موعد جديد يضربه الملك محمد السادس بالتنقل صوب الخارج، وتحديدا روسيا الاتحادية التي تعذر مرارا أجرأة زيارات مبرمجة للعاهل المغربي نحوها.. فيما هذه المرة جاء التأكيد من السفير المغربي المعتمد بموسكو بكون الزيارة الملكية قيد التحضير، وأن ذلك سيساهم في دعم العلاقات الثنائية بين البلدين على أكثر من صعيد. ويرى الدكتور خالد الشيات، أستاذ العلاقات الدولية بجامعة محمد الأول بوجدة، أن الزيارة المرتقبة للملك محمد السادس لروسيا هي ذات بعدين، اقتصادي وسياسي.. ومن خلال ذلك تعبر روسيا عن دعمها للمغرب في قضية الصحراء، على اعتبار أن استمرار هذا الدعم سيكون لصالح المغرب، ثم الجانب الاقتصادي الذي سيكون إعانة للاشتغال السياسي. وأوضح الشيات في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية أن القوى تقليدية هي حليفة للمغرب، خصوصا فرنسا والولايات المتحدةالأمريكية وما أبانَتا عنه من نَهج جديد تُجاه المغرب، ارتباطا ببعض الملفات السياسية ذات الشأن الداخلي، بالرغم من مستويات التعاون العديدة. وأشار ذات الخبير إلى أنه من حق المغرب التَّوجه نحو حلفاء جدد، وتوسيع خياراته، وأن روسيا من بين الدول التي انفتحت عليها الرباط، خصوصا وأن الدولتين تربطهما علاقات تقليدية اقتصادية بالرغم من ضعف المُبادلات التجارية، وذلك بسبب تعامل روسيا مع الجزائر، حليفتها التقليدية بشمال إفريقيا. وأفاد الأستاذ الجامعي أن روسيا تبقى من الخيارات الأساسية للمملكة التي عبرت عن طموح في رفع التبادلات التجارية مع موسكو من خلال توقيع اتفاقيات الصيد البحري، واتفاقية استيراد القمح، إلى جانب تسويق عدد من منتوجات المغرب، خصوصا الحمضيات، وهي اتفاقيات اقتصادية بغلافات سياسية. وأورد أستاذ العلاقات الدولية أن المغرب يحتاج إلى روسيا باعتبار توفرها على موضع قدم في عدد من القضايا التي تهم منطقة شمال إفريقيا والشرق الأوسط، وعلى رأسها سوريا والعراق.. إضافة إلى كون موسكو عضوا دائما في مجلس الأمن، ومن الشركاء في حل القضية الفلسطينية.. وخلص الشيات إلى أن روسيا لا تتوفر على دور بسيط عالميا حتى يتم تجاوزه من طرف المغرب. وفي ملف الصحراء يرى ذات الأكاديمي أن ما عبرت عنه روسيا تجاه المغرب، حين هددت باستعمال "الفيتو" ضد تصويت مجلس الأمن لتوسيع صلاحيات المينورْسو لمراقبة حقوق الإنسان بالصحراء، هو موقف مطمئن وضد مناوئي قضية الوحدة الترابية، مذكرا أن توطيد العلاقات مع روسيا، باعتبارها عضوا دائما بمجلس الأمن، سيكون إضافة جيدة للمصالح المغربية. وأوصى المتحدث، في ختام كلامه مع هسبريس، بأن يسعى المغرب لحل قضية الصحراء من أساسها، وأن لا يعطي الفرصة للجزائر والبوليساريو لتدورا في نفس الفَلك، بعيدا عن الحل الحقيقي للمشكل.. " لعل روسيا ستساهم في الدفع النهائي لحل مشكل الصحراء والأمن على مستوى المنطقة ككل" يقول الشيات.