تشكل ستي فاظمة وأوكايمدن وإمليل وأربعاء تغدوين، منتجعات جبال الأطلس الكبير بإقليم الحوز التابع لجهة مراكش-أسفي، متنفسا طبيعيا للسياحة الداخلية والخارجية طيلة السنة، لأنها تضم باقة من المناظر الطبيعية، جعلتها تفرض نفسها على برامج الوكالات السياحية. هذا الرأسمال الطبيعي الذي يجذب السائح الداخلي والأجنبي، ليستمتع بلحظات هادئة بين الأشجار الباسقة والوديان المتدفقة، يصطدم بمشكل عمّر طويلا، يهم البنية التحتية، وعلى رأسها الحالة السيئة والمهترئة للطرق الإقليمية التي تخترق جبال الأطلس الكبير، والتي يعود تاريخ بعضها إلى الزمن الاستعماري الذي اتخذها قناة للوصول إلى عدة مناجم. لحسن الذهبي، فاعل جمعوي عن جمعية المبادرة بدوار أيت شاوعلا، بجماعة خميس تيديلي-مسفيوة، أوضح لهسبريس أن الطريق الإقليمية 2016 صوب جماعة تغدوين عانت من التهميش طيلة عقود ما بعد الاستقلال، معبرا عن استيائه من حالتها السيئة بسبب ضيقها وكثرة حفرها، ومشيرا إلى أن وضعها ازداد سوءا بعد فيضانات السنة الماضية. وأضاف المتحدث ذاته أن هذه الطريق في حاجة ماسة إلى توسيعها وتقويتها لتسهيل حركة السير والجولان؛ ما سيساهم في تشجيع السائح الداخلي والأجنبي، لما تزخر به المنطقة من مناظر طبيعية، والرفع من الحركية الاقتصادية، والترويج للمنتوج السياحي الأمازيغي، حسب تعبيره. أما عبد العزيز المحتافيد، وهو سائق حافلة للنقل السياحي، فأكد أن الطرق بالمناطق الجبلية بالإقليم ذاته تعرف عدة مشاكل، رغم ما تدره من ملايير الدراهم سنويا، "فالطريق الإقليمية (2017) الجبلية لمركز أوريكة صوب ستي فاظمة أتت عليها عوامل التعرية منذ الاستعمار، في غياب تام لأي تدخل من المسؤولين"، حسب تعبيره. وتساءل السائق ذاته: "كيف يعقل أن منتجع ستي فاظمة، الذي يعج بآلاف السياح المغاربة والأجانب أسبوعيا، منذ أزيد من 10 سنوات والطريق المؤدية إليه تحتضر، ومع كل موسم أمطار تجرفها السيول دون إصلاحات تذكر؟"، مبرزا أن "الوضعية الكارثية للطرق المؤدية إلى جل منتجعات الأطلس الكبير تقف وراء عدة حوادث سير قاتلة". من جهته، أكد عبد اللطيف جعيدي، رئيس الفضاء الجمعوي بإقليم الحوز، أن المنطقة في حاجة ماسة إلى مخطط واضح للإقلاع التنموي عبر توسيع الطرق، لأنها تعتمد بالأساس في اقتصادياتها على السياحة الداخلية بالدرجة الأولى. وطالب الفاعل الجمعوي نفسه وزارة السياحة بإدراج هذه المناطق، وخاصة جماعة تغدوين، في الخريطة السياحية، والعمل على التعريف بمؤهلاتها الطبيعية والثقافية والحضارية. وتعليقا على ما سبق، أشار علي النحاس، المدير الإقليمي لوزارة التجهيز والنقل بإقليم الحوز، إلى أن كلا من الطريق 2016 و2017 اقترحتا ضمن برنامج وزاري يسمى تأهيل الطرق الإقليمية من أجل تقويتهما؛ فيما يتجه المجلس الإقليمي للحوز نحو توسعتها. وأضاف المسؤول ذاته أن المديرية الإقليمية مستعدة للتعاون في إطار شراكة مع كل من المجلس الإقليمي والجهوي لإصلاح هذه الطرق، وفق عمل مشترك يرمي إلى تقويتها وتوسعتها في الآن نفسه، موردا أن طريق جماعة تغدوين برمجت ضمن اتفاق سابق مع المجلس الإقليمي من أجل تقويتها وتوسعتها، ومضيفا أن الوزارة تنتظر من المجلس الإقليمي أن يجدد المبادرة من أجل الاتفاق على مساهمة كل طرف على حدة. أما الطريق 2017 المؤدية إلى منطقة ستي فاظمة فقد اقترحت في إطار مشروع اتفاقية مع مجلس جهة مراكش-أسفي لتوسيعها وتقويتها، حسب المسؤول ذاته، مشيرا إلى أن المديرية تنتظر مبادرة المجلس للانتقال إلى توقيعها، ومعبرا عن انفتاح الوزارة واستعدادها للشراكة والتعاون مع كل الجهات من أجل تحسين وضعية طرق الإقليم.