طالب بريطاني وإيرلندي وياباني قدموا على أنهم من الرهائن المحتجزين في الجزائر، أمس الخميس، عبر قناة الجزيرة بانسحاب الجيش الجزائري، الذي يحاصر موقع إنتاج الغاز، حيث هم محتجزون في الصحراء الجزائرية. منشأة لإنتاج الغاز في الجزائر وفي الإطار أبو البراء قائد في القاعدة (خاص) وشدد الرجال الثلاثة، الذين تكلموا في اتصال هاتفي دون أن تظهر صورهم على الشاشة، على ضرورة أن يتوقف العسكريون عن إطلاق الرصاص على موقع احتجازهم، حفاظا على حياتهم ولإفساح المجال للتفاوض. وبذلك، ردد الرهائن الثلاث، الذين كانت القناة القطرية تترجم تصريحاتهم على الفور، طلب أحد خاطفيهم الذي قدم نفسه باسم أبو البراء في اتصال مع قناة الجزيرة سابقا. وقال أبو البراء "نطالب بانسحاب الجيش الجزائري حتى نفتح المجال للتفاوض" حول الرهائن. ويحاصر الجيش الجزائري موقع إنتاج الغاز في إن اميناس جنوب شرق الجزائر، حيث تحتجز مجموعة إسلامية مسلحة موالية لتنظيم القاعدة 41 رهينة، منذ الأربعاء الماضي. من جهتها، أعلنت اليابان أن "أولويتها الأولى" هي أمن الرهائن الذين يحتجزهم مسلحون مرتبطون بالقاعدة في موقع لإنتاج الغاز في جنوب شرق الجزائر. وقال الأمين العام للحكومة اليابانية، يوشيهيدي سوغا، خلال مؤتمر صحفي إن "الأولوية المطلقة بنظرنا هي حياة الرهائن وإنقاذ الرعايا اليابانيين بأسرع ما يمكن بالتعاون الوثيق مع سلطات البلدان المعنية". لكنه لم يشأ تحديد عدد اليابانيين المحتجزين في منشأة لإنتاج الغاز تشغلها الشركة الوطنية الجزائرية سوناطراك مع شركتي بريتش بتروليوم البريطانية، وستايت أويل النروجية، في حقل تقنتورين على بعد 40 كلم من "اميناس" على مقربة من الحدود مع ليبيا. وحسب وسائل الإعلام اليابانية هناك ما لا يقل عن ثلاثة يابانيين بين الرهائن الغربيين 41 المحتجين في الموقع. وأوضح سوغا أنه تم تشكيل خلية أزمة عقدت أول اجتماعاتها، صباح أمس الخميس. من جهتها، أعلنت شركة جاي جي سي اليابانية أن موظفين لديها قد يكونوا في عداد الرهائن دون أن تكشف أي تفاصيل أخرى "لأسباب أمنية". من جهته تباحث وزير الخارجية الياباني فوميو كيشيدا مع نظيره الجزائري مراد مدلسي ودعاه إلى بذل كل ما هو ممكن للحفاظ على حياة الرهائن. ومن المقرر أن يغادر أحد مساعديه مينوري كيوشي إلى الجزائر على وجه السرعة. وأعلن ناطق باسم كتيبة "الموقعون بالدم" الإسلامية، التي يقودها الجزائري مختار بلمختار أحد كبار قادة تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي عن احتجاز "41 غربيا بينهم 7 أميركيين وفرنسيون وبريطانيون ويابانيون"، متحدثا لوكالة نواكشوط وموقع صحراء ميديا. وأعلن وزير الداخلية الجزائري، دحو ولد قابلية، أول أمس الأربعاء، مقتل جزائري وبريطاني في الهجوم الذي شنه الخاطفون، وأكد وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ مقتل بريطاني، واصفا الأمر بأنه عملية "قتل بدم بارد". وقال الوزير الجزائري إن بلاده لن تتفاوض مع "الإرهابيين"، مشيرا إلى أن الخاطفين طالبوا بمغادرة البلاد مع رهائنهم وهو ما ترفضه الجزائر. وأوضح أن الجيش وقوات الأمن "تحاصر" الخاطفين. من جهتها، أعلنت المتحدثة باسم الحكومة الفرنسية، نجاة فالو بلقاسم، أمس الخميس، أن السلطات الفرنسية لا تملك "تأكيدا" لوجود فرنسيين بين الرهائن المحتجزين في الجزائر. وقالت المتحدثة ردا على أسئلة إذاعة راديو كلاسيك وقناة بوبليك سينا التلفزيونية "لا يسعنا في الوقت الراهن تأكيد وجود فرنسيين بين الرهائن" الذين تحتجزهم مجموعة إسلامية تابعة لتنظيم القاعدة في موقع لإنتاج الغاز في جنوب شرق الجزائر. وسئلت عما إذا كانت الحكومة الفرنسية تملك أدلة على ارتباط عملية احتجاز الرهائن في الجزائر بالهجوم العسكري الفرنسي في مالي، فقالت إن "المسألة لا تتعلق بامتلاك أدلة على وجود علاقة. الواقع أن عملية احتجاز الرهائن هذه تؤكد على الخطر الذي كانت تشكله هذه القوات الإرهابية المتمركزة في مالي". وأكدت شبكة فرانس 24 التلفزيونية الفرنسية أنها أجرت مكالمة هاتفية مع رهينة فرنسي محتجز في موقع إنتاج الغاز في الجزائر.