلى المجموعة الشمسية "ألفا سينتاوري" الأقرب لمجموعتنا تعد فكرة من "الخيال العلمي". لكن عبقري الفيزياء الحديثة ستيفن هوكينغ وملياردير روسي ومؤسس فيسبوك لهم رأي آخر . فتعرف عليه. بدأت قبل 55 عاما أول رحلة إلى الفضاء الخارجي بقيادة رائد الفضاء الروسي يوري غاغارين. فيما تمكن الإنسان من الهبوط على سطح القمر في سنة 1969. ولم يستطع الإنسان ورغم التقدم العلمي الكبير في الذهاب أبعد من القمر للتعرف على الكواكب والمجموعات الشمسية الأخرى. كما أن المسبارين "فوياجر 1" و"فوياجر 2" لم يتمكنا سوى من الوصول إلى أطراف مجموعتنا الشمسية بعد أن دامت الرحلة عشرات السنين. وبما هذا ما جعل الملياردير الروسي يوري ميلنر أن يقدم مشروعا علميا رائدا لتمويل مركبة فضاء تتوجه إلى المجموعة الشمسية "ألفا سينتاوري"، وهي الأقرب لمجموعتنا الشمسية وتبعد نحو 4.3 سنوات ضوئية. وأطلق على المشروع تسمية "بريك ثرو". ويحتاج مسبار يعمل بالتكنولوجيا الحالية إلى نحو 30 ألف سنة للوصول إلى هذه المجموعة الشمسية، نقلا عن موقع "شبيغل" أونلاين الألماني. أما مركبة الملياردير الروسي ميلنر فيمكنها قضاء نفس الرحلة في 20 عاما فقط. قدم ميلنر 100 مليون دولار لتمويل المشروع الجديد، والذي سيعمل فيه العالم بيت ووردون الذي كان يخدم في وكالة ناسا سابقا، بالإضافة إلى عالم الفيزياء ستيفن هوكينغ وبالتعاون مع مؤسس موقع فيسبوك مارك زوكربيرغ فضلا عن فريق دولي من العلماء والمهندسين ورواد الفضاء. المشروع الجديد يقتضي بإرسال مركبة فضائية لا يتجاوز وزنها بعضة غرامات وتحمل شراعا كبيرا يستقبل أشعة الليزر القادمة من الأرض التي تسير المسبار. ويمكن للمسبار الجديد السير بسرعة تصل إلى 60 ألف كيلومتر في الثانية. وتقنية المركبة الجديدة لم تطبق سابقا وكانت عبارة عن نظريات فقط، ولا يعرف فيما إذا بإمكان هذه المركبة الوصول إلى ربع أو خمس سرعة الضوء خلال 10 دقائق فقط، كما تقول النظريات. ويمكن للمركبة وبسرعة 60 ألف كيلومتر في الثانية الوصول إلى كوكب المريخ خلال 30 دقيقة فقط، كما أوضح موقع "شبيغل"، بينما تستغرق الرحلة بالمسبار الذي يعمل بالتكنولوجيا الحالية 6 أشهر للوصول إلى الكوكب الأحمر. فيليب لوبين من جامعة كاليفورنيا قال "يجب علينا أن نفكر بتغير إستراتيجيتنا بصورة كبيرة أو ترك أحلامنا في الوصول إلى النجوم البعيدة". وعرض لوبين تقديم محركات بديلة لحل معضلة الوصول إلى المجرات والنجوم البعيدة، إذ أن المحركات الحالية للمركبات الفضائية تعمل على مبدأ الدفع العكسي عن طريق حرق الوقود ومن ثم يقوم الغاز الصادر من عملية الاحتراق بقذف المركبات وتحركيها. أما ستيفن هوكينغ فأكد من جانبه للصحفيين عند الإعلان عن المشروع بأن "الأرض مكان رائع، لكنه لا يمكن ضمان بقاء ذلك إلى الأبد". وأضاف عالم الفيزياء الشهير:" يجيب علينا عاجلا أم آجلا أن نراقب النجوم وندرسها". والمشروع الجديد حسب وصفه خطوة في الاتجاه الصحيح. * ينشر بموجب اتفاقية شراكة مع DW عربية