واصلت الصحف المغاربية، الصادرة اليوم الخميس، تناولها للوضع الأمني في تونس والمنطقة في سياق استمرار العملية الأمنية والعسكرية في بن قردان التونسية منذ فجر يوم الاثنين الماضي. ففي تونس، وتحت عنوان "خلال عمليات استباقية طيلة يوم امس: مقتل مجموعة إرهابية جديدة واستشهاد عسكري والقبض على إرهابيين اثنين داخل منزل مهجور"، أشارت صحيفة (المغرب) إلى أن الحصيلة المؤقتة للقتلى في صفوف الإرهابيين بلغت 46 قتيلا و10 موقوفين. وتحت عنوان "تونس تشيع شهداءها: الجنوب في قلب السياق الوطني"، كتب المحرر السياسي في صحيفة (الضمير) أن الحشود الرهيبة التي رافقت الجنازات المهيبة لشهداء عملية بن قردان "المجيدة"، رسالة قوية "لكل الحاقدين على هذا البلد، وعلى أمنه واستقراره، ونجاحه في الحفاظ على تجربته الوليدة في الانتقال الديمقراطي". في هذا السياق، كتبت صحيفة (الصباح)، في افتتاحيتها، أن عملية بن قردان بثت، على قساوتها، شيئا من الطمأنينة في نفوس التونسيين، إذ أنه ورغم سقوط شهداء بين عسكريين وأمنيين ومواطنين، فإن القوات التونسية كبدت الإرهابيين الذين هاجموا المدينة خسائر هائلة وقتلت من بينهم العشرات دون احتساب الموقوفين والمستسلمين والجرحى، مشددة بالقول "علينا أن نحارب كي تتحقق الوحدة الوطنية وكي نعيش اختلافاتنا في كنف الاحترام.. ولعل الفقر والتخلف والتصحر الثقافي من أبرز أسباب تفشي الإرهاب، وتلك في حد ذاتها معركة كبرى بل حرب وجب خوضها وكسبها". وتحت عنوان بصدر صفحتها الأولى، "واشنطن قلقة بعد عملية بن قردان.. وأوباما تسلم المخطط العسكري: غارات جوية أمريكية مرتقبة..على 5 آلاف داعشي بليبيا"، كتبت الصحيفة أن كتيبة يطلق عليها اسم (البتار) تابعة ل(داعش) "هي من يقف وراء الهجمات، وأن قائدها الجزائري قد اختفى...". وفي افتتاحية عددها، كتبت صحيفة (الشروق) أن آلاف التونسيين في بن قردان والحامة وتطاوين وغيرها من المدن والقرى التونسية شيعوا أمس شهداء الجريمة الغادرة، مرددين الشعارات الوطنية ورافعين العلم المفدى في رسالة واضحة ملخصها أن الإرهاب لا مستقبل له في تونس، وأن الإرهابيين لا قبر لهم في وطن خبر مقاومة الاستعمار. وأوردت الصحيفة اعترافات بعض الإرهابيين الذين تم القبض عليهم في هجمات بن قردان كشفوا فيها عن مخططهم لإحداث إمارة في المدينة واستهداف ثلاث مدن حدودية. وتساءلت جريدة (الصحافة)، في عنوان على صدر صفحتها السياسية، "متى يرتقي الخطاب السياسي إلى حجم المعركة¿"، مشيرة إلى أنه بخصوص التعاطي السياسي مع أحداث بن قردان، "يتعين ترجمة النوايا الحسنة إلى أفعال ضرورية، كما نحتاج في الحرب على الإرهاب إلى مفردات جديدة وأساليب خاصة وحتى نبرة صوت خاصة". وفي الجزائر، تابعت الصحف بدورها الوضع الأمني في المنطقة على خلفية الاعتداءات الإرهابية على بن قرادن. فأشارت صحيفة (ليكسبرسيون) إلى أن هذه الاعتداءات تطرح إشكالية المخاطر التي تمثلها المرتفعات كجبال الشعابني وصمانة ومغيلة وغيرها، حيث يتخذها الإرهابيون معاقل لهم. وحذرت الصحيفة من توسع قاعدة المقاتلين في صفوف (داعش)، موضحة أنه فضلا عن ال5 آلاف