توقفت الصحف المغاربية الصادرة اليوم السبت عند تطورات الوضع الأمني وتداعياته في سياق الهجمات التي استهدفت بن "قردان" التونسية، ومقتل عدد من المسلحين في الجزائر. ففي تونس، وتحت عنوان "أسرار جديدة عن عملية بن قردان" كتبت صحيفة "الشروق" أن المعلومات الأولية حول الهجوم الإرهابي الخطير الذي استهدف هذه المدينة "أثبتت أن هناك عشر إرهابيات شاركن في عملية استهداف المقرات الأمنية والعسكرية " ، مضيفة أن الارهابيين المتورطين تدربوا في تونس على أيدي العائدين من سوريا والعراق. وأبرزت الصحيفة أن المتتبعين والمحللين يجمعون على أن " المجموعات السلفية الارهابية استفادت من ثورات الشعوب العربية للنشاط بحرية، ولكنها انقلبت على الثورة وأرادت افتكاكها باستعمال قوة الحديد والنار". بدورها اعتبرت صحيفة "الضمير" أن ما وقع في بنقردان "سيكون له ما بعده، وسيمثل تحولا استراتيجيا كبيرا وبداية الاندحار النهائي للإرهاب الداعشي بعد الهزيمة الكبرى التي مني بها" في هذه المدينة، مضيفة أن فشل "داعش" في تونس يعود إلى إيمان التونسيين بالتجربة الديمقراطية الفتية لبلدهم ، وتلاحم المواطنين مع القوات الأمنية والعسكرية، وشعورهم بالانتماء "وعدم الحقد على بلادهم، حتى وإن رفضوا السياسات التي تحكمهم، أو عبروا عن غضبهم من تواصل التهميش والبطالة وغيرها". وأوردت الصحيفة تصريحات عدد من السياسيين يؤكدون فيها أنه لا وجود لحاضنة شعبية للإرهاب في تونس، وأن "الدواعش" يتغذون من بقايا الاستبداد والتطرف الديني. في سياق متصل، كتبت صحيفة "الصباح" أن التونسيين هم أكثر من يدرك حقيقة ما حصل وقيمة ما أحرزوه من انتصار في هذه المعركة غير المسبوقة ضد غربان الظلام "الدواعش"، وهم واثقون تمام الثقة أن وحدتهم وصلابة تماسكهم وانصهارهم مع قواتهم المسلحة ستكون الصخرة التي ستتحطم عليها أحلام هؤلاء المبشرين بثقافة الموت والدم، وكل المخططات الجهنمية لأعداء تونس المدنية المتحضرة بلا استثناء. وفي نفس الاتجاه، كتبت صحيفة "الصحافة" أن أهم استخلاصات ما بعد "ملحمة بن قردان" هو التثمين الداخلي والخارجي للوحدة الوطنية وللإجماع الذي ظهر في تجليات واضحة قضت على كل مظاهر التشكيك. وفي نفس الاتجاه ، عنونت الصحيفة في تعليق آخر صفحتها الوطنية "كشفتها الحرب ضد الارهاب في بنقردان: حالة الوعي الشعبي تجاوزت الأحزاب والهياكل الرسمية". في المقابل علقت صحيفة "المغرب" قائلة إن تونس تحتاج الى "ثورة ثقافية لترسيخ انتماء الشباب إلى وطنه" ، معتبرة أن للدولة دورا كبيرا ومسؤولية في تأطير الشباب وتوجيهه نحو البناء والإصلاح، وإبعاده عن كل مظاهر الغلو والتطرف، كما لمكونات المجتمع المدني أيضا نفس المسؤولية. من جهة ثانية، أشارت الصحيفة إلى أن السلطات استرجعت منذ الهجوم الارهابي على سوسة جميع الجوامع الخارجة عن السيطرة باستثناء واحد، في حين قاضت رئاسة الحكومة 26 جمعية "مشبوهة"، مشيرة الى أنه تمت إعادة إحياء "صندوق مكافحة الارهاب"، الذي لاقى صدى لدى الجمعيات والمنظمات والمؤسسات الاعلامية وعموم الشعب، من خلال ارتفاع وتيرة التبرعات. في الجزائر تناولت الصحف المحلية التهديدات الارهابية وتداعياتها على الوضع الأمني في البلاد، بعد مقتل عدد من المسلحين أول أمس بمنطقة "الوادي" القريبة من الحدود التونسية. وفي هذا السياق ، وتحت عنوان "إجهاض عملية استعراضية محتملة وحجز ترسانة من الأسلحة: القضاء على أمير كتيبة الفتح المبين ومرافقيه في وادي سوف"، أشارت صحيفة "المحور اليومي" إلى أن وحدات من الجيش الجزائري تمكنت من توجيه ضربة لما يسمى ب"تنظيم القاعدة في بلاد المغرب"، حيث تم القضاء خلال عملية نفذت بولاية "الوادي " على " الإرهابي ع. كمال المدعو عبد الرحمان، أمير ما يسمى كتيبة الفتح المبين، التي تتمركز في الشرق الجزائري.. ". وأضافت الصحيفة أن تحرك هؤلاء المسلحين ، يندرج في إطار "محاولة فك الحصار والعزلة عن زملائه الإرهابيين في الحدود مع تونس"، تزامنا مع فرض إجراءات صارمة على هذه المناطق من طرف جيشي البلدين، بعد عملية "بن قردان" الحدودية مع ليبيا. من جهتها أوردت صحيفة "النهار" بيانا لوزارة الدفاع الجزائرية، أشار إلى أنه في إطار محاربة الإرهاب قضت وحدة مشتركة للجيش والدرك ليلة أول أمس ببلدية "?مار" في ولاية الوادي على ثلاثة إرهابيين خطيرين، ويتعلق الأمر بكل من "ع.كمال" المدعو "عبد الرحمن" الذي التحق سنة 1994 بالجماعات الإرهابية بجنوب شرق البلاد، و"ش.ثامر" المدعو "العباس" و"ع.عبد الحق"، مبرزا أن هذه العملية مكنت من استرجاع كمية من الأسلحة والذخيرة بالإضافة إلى قذيفة خاصة بالقاذف الصاروخي ومنظومات صواريخ خاصة بالطيران. وتحت عنوان "الجيش يحبط مخططا مشابها لعملية بن قردان صواريخ ستينغر في قلب الصحراء" أشارت صحيفة "الشروق" إلى أن من خلال حجم الأسلحة التي تم حجزها يتبين أن المجموعة كانت "تنوي القيام بعمليات إرهابية كبيرة تستهدف طائرات ومرافق أمنية، وتنشيط الخلايا النائمة بالمنطقة"، مضيفة أن تقارير ربطت العملية الاستباقية لقوات الجيش بما يحدث في بن قردان التونسية، وسعي التنظيمات الإرهابية لخلق أجواء الفوضى بالمناطق الحدودية لتحقيق مخططه في التمدد.