سرعان ما شنت صحف إيطالية حربا ضارية ضد الإسلام غداة العمليات الإرهابية التي ضربت قلب العاصمة البلجيكية بروكسيل، على مستوى مطارها الدولي، أحد شرايين الحياة في البلاد، وأيضا في محطة قطار الأنفاق، والتي أسفرت عن مقتل وجرح العشرات. وكتبت صحيفة "إلجورنالي"، التابعة للمجموعة الإعلامية لرئيس الوزراء السابق والملياردير "سيلفيو بيرلسكوني"، على صدر صفحتها الأولى أول أمي، "لنطرد الإسلام من بيتنا"، في إشارة إلى طرد المسلمين من إيطاليا، وهو ما يزكي بحسب مراقبين موجة جديدة من الإسلاموفوبيا. وطالب مدير الصحيفة الإيطالية، أليساندرو سالوستي، في افتتاحيته اليومية، صراحة بطرد دين الإسلام وإلهه من أوروبا، ووصفهما بكونهما "غير ملائمين لحضارتنا"، مبرزا أن ما "يحدث اليوم هو استمرار لما أسماه بحروب الإسلام على أوربا". وأورد المسؤول الإعلامي ذاته بأن أوربا لم تتقدم إلا بعد أن هزمت المسلمين في حرب "ليبانت"، في إشارة إلى الحرب التي خاضها تحالف أوربي ضد العثمانيين سنة 1571، قبل أن ينتقد جميع السياسيين، ورجال الدين الداعين إلى الحوار وحسن الاستقبال، باعتبارهما مبادئ مطلقة". وحذر سالوستي من جميع المسلمين، حتى أولئك الذين يوصفون بالمعتدلين، وقال "حتى إن كانوا لا يستعملون القنابل، فهم يوفرون الحماية للمتطرفين، ويتواطئون مع من يستعملونها" مختتما افتتاحيته "عليهم أن يبقوا في بلدانهم وبيوتهم، هذه ليست عنصرية، وإنما دفاع عن النفس". وتجدر الإشارة إلى أن هذه ليست المرة الأولى التي تصعد فيه بعض الصحف الإيطالية هجومها على الإسلام والمسلمين، فقد سبق لصحيفة "ليبرو" صبيحة انفجارات باريس في نونبر الماضي أن وصفت المسلمين بالأوغاد، وكذلك عملت بعض الصحف النيل من المسلمين بعد أن تم اعتقال "صلاح عبد السلام" الذي تتهمه السلطات الفرنسية بأنه أحد منفذي انفجارات باريس.