أولت صحف أروبا الغربية الصادرة اليوم الثلاثاء ، اهتماماتها لعدد من المواضيع الدولية والمحلية أبرزها تداعيات فضيحة (بنما بيبرز)، و الجمود السياسي في اسبانيا بعد عجز الأحزاب السياسية عن التوصل لاتفاق بشأن تشكيل حكومة جديدة، وخطة وزير المالية الألماني الرامية إلى محاربة التهرب الضريبي وغسل الأموال ،واستقالة وزيرة الداخلية السابقة في الحكومة الفيدرالية، ووزيرة التعليم الحالية في حكومة والوني بروكسل بعد اتهامها في قضية موظفين أشباح . ففي فرنسا ذكرت صحيفة (لوموند) ان الحكومات الغربية قررت التحرك بسرعة اكبر ازاء الفضيحة التي كشفت عنها (بنما بيبرز)، مبرزة انه ستم خلال هذا الاسبوع تقديم توجيهات محاسبية جديدة داخل الاتحاد الاروبي، وكذا خلال الاجتماع المقرر الاربعاء لمنظمة التعاون والتنمية الاقتصادية. واضافت الصحيفة انه بعيدا عن الاوضاع الشخصية ، تأتي فضيحة (بنما بيبرز) بخصوص اروبا والولايات المتحدة في مناخ سياسي ساخن. من جهتها تطرقت صحيفة (ليبراسيون) الى اوجه التشابه بين الاحتجاج الاجتماعي الجاري بفرنسا ، خاصة ضد مشروع قانون العمل، والحركة الاسبانية ل15 ماي 2011 عندما انتفض الساخطون ضد السلطات السياسية والمالية وتجاوزاتها . من جانبها حذرت صحيفة (ليبراسيون) من فخ الاموال السهلة التي تمثلها معدلات الفائدة التاريخية الحالية في اروبا، مشيرة الى انه اذا كانت هذه المعدلات تشكل فرصة قد تساهم في اقلاع الاقتصاد الفرنسي فانها اضحت فخا بالنظر الى غياب الاصلاحات "الضرورية لكن غير الشعبية". وبإسبانيا، واصلت الصحف اهتمامها بالجمود السياسي في البلاد وعجز الأحزاب السياسية عن التوصل لاتفاق بشأن تشكيل حكومة جديدة، وذلك على بعد أسابيع قليلة من نهاية المهلة الدستورية. وهكذا، كتبت (إلباييس) أن المتحدث باسم الحزب الاشتراكي العمالي الإسباني، أنطونيو هيرناندو، استبعد أي إمكانية للتفاوض مع الحزب الشعبي وحزب بوديموس الراديكالي، مشيرة إلى أن الحزب الاشتراكي بات مقتنعا بأن الدعوة لانتخابات جديدة أضحى أمرا لا مفر منه. وفي سياق متصل، ذكرت (لا راثون) أن الأمين العام لحزب بوديموس، بابلو اغليسياس، حث الاشتراكيين على تصحيح موقفهم وقبول التفاوض على تشكيل "حكومة تقدمية"، مؤكدا رفض الحزب لفكرة أن يكون طرفا في حكومة ائتلافية مع حزب سيوددانس الليبرالي. من جهتها، أوردت (إلموندو) أن رئيس الحكومة الإسبانية وزعيم الحزب الشعبي، ماريانو راخوي، يعتزم اقتراح منصب نائب رئيس الحكومة المحتملة على الأمين العام للحزب الاشتراكي، بيدرو سانشيز، لإقناع حزبه بدعم حكومة ائتلافية للمحافظين يقودها راخوي نفسه. أما (أ بي سي) فأوردت نتائج استطلاع للرأي أظهرت أن الحزب الشعبي سيحرز على 127 مقعدا بمجلس النواب في حال ما تمت الدعوة لانتخابات جديدة، مقابل 123 في استحقاق دجنبر الماضي، وبالتالي سيكون في مقدوره تشكيل حكومة ائتلافية مع حزب سيوددانس، يمين وسط. وفي ألمانيا واصلت الصحف تعليقاتها حول خطة وزير المالية الألماني فولفغانغ شويبله، التي تتضمن عشر نقط ، والرامية إلى محاربة التهرب الضريبي وغسل الأموال. وكتبت صحيفة (فرانكفورتر روندشاو )، في تعليقها أن الخطة التي جاءت على خلفية قضية تسريبات "وثائق بنما "، ستكون مثمرة ويمكن أن تغطي القصور الصارخ الحاصل في القوانين ، والذي ترك المجال واسعا للشركات مجهولة الاسم للمناورة . من جهتها اعتبرت صحيفة (كولنر شتات أنسايغر) أن وزير المالية مصر من خلال مشروعه الجديد على مكافحة عمليات غسل الأموال والتهرب الضريبي ليضاف ذلك إلى لائحة إنجازاته مشيرة إلى أن مخطط شويبله من شأنه أن يزيد من حجم الشفافية في التعاملات المصرفية لمختلف الشركات. أما صحيفة (شتراوبينغر تاغبلات ) فترى أنه ضروري تحسيس المواطنين بمثل هذه الاجراءات ، ويمكن أيضا ، وفق الصحيفة ، إلزام البنوك في ألمانيا بالإبلاغ عن أي نشاط مشبوه لوضع حد للأضرار التي يمكن أن تلحق باقتصاد البلاد . وذكرت الصحيفة أن مخطط وزير المالية يحث على دفع البنوك لغرامات مالية كبيرة في حال تورطها بأي عمل من هذا النوع . صحيفة (نوين دويتشلاند ) ، لاحظت من جهتها أن خطة شويبلة لا تشمل مقترحات لحماية المبلغين عن المخالفات ، وفرض عقوبات على البنوك المحلية مشيرة إلى أنه على ما يبدو سيسعى إلى بحث الإجراءات الهامة لمكافحة غسل الأموال والتهرب الضريبي ضمن منظمة التعاون والتنمية بأوروبا أو على مستوى مجموعة العشرين . وفي بلجيكا، علقت الصحف على استقالة وزيرة الداخلية السابقة في الحكومة الفيدرالية، ووزيرة التعليم الحالية في حكومة والوني بروكسل بعد اتهامها في قضية موظفين أشباح. وكتبت (لاليبر بلجيك) أن جويل ميلكت استقالت بكرامة بعد اتهامها في قضية الموظفين الأشباح مضيفة أن قاضي التحقيق اتهمها بتوظيف أعضاء من ديوانها في حملتها الانتخابية سنة 2014. وأضافت الجريدة أن الأمر يتعلق باتهام وليس بحكم، مشيرة إلى ضرورة محاكمة جويل ميلكت التي عليها أن تتوارى عن الأنظار. وبالنسبة ل(لوسوار)، فإن استقالة ميلكت تثير ضجة داخل حزبها (الوسط الديمقراطي الإنساني) الذي فقد أحد وجوهه البارزة، وداخل قطاع التعليم والثقافة الفرونكفونية، وكذا في مسارها السياسي. وتحت عنوان " نهاية مرحلة "، اعتبرت (لاديرنيير أور) أنه برحيل ميلكت، رحلت معها طريقة معينة في تدبير الشأن السياسي تقوم على الاعتماد بشكل كبير على قوة الإعلام. وأضافت أنه إذا ما تركت ميلكت أثرا يصعب محوه في المشهد السياسي البلجيكي، فهو إعطاء دفعة للطبقة السياسية التي تبدو أحيانا وكأنها نسيت أنها تعمل لفائدة الناخبين. وفي بريطانيا اهتمت الصحف بالتصريحات الضريبية التي نشرها وزير المالية جورج أوسبورن،وبالتصدي للتهرب الضريبي. وعادت (الدالي ميرور) في هذا السياق الى قرار وزير المالية البريطاني نشر تصريح بدخله، مقتديا في ذلك برئيس الوزراء ديفيد كامرون، بهدف تهدئة العاصفة الناجمة عن فضيحة (بنما بيبرز). من جهتها تطرقت صحيفة (الدايلي تلغراف) الى التزام رئيس الوزراء ديفيد كامرون بتعزيز اجراءات محاربة التهرب الضريبي دون التأثير على الاستثمارات في المملكة المتحدة. في السياق ذاته واصلت صحف هولندا التعليق على فضيحة (بنما بيبرز) مع الاشارة الى تورط احد اهم الابناك في البلاد. وقالت صحيفة (دو فولغسكرانت) ان البنك الهولندي (أ بي ان أمرو) ساعد زبنائه في الحفاظ بشكل سري على املاكهم عبر فرعه (مارتيلو) بغيرنسي بالمملكة المتحدة الذي يتيح امكانية اخفاء الروابط المباشرة مع المقاولة. من جانبها اكدت صحيفة ( ا ن ار سي ) استنادا الى خبراء انه لا يجب الانتظار حتى تتوقف المقاولات عن تجنب اداء الضرائب، او حماية معطيات ذات صلة بزبنائها، معتبرا ان لدى الحكومة دورا هاما يجب ان تضطلع به في مواجهة هذه المماراسات.