دعا أنيس بيرو، الوزير المكلف بالجالية المغربية المقيمة بالخارج وشؤون الهجرة، مغاربة أمريكا إلى ضرورة المزيد من الالتحام ببلدهم الأصلي، و"الانخراط في ثورته التنموية الشاملة". بيرو الذي كان يتحدث أمام أفراد من الجالية المغربية المقيمة في نيويورك، خلال لقاء تواصلي بحضور القنصل العام للمملكة بنيويورك بنعبد الجليل محمد، وممثلين عن جمعيات المجتمع المدني المغربي بنيويورك ونيوجرسي والولايات القريبة، شدد على وجوب محاربة الهدر المدرسي المتنامي في صفوف أبناء الجالية، وأضاف: "الهدر المدرسي يفوّت على أبنائكم فرص التعلم والحصول على شهادات عليا تمكنهم من الوصول إلى مراكز تساعدهم على خدمة بلدهم وقضاياه". وأكد المسؤول الحكومي على أن الوزارة اكتشفت ارتفاع نسب عالية للهدر المدرسي بين أبناء الجالية المغربية، خصوصا في أوروبا، معتبرا أن الاستثمار العلمي في أطفال الجالية والحرص على ارتباطهم بكل مراحل التعليم هو من بين أهم تحديات الوزارة، و"لابد أن تكون كذلك بالنسبة للآباء في المهجر". الوزير عبّر عن استعداد الوزارة للتعاون والمساهمة في دعم التعليم بالنسبة لأبناء المغاربة بالخارج، وزاد موضحا: "نستطيع المساهمة في خلق برامج لدعم المتمدرسين من أبناء الجالية في جميع المواد التي يدرسونها في بلدان الإقامة لمساعدتهم على التحصيل الجيد، ليس فقط بالنسبة للغة العربية، بل لابد من مواكبة الأطفال في جميع المواد التعليمية الأخرى". وأورد انيس بيرو أن الوزارة ستحرص على أن تخضع الاستفادة من المخيمات الصيفية والمقامات الثقافية التي تقام لفائدة أطفال الجالية في المغرب للتنافس، وذلك لحثهم على البحث في تاريخ وجغرافية وثقافة بلدهم، قبل التمكن من الفوز بفرصة المشاركة في هذه المقامات والمخيمات، و"لكي لا تبقى حكرا على أبناء البعض دون آخرين، وتحقق المطلوب منها"، واسترسل: "العامل الثقافي من أهم العوامل التي يجب أن نوليها الاهتمام، لأنه المؤثر الأكبر والمساهم في خلق الشخصية المغربية المرتبطة ببلدها إيجابيا". واستمع الوزير لمداخلات الحاضرين، والتي انصبت جلها على مواضيع تعليم اللغة العربية، وضرورة التواصل الدائم بين الوزارة والجالية، وكل ما يتعلق بدعم الجمعيات ونقل جثامين موتى المغاربة في الخارج، والبعثات الدينية. وبخصوص الدعم الذي تقدمه الوزارات لبعض الجمعيات، أكد الوزير أنه يخضع للعديد من الشروط والمعايير التي لابد أن تتوفر في كل ملف قدم للوزارة، مشددا على أن الاتفاق تم مع مكتب دولي للدراسات للتدقيق في جميع الملفات، وأضاف "أي ملف اكتشفت فيه اختلالات سوف يقدم للقضاء". وعن نقل جثامين المغاربة، أكد أنيس بيرو أنه رغم تعقد المساطر ببعض دول الإقامة، "إلاّ أن الوزارة، وبتنسيق مع كل القنصليات والتمثيليات المغربية بكل بقاع العالم، قامت بترحيل جثامين عدد المغاربة المعوزين، أو الذين توفوا في ظروف تحتم تدخل الوزارة للتكلف بمصاريف ترحيل جثامينهم، ومنهم من قضى نحبه باليابان ومن كندا والولايات المتحدة ودول أخرى"، وفق كلمة الوزير المكلف بالجالية المغربية المقيمة بالخارج وشؤون الهجرة.