انتظر قادة ووزراء "التجمع الوطني للأحرار" حتى هدأت العاصفة التي أثارها رئيس الحزب، صلاح الدين مزوار، ضد رئيس الحكومة، عبد الإله بنكيران، ليعلنوا ما أسموه "التشبث التام بكافة مضامين التقييم الوارد في التقرير السياسي المقدم للمجلس الوطني"، وهي الوثيقة التي اتهم مزوار عبرها بنكيران بالتحكم، قبل أن تنطلق الخرجات الحادة بين الحليفين الحكوميين. وكشف مصدر قيادي من داخل حزب "الحمامة"، لهسبريس، عن اجتماع لم مزوار بأعضاء المكتب السياسي، بمن فيهم الوزراء، "ووضعهم أمام الأمر الواقع في ما راج من اتصالهم ببنكيران وتبرؤهم من التقرير السياسي، لينفوا تلك الخطوة بشكل قاطع"؛ فيما قال إن الهجوم الذي انطلق عقب التقرير "حملة تستهدف مزوار كوزير للخارجية وفاعل أساسي داخل الحكومة". وفيما نفت الجهة ذاتها أن يكون الحزب رمى ورقة الانسحاب من الحكومة "في أي وقت سابق على المستوى الداخلي"، شددت على أن صياغة التقرير المثير لم تتم انفراديا من طرف مزوار وأحد أعضاء المكتب السياسي، مشددة على أن الوثيقة "اطلع عليها أعضاء المكتب قبل انعقاد المجلس الوطني الأخير"؛ فيما ندد بلاغ صادر عن اجتماع للمكتب السياسي لحزب "الأحرار"، مساء أمس، بما وصفه ب"الإخراج القسري لمضامين تقرير المجلس الوطني عن إطار سياقه الأصلي في ما يتعلق بتقييم المرحلة". القادة التجمعيون استغلوا فرصة اللقاء للرد الرسمي على التصريحات الحادة التي أثارها الأمين العام لحزب العدالة والتنمية، عبد الإله بنكيران، وعدد من "الإخوان"، واستنكار ما وصفوه ب"الأسلوب الهجومي على الحزب وقيادته، محاولا شق صفوفه عبر الادعاء المغرض بقيام بعض القياديين بالتبرؤ من بعض مضامين التقرير السياسي، وهو ما يتبرأ منه الحزب". وفيما كان "التجمع الوطني للأحرار" قد انتقد الأداء الحكومي، على لسان مزوار، أعلن المكتب السياسي للحزب تشبثه "بمواقفه القارة التي أبان عنها، ليس فقط إبان قيام الأغلبية الحالية التي يحافظ فيها على الائتلاف الحكومي، لكن عبر تاريخه الحافل في الساحة الوطنية"، فيما دعا كافة الأطراف الحكومية "التي يعنيها الأمر.. إلى التعامل الشفاف وعدم ازدواجية الخطاب". في مقابل ذلك، ثمن الحزب الأغلبي "الإنجازات التي تمت في إطار الائتلاف الحكومي"، مشيدا ب"الأداء المتميز والمشهود لوزرائه وبرلمانييه"، ومعتزا ب"المجهودات المتتالية والهادفة التي يقومون بها"، مضيفا أنه يسعى في سياق ذلك إلى "إشباع حاجات المواطنين، والعمل السريع لربح معركة القضاء على بطالة الشباب، والإنصات أكثر للمطالب المجتمعية المشروعة".