رد عبد الإله بنكيران، رئيس الحكومة، على احتجاجات المعطلين، والأساتذة المتدربين، بدعوة الشباب إلى الولوج إلى مسالك التكوين المهني، والعمل على توفير فرص الشغل بأنفسهم، وعدم انتظار أن تهيء لهم الدولة مناصب في أسلاك الوظيفة العمومية. بنكيران، الذي بدا سعيدا صباح اليوم الأربعاء خلال حفل إطلاق الإستراتيجية الوطنية للتكوين المهني 2021، كشف أنه خلال مكالمة سابقة له مع الملك محمد السادس، أفصح له عن رغبته في أن يقضي التلاميذ نصف يومهم في القسم، والثاني في التكوين المهني، وهو ما حبذه العاهل المغربي"، حسب رواية رئيس الحكومة. وشدد رئيس الحكومة على أن الملك أعطى أهمية للتكوين المهني، مؤكدا أن "هذا التكوين ليس فقط فرصة لتدارك الخلل في منظومة التربية والتكوين، ولكنه مهارات يجب على كل مواطن مغربي أن يتوفر على حد أدنى منها"، كما أن "الحياة العصرية تتطلب أن يكون الإنسان على علم بمهارات معينة في مختلف مجالات التكوين المهني". وأكد على ضرورة العمل على تطور التكوين المهني بالقول إنه يضمن المستقبل، ويمكن من الإنتاج، متسائلا: "هل سنصبح كلنا موظفين في الوظيفة العمومية؟، وهل كل المغاربة سيصبحون أدباء يكتبون النصوص والقصائد الشعرية ويتفلسفون؟، وهل كل المغاربة سيصبحون محامين وقضاة؟"، مردفا بأن كل هذه القطاعات ليست لها إنتاجية مباشرة، في الوقت الذي يحتاج المغرب أن ينتج أبناؤه الثروة بشكل مباشر. وأوضح بنكيران أنه يكفي المغرب أن يتوفر على حد أدنى من الذين يتوفرون على التكوينات النظرية، فيما يبقى المفروض في هؤلاء هو "الجودة والكفاءة"، مضيفا أن "من يتوفر فيهم ذلك لا يحتجون إلى توفير الشغل، بل هم من يوفرون لنا الشغل، ولأبنائنا وأحفادنا في المستقبل". وتابع رئيس الحكومة بأن "التكوين المهني يضمن لأبناء المغرب معيشتهم الشخصية"، مضيفا "نحن في حاجة إلى الرجوع إلى التاريخ، فقد نشأنا في وسط يقال فيه "الحرفة كاتستر وإلا ما غنات تزيد فالعمر"، موردا أن "العلماء كانوا يدرسون في القرويين، وعندما ينتهون يذهبون إلى تعلم الحرف، ولهذا كان لدينا الصواف والقطان وغيرهم". واستطرد بأن "قضية التكوين المهني من صميم التربية، كما أنها مسألة عالمية وكونية، وأكبر الدول في العالم تولي لها أهمية خاصة، كما هو الشأن بالنسبة لألمانيا"، مبرزا أن "المغرب من الدول المتفوقة في مجال التكوين المهني على الصعيد الإفريقي، إن لم يكن الأول". واعتبر بنكيران أنه "في وقت نتحدث الآن عن التكوين المهني، هناك دول أخرى مسلمة وعربية تبحث عن تأمين الطريق من البيت إلى مكان الاجتماع، وحل مشاكل الاستقرار والديمقراطية، ونحن تجاوزنا هذه المراحل، ونريد التعاون"، مستشهدا بعدد من الآيات القرآنية التي تدعو إلى التعاون على البر والتقوى.