لازالت رجة قرار الملك محمد السادس الاعتذار عن استضافة القمة العربية التي كان مقررا أن تنعقد في 7 أبريل المقبل بمدينة مراكش، والبيان قوي اللهجة الذي برر هذا الاعتذار، يثيران الكثير من ردود الفعل السياسية والإعلامية، بلغت حد إبداء مصر انزعاجها من القرار المغربي. قرار المملكة عدم احتضان القمة العربية، بمسوغات تتعلق بتردي الوضع العربي، واكتفاء القمم بالبلاغات الإنشائية المفتقدة للواقعية والنجاعة، قابلته أوساط رسمية مصرية بغير قليل من الانزعاج، كما شكل صدمة في مقر الجامعة العربية في القاهرة. وكشف مصدر دبلوماسي مصري مقرب من الجامعة العربية، في تصريحات نقلتها صحيفة "القدس العربي"، أن "القرار المغربي أثار شعورا بالصدمة داخل الجامعة، خاصة أن صياغته اعتبرت ضمنيا أنه لا جدوى من انعقاد القمة العربية، وأن ما تشهده القمم العربية من إلقاء للخطب لا يعدو أن يكون مناسبات بروتوكولية". وأورد المصدر الذي لم يكشف اسمه أن "القرار المغربي يعني بوضوح أن رئاسة القاهرة للقمة العربية الحالية فشلت في تحقيق أي انجازات تذكر"، مشيرا إلى أن "تولي عاهل المغرب رئاسة القمة المقبلة يلزمه بروتوكوليا بحضور القمة في موريتانيا لتسليمها الرئاسة". واستدرك المتحدث ذاته بأن "الموقف المغربي ليس جديدا، إلا أن البعض في أوساط الحكومة المصرية اعتبروا أن صيغته كان يجب أن تكون أكثر دبلوماسية، خاصة أن المغرب يشارك دوريا في كافة الاجتماعات العربية، وإذا كان لا يرى فائدة تذكر منها كان يفترض ألا يحضرها". في المقابل، أبدى محللون مصريون تفهمهم قرار الرباط إرجاء استقبال القمة العربية. وقال الدكتور حسن نافعة، أستاذ العلوم السياسية، إن "الأوضاع السيئة التي يمر بها العالم العربي وصلت إلى درجة تزعج أي رئيس دولة بخصوص استضافة القمة". واسترسل المحلل المصري ذاته بأنه يشك في أن يحضر كل القادة العرب أو أغلبهم على الأقل إلى القمة العربية، "وهذا سيكون بالنسبة لأي رئيس دولة إهانة شخصية له وعدم تقدير لبلاده، لذلك فضل المغرب الاعتذار"، حسب تعبيره. ومن جهته، قال سعيد اللاوندي، الخبير في العلاقات الدولية، إنه "ليست هناك أسباب خفية لاعتذار المغرب عن استضافة القمة العربية، فما يعلنه هو ما يخفيه، وخوفه معتاد من ألا تصل القمة إلى قرارات معينة، أو أن تتعرض لهجوم من الشعوب العربية". وأكمل اللاوندي بأن "المغرب حريص جدا على دورية انعقاد القمة، وهو ربما يريد أن يوفر عناصر معينة لنجاحها، وهذا يتطلب المزيد من الوقت"، مضيفا أن "الملك محمد السادس لم يشأ أن تفشل القمة، أو تكون نتيجتها كأن لم تنعقد أصلا، وبالتالي قدم اعتذاره، وهذا حق تضمنه بنود القمة العربية".