لم تخط صحف جزائرية عديدة مقربة من حكام "قصر المرداية"، والمعروفة بعدائها لمصالح المغرب، إلى حدود اليوم، كلمة واحدة بشأن القمة الروسية المغربية التي انعقدت، وجمعت بين الرئيس فلاديمير بوتين والملك محمد السادس، والتي توجت بالتوقيع على العديد من الاتفاقيات الثنائية. منابر إعلامية جزائرية دأبت على اقتفاء أثر العاهل المغربي أينما حل وارتحل، وعلى متابعة أخبار وتحركات الجالس على عرش المملكة، ومحاولة التشويش على رحلاته وزياراته الرسمية، ركزت على موضوع العلاقات المتوترة بين الرباط وهيئة الأممالمتحدة. ولم تنبس صحف جزائرية موالية للنظام الجزائري، وحتى تلك التي تصنف ضمن المعارضة الحكومية، ببنت شفة حول لقاء العاهل المغربي بالرئيس الروسي، وخصوصا بشأن اتفاقيات التعاون الثنائي الكثيرة، والموقف الروسي الداعم لرؤية الرباط في إيجاد حل لنزاع الصحراء. وكان البيان المشترك بين المغرب وروسيا، الذي تلا لقاء القمة بين الملك المغربي وحاكم الكرملين، قد أكد على أن "موسكو تأخذ بعين الاعتبار كما يجب موقف المغرب في تسوية نزاع الصحراء"، وهو الموقف الذي يتمثل في مقترح الحكم الذاتي الموسع تحت السيادة المغربية. وأكدت موسكو أنها لا تؤيد أي خروج على المعايير المحددة سلفا ضمن القرارات الحالية لمجلس الأمن الدولي، وبأنها أخذت علما بالمشاريع السوسيو - اقتصادية الرامية إلى تنمية مناطق الصحراء، وتحسين ظروف عيش الساكنة القاطنة بها"، مبرزة أن "روسيا لا تدعم أي توجه لتسريع أو تعجيل عملية تدبير المسلسل السياسي بالصحراء". وتركت الصحف الجزائرية بمختلف مشاربها نتائج القمة المغربية الروسية، والتي أشادت الحكومة الروسية بنتائجها المثمرة، جانبا لتتعمد التركيز أكثر على العلاقات المتوترة حاليا بين المغرب والأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، بعد تصريحاته المنحازة التي تحدث فيها عن "احتلال الصحراء". وفي تعليق على هذا الموضوع، قال الدكتور خالد شيات، الخبير بملف الصحراء وأستاذ العلاقات الدولية بجامعة وجدة، إنه يتعين التذكير أن زيارة الملك كانت مقررة منذ مدة طويلة، ولا دخل للتطورات الأخيرة حول قضية الصحراء بها، كما تحاول أن تروج لذلك منابر جزائرية." وعزا شيات حالة الصمت التي تكاد تطبق على مختلف وسائل الإعلام الجزائرية بشأن القمة المغربية الروسية، وموقف موسكو من نزاع الصحراء، والاتفاقيات الإستراتيجية الثنائية الموقعة بين البلدين، إلى أنه "نوع من الترقب لما ستسفر عنه زيارة الملك محمد السادس إلى الكرملين". وأبرز المحلل ذاته بأن الجزائر لم تستطع طيلة اصطناع مشكل الصحراء أن تحول الموقف الروسي، سواء في حقبة الاتحاد السوفيتي الذي كانت تعتبره الجزائر حاضنها الإيديولوجي، أو في المرحلة الحالية"، مردفا أن "روسيا حافظت على موقف متوازن، ولا تطمع الجزائر في تحويل هذا الموقف، لمعرفتها المسبقة بالموقف الثابت لروسيا".