في عالم الأغنية والموسيقى الإيطالية المعقد، ليس من السهل شق طريق النجاح، بالتأكيد تلزم الموهبة لاختراق هذا المجال، ولكن في غياب الاستراتيجية والمثابرة فإن العديد من الفنانين لم يتمكنوا من الوصول الى مبتغاهم في الشهرة وطالهم النسيان بسرعة. أما المغنية الإيطالية ذات الاصول المغربية مليكة عيان، فتعتبر من المواهب التي ما فتئت تتلقى الثناء والتقدير من قبل النقاد، وذلك بفضل إبداعها وتمكنها من تفاصيل الفن وعالم الموسيقى على وجه التحديد، ما يجعلها تنشد الكمال بإصرار يرفعها الى مستوى أعلى بفضل موهبة فطرية صقلتها طيلة سنين، ومعرفة دقيقة بأسرار الموسيقى والعالمية منها على الخصوص. تعتبر مليكة عيان وهي من مواليد عام 1984 بميلانو من أب مغربي وأم إيطالية، أن مسيرتها الفنية لا تتجلى فقط في إنتاج الأقراص المدمجة والحصول على رضا وتقدير الجمهور، ولكن أيضا في إمكانية المشاركة في البرامج التلفزيونية والسفر بين المدن الكبرى في العالم من روما الى باريس ولندن ونيويورك. بعد تكوين موسيقي في أكاديمية "جوزيبي فيردي" بمدينة ميلانو، حيث درست ألة التشيلو من 1995 الى 2001، تمكنت مليكة من أن انتزاع شهرة في الأوساط الفنية. كما أن مشاركتها في دورات مختلفة من المهرجان الإيطالي الشهير "سان ريمو" ، وآخرها يعود تاريخها إلى 2015، حيث أدت أغنية تحظى بشعبية كبيرة جدا في إيطاليا، فتح لها أبواب الشهرة على الصعيد الوطني والدولي أيضا. وقالت '' كنت أريد فقط أن أحقق حلمي في أن أصبح مغنية، بدأت الموسيقى في سن عشر سنوات في المعهد الموسيقي في ميلان"، مشيرة إلى أول ظهور لها على خشبة المسرح بعد سنوات من الغناء في البرامج الغنائية، وتأدية وصلات منفردة في مناسبات عديدة. وفي عام 2007، التقت مليكة بكاترينا كازيلي، واحدة من أكبر المنتجين الإيطاليين المستقلين، التي أعجبت على الفور بالإمكانات الفنية ونضارة وحيوية الفنانة المغربية. وسرعان ما بدأت مليكة العمل على ألبومها الأول الذي يحمل اسمها "مليكة عيان"، والذي خرج الى السوق في خريف عام 2008 من إنتاج كاترينا كازيلي، وكانت مليكة في حينه محاطة من قبل مجموعة من المتعاونين المرموقين من بينهم المغني الايطالي الشهير باولو كونتي. وتمكنت الشابة المغربية الشغوفة بالموسيقى إضافة إلى المسرح من المشاركة سنة بعد ذلك ولأول مرة في حياتها في مهرجان "سان ريمو"، واحتلت المرتبة الثالثة في صنف الشباب. وفي سنة 2010 عاودت المشاركة في المهرجان لتنافس الفنانين الكبار هذه المرة بأغنية جديدة بعنوان "لنبدأ من هنا"، ورغم عدم فوزها بالمراتب الأولى إلا أن أغنيتها نالت إعجاب الجمهور وحصلت على جائزة النقاد. ومن بين أشهر أغاني الفنانة مليكة عيان أغنية بعنوان "إذا أمكن"، وقد وزعتها على شكل فيديو كليب صورت بعض مشاهده بالمغرب، وبلغ عدد من شاهدوا هذه الفيديو كليب على موقع اليوتوب أكثر من أربعة ملايين شخص. وستشارك في مهرجان سان ريمو بأغنية "هنا والآن"، وهي أغنية تثير الإنتباه إلى ضرورة التمتع باللحظة، وبالحياة وعيشها مع النظر بتركيز نحو المستقبل، وتقيم الفنانة بشكل دوري حفلات موسيقية عبر كل أنحاء التراب الإيطالي ويحضرها الآلاف من معجبيها. وتعليقا على ألبومها الشهير "إذا أمكن"، تقول الفنانة أن فكرة هذا الألبوم جاءت عندما كانت مسافرة الى المغرب لحساب منظمة غير حكومية مشيرة إلى أن ''إيقاعات الطبول وأغاني الشعراء الأمازيغ في المغرب ألهمتني، وبعد زيارة لنيويورك واليابان تمكنت من إخراج هذا الألبوم"، مضيفة أن هذا العمل جاء نتيجة العديد من التجارب معربة عن فخرها بأصولها المختلطة التي تعتبرها ''مسألة إيجابيا للغاية". * و.م.ع