لم يجد حسن موح، المهندس والمهاجر المغربي الذي قضى 26 سنة في مدينة نيويورك، والحامل للجنسية الأمريكية، بُدًّا من اللجوء إلى السفارة الأمريكية من أجل إطلاعها على استمرار تعرضه لما سماها تهديدات من طرف جهات قال موح إنها "نافذة جدا"، مناشدا الملك التدخل لرفع "الظلم" عنه. وقال موح، في لقاء مع هسبريس، سيتم بثه بالصورة والصورة، إن الأمر يتعلق بمحمد مقتابل الحارس الشخصي للملك الذي يشغل منصب رئيس جامعة الكاراطي، الذي يرفض تسديد ما بذمة الجامعة والذي تصل قيمته مليار و200 مليون سنتيم تقريبا، وهو ما تبقى من المبلغ الإجمالي الذي تم به إنجاز المركز الوطني للتكوين واستكمال التكوين في الكراطي والأساليب المشتركة، والذي دشنه اليوم ولي العهد الأمير الحسن. رسالة "تهديد" ويورد المهندس المغربي أنه تلقى رسالة شفهية من مبعوثين لرئيس الجامعة الملكية للكراطي يطلب منه فيها الإسراع بمغادرة التراب المغربي، بعدما كرر المطالبة بمستحقاته، والتي بلغ بها السفارة الأمريكية، التي طلبت منه تقديم شكاية في الموضوع للأمن المغربي، ووعدته بمتابعة الموضوع عن كثب. وتأتي هذه التطورات مباشرة بعدما وجد المهاجر المغربي نفسه في دوامة حقيقية بعد إحجام الجامعة المغربية لرياضة الكراطي عن تسديد فواتير تشييد وبناء وتجهيز المركز الوطني للتكوين واستكمال التكوين في الكراطي والأساليب المشتركة. حسرة العودة ويشعر موح، 49 سنة، بنوع من الحسرة على قرار العودة إلى المغرب والاستثمار فيه سنة 2009، لأنه "قرار كلفني زوجتي الأمريكية التي حصلت على طلاقها في 2014 بعدما اكتشفت أنني رهنت بيتي في نيويورك من أجل الحصول على قرض بقيمة أزيد من 400 ألف دولار التي مولت بها تكاليف تشييد المشروع الذي يرفض محمد مقتابل رئيس الجامعة تسديده لي، مستغلا منصبه الحساس الذي يشغله". يعود حسن بالزمن إلى الوراء بثمانية سنوات، حيث تقرر إنشاء هذا المشروع الرياضي الضخم، وقال "تقدمت مجموعة من الشركات لوضع ترشيحاتها في إطار طلب العروض الذي أعلنت عنه الجامعة الملكية للكراطي، لكن العروض كلها كانت تدور في فلك مبالغ فلكية تزيد قيمتها عن 6 ملايير سنتيم. وأردف المهاجر المغربي قائلا "بحكم مهنتي ومعرفتي بالسوق العالمية الخاص بمواد البناء والتجهيزات الرياضية، تمكنت من اقتراح مشروع بمواصفات عالمية، وبكلفة لا تزيد عن 3 ملايير سنتيم" يروي حسن موح. ويواصل المهاجر سرد أحداث قصته مع رئيس جامعة الكراطي "تم قبول مشروعي، وقررت الدخول في هذه التجربة التي كنت متأكدا أنها ستمكن من المغرب من الحصول على مركب رياضي بمواصفات عالمية، ولا نظير له في إفريقيا، شريطة عدم تسريع وتيرة الأشغال وهو ما وافق عليه رئيس الجامعة". ويضيف المتحدث "حرصت على جلب السلع والتجهيزات ذات جودة عالية، وبأسعار تقل كثيرا عن الأسعار المتداولة في السوق المغربي، حيث استوردتها من الولاياتالمتحدةالأمريكية والصين ودول أخرى" بحسب رواية موح. أيام في "الجحيم" "أثناء فترة البناء والتجهيز كان رئيس الجامعة يمدني بتسبيقات مالية بسيطة جدا لا تكاد تغطي حتى ربع التكاليف بواسطة شيكات"، يقول المهاجر المغربي الذي يضيف "أمام رغبتي الجامحة في إخراج المشروع إلى حيز الوجود، لجأت إلى الاقتراض". وأكمل موح قائلا "اقترضت من الولاياتالمتحدةالأمريكية، ورهنت بيتي من أجل ذلك قبل أن يحجزه المصرف هناك، وقمت بنفس الشيء ورهنت بيتي الذي حجزه البنك المغربي أيضا، بعدما أحجم محمد مقتابل عن تسديد ما بذمته لي". يواصل المهاجر المغربي، الذي قضى ربع قرن في الولاياتالمتحدةالأمريكية، سرد تفاصيل حكايته مع رئيس جامعة الكراطي "تحولت حياتي إلى جحيم، بسبب هذا المشروع والديون التي ترتبت علي في أمريكا والمغرب، كما أن زوجتي طلبت الطلاق ونالته بسبب قضية رهن بيتي في أمريكا". استعطاف للملك ويقول موح بحسرة كبيرة "لقد راسلت عبد الإله بنكيران ووزير الشباب والديوان الملكي.. أنا لا أريد سوى استعادة حقوقي المالية كي أتمكن من تسديد ديوني المتراكمة، والعودة إلى الحياة الطبيعية التي فقدت طعمها، بعدما حولها مقتابل إلى جحيم حقيقي". وفيما حاولت هسبريس الاتصال بالطرف الثاني في الموضوع دون جدوى، ناشد المهندس والمهاجر المغربي الملك بالتدخل في قضيته "أنا الآن أتوجه للملك محمد السادس من أجل إنصافي إن كنت على حق، ومعاقبتي إن كنت ظالما، فأنا أريد حقي فقط لا أقل ولا أكثر"، وفق تعبيره.