قال العالم الفرنسي المزداد في المغرب الفائز بجائزة نوبل للفيزياء، سيرج هاروش، إن العالم مدين بالكثير لعالم الفيزياء ألبرت إنشتاين في مجال الدراسات الفضائية والضوء والذرة، معتبرا أن الفضل يعود له في تمكن العلماء الذين جاؤوا من بعده من تطوير نظرية النسبية والوصول إلى عدد من الاكتشافات العلمية التي غيرت العالم؛ كالليزر، وجهاز "GPS"، وغيره من الأجهزة المستعملة في المجال الذري. ولأن موضوع المحاضرة هو "بماذا ندين لأنشتاين"، والمحاضر هو سيرج هاروش الذي يعرف المغرب جيدا لأنه من مواليد الدارالبيضاء لأب مغربي، فقد ضاقت قاعة اللقاء المنعقد بالرباط بالحاضرين المهتمين بالعلوم، وتحدث هاروش على أن إنشتاين لم يكن أبدا يحب أن تبنى أي نظرية علمية على الصدفة أو العفوية، وإنما كان يبحث لكل نظرية أو ظاهرة علمية عن تفسير منطقي. واستعرض هاروش الذي حضر إلى المغرب بدعوة من أكاديمية الحسن الثاني للعلوم والتقنيات، العديد من المعادلات الفيزيائية المعقدة، حول ثنائية الزمان والمكان، وكيفية قياس الضوء، مشيرا إلى أن هناك تفاعلا بين ثنائية الزمان والمكان وبين كتلة الضوء، وأن هذه الأخيرة تفرض على الأولى تغييرا، مبينا أن قياس الزمن ليس هو نفسه، "فلو قمنا بإخضاع توأمين إلى تجربة بأن أرسلنا أحدهما إلى الفضاء وأبقينا الآخر في الأرض، فبعد مرور المدة نفسها، سنجد أن الذي في الفضاء سيكون أكثر شبابا من الموجود في الأرض، وهو ما يعني أن قياس الزمن يختلف حسب المكان"، يفسر العالم الفيزيائي نظرية قياس الزمن . الأستاذ في جامعة "كوليج دو فرانس" التي تم تأسيسها سنة 1530، قال إنه تمكن من التعرف على "فوتونات الضوء أثناء انتقالها من المصدر إلى الأشياء الأخرى بالاعتماد على الإرث العلمي الذي تركه إنشتاين"، مضيفا أنه لم يعمل فقط على رؤية هذه الفوتونات، وإنما أيضا على "حصارها والتلاعب بها، ومعرفة كيفية عملها". الحاصل على جائزة نوبل سنة 2012 عرض أمام الحاضرين التطور الذي وصل إليه العلم بفضل ما تركه إنشتاين من معارف ونظريات في مجال الضوء، حيث قام هاروش بنفسه باستخدام الذرة كوسيلة جد دقيقة لجسيمات الضوء، وهو ما أدى إلى تطوير ميكانيكا الكم، الأمر الذي أدى إلى العديد من الاكتشافات والتطورات التكنولوجية، ومن بينها الساعات الذرية التي تبلغ دقة جد كبيرة من حيث تصميمها.