مقاتل تونسي الذين وجدوا في العراق وسورية، ومن بينهم عدد كبير غادروا إلى ليبيا بعد بدء الضربات الروسية، هناك خلايا نائمة. وخلصت إلى أن تونس تجد نفسها في مقدمة بلدان المنطقة المغاربية المستهدفة من قبل هذا التنظيم الذي تقوى بما فيه الكفاية. ونشرت صحيفة (الشروق) مقالا ذهبت فيه إلى أن العملية الإرهابية التي تعرøضت لها بن قردان مطلع الأسبوع الجاري تبدو، في كثير من تفاصيلها، أقرب إلى عملية "تõنفذ تحت رايةò كاذبة منها إلى عملية إرهابية تحمل بصمات تنظيم (الدولة)، فظهرت أكثر من رواية إعلامية ورسمية متضاربة، انتقلت في ساعات قليلة من صيغة هجوم لتنظيم وافد من ليبيا بسيارات دفع رباعي، إلى عملية إرهابية محلية، نفذت انطلاقا من مسجد بالمدينة على ثكنة عسكرية ومقرø أمني". واعتبر المقال أن عملية بن قردان "لن تكون الأولى ولا الأخيرة، وأنها قد تتجدøد في مناطق حدودية أخرى على طول الحدود التونسيةوالجزائرية مع ليبيا، لأن تنفيذ عدوان غربي جديد على ليبيا لم يعõد مجرøد تهديد، بل بدأ تنفيذ مراحله الأولى على أكثر من صعيد: سياسي ودبلوماسي وعسكري، رغم توافق الليبيين في شرق وغرب ليبيا على معارضة أي تدخل عسكري غربي يخرب ما بقي من ليبيا ويتخذ منها بؤرة لضرب استقرار بقية دول المغرب العربي". وعلى خلفية الوضع في ليبيا وتأثيره على بلدان الجوار، نشرت صحيفة (الخبر) تصريحا لوزير الدولة وزير الشؤون الخارجية والتعاون الدولي الجزائري، رمطان لعمامرة، حذر فيه من أن أي تدخل عسكري أجنبي جديد في ليبيا "سيعقد من الوضع" الأمني المتأزم الذي تشهده البلاد حاليا. وكشفت صحيفة (الفجر)، نقلا عن مصدر عسكري، أن قوات الجيش الجزائري اشتبكت مع عناصر إرهابية، فجر أمس الأربعاء، بإحدى مناطق ولاية إليزي، بالقرب من الحدود مع ليبيا، وأن المطاردة لا تزال متواصلة، مفيدة بأن المصدر تحفظ عن ذكر اسم المنطقة ومكان العمليات بالتدقيق، حفاظا على سريتها وسلامة القوات العسكرية. وفي موريتانيا، اهتمت الصحف على الخصوص، بتشكيل فريق برلماني لمكافحة التدخين. وأشارت، في هذا الإطار، إلى أن مخاطر التدخين وأضراره أصبحت معروفة لدى الجميع مع ما يمثله من "هدر للمال وقتل للأنفس". ونقلت عن نائب رئيس الجمعية الوطنية قوله إن إنشاء هذا الفريق سيشكل دعما لجهود الحكومة والمجتمع المدني الرامية إلى محاربة هذه الآفة. وتطرقت الصحف لزيارة الرئيس الموريتاني محمد ولد عبد العزيز للمملكة العربية السعودية لحضور الحفل الختامي لتمرين "رعد الشمال"، والعروض العسكرية المصاحبة له بمنطقة حفر الباطن على الحدود الشمالية مع العراق. كما توقفت عند المحادثات التي أجراها الرئيس ولد عبد العزيز في نيامي في طريقه إلى الرياض مع رئيس النيجر، إسوفو محمادو، والتي تناولت علاقات التعاون في إطار مجموعة الخمس لدول الساحل من أجل تعزيز التنمية والأمن في المنطقة. وعرجت الصحف على محادثات وزير الخارجية والتعاون الموريتاني، إسلكو ولد أحمد إزيد بيه، مع الأمين العام للجامعة العربية، نبيل العربي، حول التحضيرات للقمة العربية المنتظر عقدها في العاصمة نواكشوط في شهر يوليوز المقبل.