أثار قرار الجيش الإسرائيلي، توقيف جندي إسرائيلي، أطلق النار يوم الخميس الماضي على شاب فلسطيني جريح، جدلا في الشارع الإسرائيلي ما بين مؤيد ومعارض. وأظهر شريط فيديو، نشره مركز المعلومات الإسرائيلي لحقوق الإنسان في الأراضي المحتلة "بتسيلم"، إطلاق جندي إسرائيلي النار على الشاب الفلسطيني الجريح، عبد الفتاح الشريف، من مسافة قريبة ما أدى إلى مقتله في الحال. ووقعت الحادثة في مدينة الخليل جنوبيالضفة الغربية، الخميس الماضي، وحاول الجيش الإسرائيلي على الفور، التأكيد على رفضه للحادثة، والقول إنه "فردية". وقال المتحدث بلسان الجيش موتي ألموز، في تصريح مكتوب:" تم إيقاف الجندي وهو موجود الآن في التحقيق لنعرف ماذا حدث هناك"، وأضاف:" هذا ليس الجيش الإسرائيلي، هذه ليست قيم الجيش، وثقافة الجيش وقيم الشعب اليهودي ولا تربطه بما يحدث داخل المؤسسة العسكرية بأي صلة ونحن الآن نحقق فيه.. رئيس الأركان الجنرال أيزنكوت تحدث قبل قليل مع قائد المنطقة الوسطى وهما ينظران الى الحادث بخطورة"، لكن تصرف الجيش لم يرق لبعض الوزراء، والمسؤولين والنشطاء في إسرائيل. وفي هذا الصدد، قال الوزير البارز في الحكومة، نفتالي بنيت، في تصريح صحفي:" الجندي ليس قاتلا، هل فقدنا عقولنا؟ نحن في حرب ضد إرهاب همجي". وأضاف بنيت الذي يشغل منصب وزير التربية:" لربما كانت هناك عبوة ناسفة مع الإرهابي (الفلسطيني) وربما كان سيستخدمها في أية لحظة، وإن إطلاق النار عليه أدى إلى حماية أرواح ومنع هجوم آخر". ولم يقتصر انتقاد إيقاف الجندي على بنيت، إذ قال وزير الخارجية السابق، النائب أفيغدور ليبرمان في تصريح صحفي:" لقد تقدمت بطلب لرؤية الجندي الموقوف الذي أطلق النار على الإرهابي، ولكن وزارة الدفاع رفضت السماح بهذا اللقاء، لقد أردت زيارة الجندي والاستماع منه "، معتبرا ان تصريحات الجيش تحرم الجندي من "الحصول على تحقيق عادل". ورفض وزير الدفاع الإسرائيلي موشيه يعالون هذه الانتقادات، وقال في تصريح صحفي :" قام وزراء وأعضاء كنيست في الأيام الأخيرة بإطلاق تصريحات غير مسؤولة، وشنوا حملة غير مسبوقة في خطورتها ضد رئيس أركان الجيش وقادة الجيش". وأضاف يعالون:" يخوض رئيس الأركان غادي ايزنكوت وجنود وقادة الجيش حرب لا هوادة فيها ضد الإرهاب الفلسطيني وضد الإرهاب بشكل عام". وفي ظل هذا الجدل، منح رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الدعم لقادة الجيش، وقال في مستهل الجلسة الأسبوعية للحكومة الإسرائيلية أمس:" إن تفنيد الأخلاق التي ينتهجها الجيش الإسرائيلي هو أمر مرفوض وشائن". وأضاف نتنياهو بحسب نص التصريح :" الفحص الذي يتم القيام به حول ملابسات الحادث يأخذ بعين الاعتبار كل الظروف ذات الصلة، يجب علينا جميعا أن ندعم رئيس هيئة الأركان العامة والجيش وجنودنا الذين يحافظون على أمننا". وشهدت الجلسة الأسبوعية للحكومة الإسرائيلية، أمس الأحد، تلاسنا بين نتنياهو، وبنيت، على خلفية القضية. ورد نتنياهو على الوزير، الذي هاجم الحكومة، قائلا: "لم تُسيّس قضية عسكرية، لن أقبل عظات منك بخصوص تقديم الدعم لجنود الجيش". وشعبيا، أظهر استطلاع للرأي العام، تأييد أغلبية من الإسرائيليين للجندي، إذ أظهر أن 57% من الإسرائيليين عارضوا توقيفه، وفتح تحقيق جنائي معه، في وقت أّيد هذا الإجراء 32% من الإسرائيليين. وبحسب الاستطلاع، الذي أجرته، المحطة الثانية في التلفاز الإسرائيلي، فإن 42% من الإسرائيليين قالوا إن الجندي تصرف بطريقة ملائمة فيما اعتبر 24% انه تصرف طبيعي تحت الضغط و19% قالوا انهم يشعرون بأنه خالف القواعد وفقط 5% قالوا إن ما جرى كانت عملية قتل، فيما لم تملك النسبة المتبقية موقفا محددا. بدورها، قالت الإذاعة الإسرائيلية العامة إن إسرائيليين تظاهروا في مدن إيلات وعراد (جنوب) وبيتح تكفا (وسط) الليلة الماضية تضامنا مع الجندي الإسرائيلي. ويرى وديع أبو نصار، الباحث في الشؤون الإسرائيلية، أن الجدل الإسرائيلي، حول هذه القضية، ليس مفاجئا. وقال أبو نصار في تصريح صحفي:" ليس سرا إن المجتمع الإسرائيلي بأغلبيته معاد للفلسطينيين، نتيجة التحريض المتواصل من قبل حكومة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو". وأضاف: "للأسف، فإن الفلسطيني بالنسبة لقطاع واسع من الإسرائيليين، إن لم يكن أغلبيته، هو عدو يجب قتله او طرده وذلك لأن الأغلبية من الإسرائيليين لا تبحث عن الحقيقة، فلا يوجد جهد كافي من الإسرائيليين لفهم الفلسطيني والفهم بأن له حقوق أهمها أن يعيش حرا في دولته". وتابع أبو نصار:" الغالبية من الإسرائيليين مدفوعة بمشاعرها وليس بفكرها، وللأسف فإن مشاعر الانتقام تطغى على الإسرائيليين". وتشهد أراضي الضفة الغربية، وقطاع غزة، منذ الأول من أكتوبر الماضي، مواجهات بين شبان فلسطينيين وقوات إسرائيلية، اندلعت بسبب إصرار مستوطنين يهود متشددين على مواصلة اقتحام ساحات المسجد الأقصى، تحت حراسة الشرطة الإسرائيلية. *وكالة انباء الأناضول