بثت قناة ميدي 1 تيفي، مساء يوم الأحد، تسجيلات لمكالمات هاتفية تكشف العلاقة بين الجيش الجزائري والجماعات الإرهابية في منطقة الصحراء والساحل، وأيضا تنسيق العسكر الجزائري مع ما يسمى الجيش الصحراوي التابع لجبهة البوليساريو، واعتبار المغرب عدوا. وعاد البرنامج ذاته إلى حادثة عين أميناس بالجزائر في يناير 2013، والتي اقتحمت خلالها قوات من الجيش الجزائري القاعدة النفطية التي كانت تضم عددا من الرهائن والمختطفين من طرف كتيبة "الموقعون بالدم" التي يترأسها مختار بلمختار، فاختلطت دماء الرهائن بالإرهابيين. وأورد البرنامج الخاص، الموسوم بعنوان "الجزائر.. من الحرب إلى التنسيق مع الإرهابيين"، مكالمة هاتفية جرت بين بلمختار وأحد مختطفي الرهائن في عين أميناس، في السابع عشر من يناير من سنة 2013، حث فيها معاونيه على عدم استعجال قتل الرهائن الأجانب، وبأن يكون القتل آخر المطاف. وفي تسجيل صوتي آخر، يأتي خمس ساعات بعد الأول، يتحدث أحد عناصر المجموعة الإرهابية في مكالمة هاتفية عن غدر الجيش الجزائري لهم بعد أن طمأنهم بالخروج من مكان احتجاز الرهائن، حيث قال مرتبكا "الجزائريون قالوا للإخوة يخرجوا، وغدروهم، حيث قصفتهم مروحية جزائرية، وهناك قتلى وأشلاء". وتبين تسجيلات أخرى بثتها القناة المتواجدة بمدينة طنجة، أحاديث بين قائد جهوي بالجيش الجزائري وأحد الجنرالات، حول طريقة تدبير حادثة عين أميناس، ومكالمة أخرى بين ضابطين ساميين، كولونيل وجنرال، تؤشر على وجود تفاهمات بين الجيش الجزائري والجماعة الإرهابية. وأشارت القناة إلى تسريبات ويكليكس التي عادت بحادثة عين أميناس إلى الواجهة، حيث أظهرت وثائق مسربة من وزارة الخارجية الأمريكية، تؤكد وجود تنسيق بين السلطات الجزائرية والقيادي في تنظيم القاعدة، مختار بلمختار، مفاده عدم تنفيذ عمليات في التراب الجزائري، مقال عمليات إرهابية في مالي، وأخرى تستهدف المصالح المغربية بالصحراء. وفي مداخلة لأحد قيادات الجيش الجزائري، وهو اللواء سعيد شنقريحه، قائد ما يسمى الناحية الثالثة بقطاع تندوف، بثتها قناة ميدي 1 تيفي، أكد بوضوح التنسيق الحاصل بين الجيش الجزائري وقوات جبهة البوليساريو، متهما المغرب بأنه يحتل الصحراء، وبأنه تسبب في قطع الدعم عن البوليساريو. واتهم الضابط الجزائري السلطات المغربية، الذي كان يتحدث خلال ملتقى عسكري مشترك بين الجزائر وجنود الجبهة الانفصالية، بكونها تعمل على زعزعة استقرار المنطقة، وإطالة أمد معاناة من سماه "الشعب الصحراوي"، مشيرا إلى اعتبار الجيش الجزائري للمملكة المغربية عدوا له".