"موت العالم مصيبة لا تجبر، وثُلْمة لا تسد، وموت قبيلة أهون عند الله من موت عالم"، بهذا الحديث المنسوب إلى النبي صلى الله عليه وسلم علق علماء وفاعلون دينيون مغاربة، في تصريحات لهسبريس، على انتقال العلامة، الدكتور الحسن العبادي، عضو المجلس العلمي الأعلى، إلى عفو الله تعالى فجر اليوم الخميس. وتوفي العبادي، الذي يعتبر أحد القامات العلمية بالمغرب، ومنطقة سوس على الخصوص، بعد مرض عضال ألم به في الآونة الأخيرة. وقد تفوق الراحل في مجال فقه النوازل بالمغرب، كما شغل عددا من المناصب، منها عضوية الهيئة العلمية للإفتاء، ونائب عميد كلية الشريعة، ورئيس المجلس العلمي لأكادير سابقا. وقال عبد الله اكديرة، رئيس المجلس العلمي المحلي بالرباط، في تصريحات لهسبريس، إن الحسن العبادي "يعتبر من القامات العلمية والدينية الكبرى عملا وعلما وتقوى، وهو من العلماء الذين نحتوا في الصخر حتى بلغ إلى ما بلغ إليه"، مشيرا إلى أن "الراحل هو أيضا قدوة حسنة وأسوة طيبة لمن يريد الاقتداء بالخيرين الأبرار". وتابع اكديرة بالقول: "عرفت العبادي منذ زمن طويل، وكان إنسانا تقيا نقيا وجديا في معاملاته، ولكنه رغم ذلك كان يُحسن الدعابة، ويعرف كيف يتعامل مع الناس بطريقة لبقة ومؤدبة وبأسلوب بشوش، وكان يتذوق النكتة والدعابة بكل ما فيها من صدق وتخفيف عن الآخرين". واسترسل رئيس المجلي العلم للرباط بأن العبادي "بلغ من العلم رفعته، إلى أن اختاره أمير المؤمنين الملك محمد السادس عضوا في المجلس العلمي الأعلى إلى جانب ثلة من كبار علماء هذه البلاد"، مبرزا أن "سوس العالمة التي ينحدر منها الراحل بسطت ظلها على مجموع تراب المملكة". وأكمل المتحدث قائلا إن "المغرب يدين لسوس العاملة بدورها في الوحدة والألفة الدينية بالبلاد، ولما قدمته من إشعاع علمي وديني باهر. يكفي تذكر أحد القامات العلمية التي أنجبتها هذه المنطقة، ويتعلق الأمر بالعلامة محمد المختار بن علي بن أحمد السوسي الإلغي، الملقب برضا الله". وأبدى كديرة حزنه مثل جميع علماء المؤسسات العلمية والدينية بالمغرب لوفاة الحسن العبادي، مضيفا أن "العزيز إذا اختاره الله إلى جواره فإن الله أعز منه"، داعيا له بالرحمة والمغفرة، وأن يتولاه الله بلطفه وكرمه، ويسكنه الجنة، وهي المشاعر ذاتها التي أعرب عنها علماء آخرون اتصلت بهم هسبريس. من جهته، قال العربي المودن، عضو المجلس العلمي بالرباط، في تصريح للجريدة، إن موت عالم مصيبة كبيرة، لكنه أمام هذا المصاب الجلل الذي ألم بأسرة العلماء والدعاة إلى الله في البلاد، لا يمكن إلا قول "إنا لله وإنا إليه راجعون"، مبرزا أن "الفقيد أعطى للأمة من العلم المفيد ما لا يمكن أن ينسى أو يتجاهله أحد". وبدوره، نعى عميد كلية الشريعة بأيت ملول، الدكتور عبد العزيز البلاوي، إلى علماء المملكة وطلابها الدكتور الحسن العبادي صبيحة اليوم بمنزله الكائن بمدينة أكادير، واصفا الفقيد بأنه "كان نبراسا يحتدى في العلم، وبحرا غزيرا في العلوم الشرعية، أفاد بها طلبته طيلة حياته". وستقام صلاة الجنازة على الراحل عصر اليوم بمسجد محمد الخامس في حي تلبورجت، وسيوارى الثرى بعد الصلاة بمقبرة أحشاش.