تعثر المنتخب الوطني المغربي لكرة القدم في لقاء عنابة أمام نظيره الجزائري في الجولة الثالثة من التصفيات القارية المؤهلة للنهائيات المقبلة. وظهر منتخبنا بمستوى باهت، صفوفه مفككة وعناصره مرتبكة وأسلوب لعب جماعي ضعيف. وتعذر على المنتخب المغربي كسب الفوز والانفراد بالرتبة الأولى وخاصة عند انهزام منتخب جمهورية إفريقيا الوسطى في لقاء منتخب طانزانيا. وبانهزامه ساهم منتخب المغرب في انتقال خصمه الجزائري إلى الرتبة الأولى حيث توجد الفرق الأربعة حاليا بنفس الرصيد من النقط. وعن هذه المباراة التي جمعت منتخبي الجزائر والمغرب في ملعب 19 ماي بعنابة يتحدث الشيخ رابح سعدان الإطار الجزائري في حوار خص به صحيفة بيان اليوم: * كيف كانت المباراة التي جمعت منتخبي الجزائر والمغرب؟ - كنا ندرك جيدا أن المباراة صعبة جدا لظروفها ونتائج الفريقين في مبارياتهما السابقة تحدد درجة حرارة التنافس، والمباراة مصيرية بالنسبة لمنتخب الجزائر لكونه أحرز نقطة واحدة من مبارتين، وبذلك جسد اللقاء اختبارا قويا بالنسبة للطرفين، وضغوط كبيرة على المنتخب الجزائري في ملعبه، ولا خيار أمامه غير الفوز. وعموما لم تفرز المباراة فرجة ولوحات فنية رغم محاولة بعض اللاعبين لتحقيق ذلك، ورغم الفوز فلم يقنع منتخب الجزائر بمردوده. المنتخب المغربي بذل جهدا كبيرا، تفاعل مع اللقاء لكنه لم يتمكن من فرض إيقاعه وخاصة في الشوط الأول. * وبالنسبة للتحكيم؟ - لم يكن الحكم في مستوى اللقاء، وهذا هو التحكيم الافريقي وينبغي التحكم في الأعصاب لدى اللاعبين والإهتمام أكثر بالتباري بدل الاحتجاج ومناقشة قرارات الحكم وسلوكاته لأن ذلك لن ينفع، ولاحظنا كيف أثر التحكيم والاحتجاج عليه على مردود اللاعبين. * ماذا عن مستوى المنتخب المغربي؟ - كان المنتخب المغربي أفضل على المستويين الفردي والجماعي، لكن تعذر عليه خلق فرص للتسجيل، وحتى مدربه البلجيكي إيريك غيريتس فقد واجه أول تجربة له في قيادة منتخب في المنافسات الافريقية، وأكيد أنه خرج بدروس وملاحظات وقراءات يستثمرها في تعامله وتحضيره للمنافسات القادمة. * هل كان الخطأ الذي ارتكبه المدافع «هرماش» سببا في تحول المباراة؟ - أكيد أن الخطأ الذي ارتكبه دفاع منتخب المغرب كلفه هدفا استقبلته مرماه في وقت مبكر، جاء في الدقيقة السادسة من عمر اللقاء، وهذا الخطأ وارد في التنافس، وكان بإمكان المجموعة المغربية تتدارك ما ضاع في الدقائق الموالية وكسب التعادل لكن ذلك لم يتحقق. وحتى أرضية الملعب «لا بأس بها» لم تكن جيدة، وأسلوب دفاع منتخب الجزائر حال دون تقدم هجوم منتخب المغرب، وقوة الفريق الجزائري في دفاعه، لكونه يتوفر على قاعدة دفاعية صلبة لم يتمكن مهاجمو منتخب المغرب من اختراقها رغم توفره على عناصر مميزة. واعتقد أن لقاء الديربي صعب والهدف الذي يوقع في البداية يؤثر على مجرى التنافس، ويمكن أن يرفع أو ينزل فريق، والمسجل يستفيد ويقوي حظوظه في الفوز. * المهمة صعبة بالنسبة للمنتخبات الأربعة في المجموعة الرابعة في المباريات القادمة؟ - أكيد أن اللقاءات القادمة ستكون صعبة، لكن المغرب سيجري مبارتين في ملعبه ومباراة واحدة خارجه، وهذا هام. المباراة المقبلة في شهر يونيو ستكون مهمة لمنتخبي المغرب والجزائر، والفائز يعبر مساحة هامة في اتجاه التأهل، والمقابلة الموالية ستقام في شهر شتنبر بعد عبد شهر رمضان وقبل انطلاق منافسات الدوري المحلي أو عند بدايته، لن تكون المباريات المتبقية سهلة بالنسبة لفرق المجموعة الرابعة، وكشفت المنافسات أنه ليس هناك فرق ضعيفة، وبعد ثلاث جولات توجد المجموعة في خط الانطلاقة من جديد وسيكون التأهل حليف المنتخب القادر على التدبير الجيد للمرحلة.