قال المبعوث الخاص للرئيس الروسي إلى الشرق الأوسط وشمال إفريقيا نائب وزير الخارجية ميخائيل بوغدانوف، في تصريحات لقنوات تلفزية مغربية وروسية، اليوم على هامش لقاء الملك محمد السادس برئيس الوزراء دميتري مدفيديف، إن سرعة جديدة باتت تسم العلاقات الثنائية بين البلدين. وأفاد الوزير الروسي بأن زيارة الملك الحالية إلى روسيا تشكل فرصة ذهبية لإرساء شراكة إستراتيجية بسرعة أكبر مما كانت عليه إلى حدود اليوم، مضيفا أن نتائج زيارة العاهل المغربي إلى روسيا تبدو مشجعة كثيرا، بترسيخ الشراكة التاريخية والاقتصادية والسياسية بين الرباطوموسكو. وأكمل بوغدانوف بأن الحكومة الروسية سعيدة بالزيارة الملكية التي تسير في اتجاه خدمة المصالح الكبرى للبلدين، حكومة وشعبا، مشيرا إلى أن الرئيس فلاديمير بوتين أكد رغبته في تعزيز الروابط الثنائية، فيما أكد الملك حرض بلده على الرقي بالعلاقات التاريخية إلى ما فيه مصلحة الطرفين. وهيمن الملف الاقتصادي اليوم على اللقاء الذي جمع الملك محمد السادس، الذي كان مرفوقا بمستشاره الطيب الفاسي الفهري، ووزيري الفلاحة والاقتصاد، برئيس الوزراء الروسي دميتري مدفيديف في العاصمة الروسية موسكو، حيث تباحثا قضايا التعاون في ميادين الطاقة والزراعة والصناعة. وأورد المكتب الإعلامي للحكومة الروسية أن مدفيديف والعاهل المغربي بحثا "القضايا الملحة في إطار التعاون التجاري الاقتصادي بين البلدين، بما يشمل قطاعات الطاقة والصناعة والزراعة والسياحة، وأيضا سبل تعزيز الاستثمارات المتبادلة والتعاون التقني والعلمي، فضلا عن العلاقات الثقافية والإنسانية". وتقدم الشراكة الاستراتيجية بين المملكة المغربية والفيدرالية الروسية نموذجا لشجاعة وإرادة البلدين الذين يجمعهما تاريخ عريق، في المضي متطلعين للمستقبل، لمواجهة التحديات الراهنة والمستقبلية في عالم يشهد تحولات متسارعة. وتمثل هذه الشراكة المستدامة منعطفا هاما من حيث أهدافها وحمولاتها، كما أنها ترتكز على القيم نفسها التي يتقاسمها البلدان، والذين رغم بعدهما الجغرافي، يلتزمان بعالم أكثر استقرارا، وبالعمل سويا على استتباب السلم والاستقرار سواء على الصعيدين الإقليمي أو الدولي. وتتجلى أولوية النموذج الجديد للشراكة بين البلدين في تقوية المساواة والثقة المتبادلة على الصعيد السياسي، ثم التعاون المثمر بالنسبة للطرفين على الصعيد الاقتصادي والاستلهام المشترك من الرصيد الثقافي الغني للبلدين لإرساء عرى الثقة الاستراتيجية للسلم والتعاون والرفاهية. وتوجد العلاقات الاقتصادية بين المغرب وروسيا في أفضل الظروف، ليس فقط لقطع مراحل جديدة، ولكن بالخصوص للمرور لسرعتها القصوى والعمل بشكل فعال وناجع على إنجاح التعاون المثمر، وهو ما ظهر جليا في اهتمام الرئيس بوتين بمستوى المبادلات الفلاحية بين البلدين.