قد يكون هذا الخبر سيئاً جداً بالنسبة للأشخاص الذين يتبعون نظاماً غذائياً نباتياً في حياتهم، فهذا النظام الغذائي الذي كان يمتدح كثيراً كونه أكثر صحة قد يصبح من الماضي، حيث أثبت العلماء أن الغذاء النباتي وعلى المدى الطويل قد يؤدي إلى حدوث طفرات وراثية تزيد من مخاطر الإصابة بمرض السرطان وأمراض القلب. ونُشر العلماء بحثهم الجديد في مجلة علم الأحياء الجزيئية والتطور (Journal of Molecular Biology and Evolution). كما أثبتت البحوث العلمية أيضاً أن الأشخاص الذين اتبعوا نظاماً غذائياً نباتياً لأجيال متعاقبة تغير جزء من حمضهم النووي ليصبح أكثر عرضه للالتهاب، ويعتقد العلماء أن هذه الطفرة حدثت لمساعدة أجساد النباتيين على امتصاص الأحماض الدهنية الأساسية من النباتات وهي في الجين FADS2، المسؤول عن إنتاج الأحماض الدهنية في الجسم، وأطلق عليها اسم rs66698963. لكن لهذه الطفرة مخاطر صحية جسيمة، حيث تبين أن إنتاج حمض الأراكيدونيك المرتبط بالسرطان والالتهابات بات أكثر بروزاً، كما أن اقتران الجين المتحور بحمية تحتوي على نسبة عالية من الزيوت النباتية، يؤدي إلى سرعة تحويل هذه الزيوت لحمض الأراكيدونيك. يقول توم برينا أستاذ التغذية البشرية بجامعة كورنل: "ما يزيد من المشكلة هو قدرة هذه الطفرة الوراثية على منع إنتاج أحماض أوميجا 3 الدهنية المسؤولة عن حماية الجسم من أمراض عديدة". ويضيف: "ربما لم يكن هذا ليسبب مشكلة حين ظهرت هذه الطفرة للمرة الأولى، لكن الثورة الصناعية أثرت على الأنظمة الغذائية لتصبح أقل استهلاكاً لأحماض أوميجا 3 الدهنية الموجودة في الأسماك والمكسرات، وأكثر تناولاً لأوميجا 6 الموجودة في الزيوت النباتية والأقل صحة. وهذا الخلل بين نسب أوميجا 3 و6 في الغذاء قد يؤدي لانتشار الأمراض المزمنة في الدول النامية". وفسّر هذا الاكتشاف النتائج التي توصلت إليها الأبحاث السابقة بشأن عرضة النباتيين أكثر عرضة لخطر الإصابة بسرطان القولون والمستقيم بنسبة تزيد 40% عن آكلي اللحوم، وذلك برغم كون اللحوم الحمراء إحدى العوامل المسببة لهذا النوع من السرطان. وقارن الباحثون بجامعة كورنل بين مئات الخرائط الجينية لنوعين من الشعوب، النباتيين مثل سكان بيون بالهند، وآكلي اللحوم في كنساس، ليكتشفوا فارقاً وراثياً كبيراً في الحمض النووي لكل منهم. وحذرت بعض الأبحاث السابقة من التأثير المحتمل للأنظمة النباتية على الخصوبة وعلى عدد الحيوانات المنوية. كما أشارت إحدى الدراسات إلى أن كثافة العظام أقل لدى النباتيين ب5% مقارنة بغيرهم. وعلى صعيد آخر يكافح النباتيين للحصول على ما يكفي أجسادهم من الحديد، والكالسيوم وفيتامينات د و ب12.