ستكون أمام صلاح عبد السلام، الوحيد الذي لا يزال على قيد الحياة من "الكوماندو" الذي تسبب في مقتل 130 ضحية في وباريس، يوم 13 نونبر المنصرم، تحقيقات معمقة قصد الكشف عن تفاصيل التخطيط والتنفيذ للهجومات إرهابية التي ندد بها العالم بأسره. وأفادت وسائل إعلام فرنسية بأن المطلوب الأول في القارة الأوروبية غادر المستشفى، صباح السبت، عقب علاج إصابته على مستوى ساقه خلال المداهمات التي طالت مخبأه في منطقة مولانبيك، أمس بضواحي بروكسيل، وأودت بحياة آخر كان برفقته، حيث استلمته الشرطة الفيدرالية البلجيكية ووضعته تحت الحراسة النظرية، التي تقتصر على مدّة 24 ساعة قابلة للتجديد مرة واحدة فقط، قبل تسليمه لفرنسا التي تعتمد 6 أيام من الحراسة النظرية في القضايا المتعلقة بالإرهاب. الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند، وخلال ندوة صحافية جمعته برئيس الوزراء البلجيكي، ليل الجمعة، أعرب عن أمله في أن يتم تسليم عبد السلام بأسرع وقت ممكن، قائلا: "صلاح عبد السلام كان مطلوبا بموجب مذكرة اعتقال أوروبية، ولا يساورني شك في أن السلطات القضائية الفرنسية ستقوم ببعث طلب تسلمه"، مردفا: "أتمنى أن تقوم السلطات البلجيكية بالاستجابة بشكل إيجابي مع هذا الطلب بأسرع وقت ممكن كذلك". أما بلجيكا فقد كان لها رأي آخر، حيث أبرز رئيس وزرائها، شارل ميشيل، اليوم السبت، أن الخطوة قد تستغرق عدة أسابيع، تطبيقا للقانون البلجيكي، على الرغم من سريان مفعول مذكرة الاعتقال الأوروبية، والتي تسمح بتسليم المجرمين بين دول الاتحاد الأوروبي منذ عام 2002 .. وعليه، سيتعين على قضاة مكافحة الإرهاب الفرنسيين، وهم المشتغلون على ملف "هجمات نونبر 2015"، إرسال طلب إلى النيابة العامة في بروكسيل، الأمر الذي حذا بمحامي عبد السلام إلى التأكيد على "أن الخطوة قد تتأخر، لكنها غير ممنوعة". جريدة " لوفيغارو" الفرنسية أوضحت أن عبد السلام، وبمجرد تسلمه من طرف الجمهورية الفرنسية، سيتم وضعه في السجن الانفرادي، مرجحة أن تقوم السلطات المعنية بسجنه في واحد من ثلاث مؤسسات حبسية تستقبل أخطر الإرهابيين، ويتعلق الأمر ب"أوسني" أو "فوري ميروجي" أو "فرين". ولفتت الجريدة واسعة الانتشار إلى أن محاكمة المطلوب الأول في فرنسا والقارة الأوروبية ستكون استثنائية، حيث من المتوقع أن يحاكم عبد السلام من طرف محكمة أُنشئت خصيصا لهذه القضية، والتي ينتظر أن تتشكل من قضاة مهنيين ذوي خبرة في التعاطي مع ملفات الإرهاب. بينما استبعدت الصحيفة تحديد موعد دقيق للمحاكمة، متوقعة أن يستغرق الأمر عدة أشهر بالنظر إلى تورط المدعى عليه بالإرهاب، ولكونه الرأس المدبر لهجمات قتلت عشرات الأبرياء، إذ من المتوقع أن تصل العقوبة إلى السجن مدى الحياة. جدير بالذكر أن صلاح عبد السلام، المواطن الفرنسي ذو الأصل المغربي، متهم بتدبير هجمات باريس بمعية وشقيقه إبراهيم، حيث عثر الأمنيون الفرنسيون، بُعيد هجمات باريس، على سيارة استأجرها صلاح من بلجيكا واستخدمت في العمليات المسلّحة التي هزّت عاصمة الأنوار.