بموازاة أجواء الحداد التي عمت العالم إثر الهجمات الإرهابية التي نفذها انتحاريون موالون لتنظيم "داعش" في العاصمة البلجيكية بروكسيل، وأسقطت قتلى وجرحى، عمد التنظيم، الذي يلقب نفسه ب"الدولة الإسلامية"، إلى الاحتفاء تشفيا في الضحايا المدنيين، فيما اختارت آلته الإعلامية الهجوم على جماعة "العدل والإحسان" لموقفها المندد. حلوى مقابل دماء وأظهرت المواقع الإلكترونية الموالية ل"داعش" صورا متفرقة لما وصفتها "أجواء الفرح بغزوة بروكسيل المباركة على بلجيكا الصليبية"، على حد تعبيرها الذي استقته من البيان الرسمي لتنظيم البغدادي الذي تبنى الهجمات الإرهابية الدامية على المطار الدولي ومحطة لقطار الأنفاق ببروكسيل، وهي الصور التي بينت مقاتلي "داعش" وهم يوزعون قطعا من الحلوى على أطفال وشباب عدد من المناطق المسيطرة عليها في سوريا. أما النسخة الإلكترونية من صحيفة "النبأ" الأسبوعية، التابعة لتنظيم "داعش"، فسارعت إلى تصدير عددها الجديد بعنوان: "الدولة الإسلامية تزلزل أوروبا الصليبية مجددا.. مئات القتلى والجرحى نتيجة عمليات استشهادية في بروكسيل"، فيما يرى التنظيم، بتعبير ذراعه الإعلامي الناطق باللغة العربية، أن هجمات بروكسيل جاءت "بعد أيام قليلة من حملة أمنية كبيرة شنتها أجهزة الأمن البلجيكية في أحياء من العاصمة". ويضيف المصدر ذاته أن سلطات بروكسيل "زعمت أن الحملة نتج عنها تفكيك خلايا جهادية كانت تعد لعمليات ضد الصليبيين واعتقال عدد ممن تتهمهم بالمشاركة في التخطيط والإعداد لهجمات باريس، التي نفذتها مجموعة من الانغماسيين والاستشهاديين من جنود الدولة الإسلامية"، فيما وصف الهجمات بالعملية النوعية التي "تسببت في حالة استنفار أمني في بروكسيل، امتدت إلى كل عواصم الدول الصليبية"، على حد تعبير الصحيفة. هجوم على "الجماعة" هاجمت الآلة الإعلامية ل"داعش" عددا من التنظيمات الإسلامية في العالم بمبرر أنها أصدرت مواقف منددة بهجمات بروكسيل الإرهابية، مشيرة إلى أن هذه الهيئات، ومن ضمنها جماعة العدل والإحسان، لا تدين ما وصفته ب"القتل اليومي الذي يمارسه طيران دول التحالف الدولي في حق عشرات المدنيين والنساء والاطفال في سوريا والعراق.. وآخرهم عشرات القتلى في جامعة الموصل من الطلاب والمدنيين والمارة في الشوارع، وقبلها في شوارع الرقة وحلب". وأورد موقع إلكتروني موال ل"داعش" موقف "العدل والإحسان" الذي جاء على لسان عضو مجلس إرشادها محمد حمداوي، الذي وصف، في تدوينة له على حسابه الرسمي بموقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، هجمات بروكسيل ب"العنف الأعمى"، متوقفة عند عبارته: "إدانتنا لهذه الجريمة النكراء وتعازينا لأسر الضحايا وتمنياتنا بالشفاء العاجل للجرحى". هجوم "داعش" طال هيئات إسلامية أخرى أدانت التفجيرات، بما فيها هيئة كبار العلماء السعودية، ومؤسسة الأزهر بمصر، وجماعة الإخوان المسلمين، واتحاد المنظمات الإسلامية في أوروبا، مشددة على أن هذه الهيئات أعلنت مواقفها مباشرة بعد التبني الرسمي لهجمات بروكسيل من قبل "الدولة الإسلامية"، في حين "لم تصدر أي بيان شجب أو إدانة لمجازر التحالف الدولي ضد أهل السنة في كل من الفلوجة والموصل والرمادي والرقة".