يبدو أن الشبيبات الحزبية استشعرت خطر توجه وزارة الداخلية إلى إلغاء لائحة الشباب من تركيبة مجلس النواب، وذلك بالتزامن مع الانتخابات التشريعية المقرر إجراؤها خلال أكتوبر المقبل، لذلك سارعت إلى عقد لقاءات مع رئيس الحكومة عبد الإله بنكيران، وبعده الأمناء العامين للأحزاب السياسية. وعقدت ثماني شبيبات حزبية لقاء مع رئيس الحكومة، ليلة الاثنين ببيته بالرباط، للدفاع عن حقها في الاستفادة من "كعكة" المؤسسة البرلمانية، بعد تعالي العديد من الأصوات المجتمعية المطالبة بإلغاء هذه اللائحة، لكونها نوعا من الريع السياسي، وتضرب في الصميم مبدأ تكافؤ الفرص. رئيس الحكومة الأمين العام لحزب العدالة والتنمية طمأن "صغار الأحزاب" أنه لا يعتبر مطلقا أن اللائحة الوطنية ريعا، موضحا أن "ما تسرب من نقاشات حولها مرده إلى مطالب بعض الأحزاب السياسية التي تقدمت بها إلى وزير الداخلية"، دون أن يذكر الأحزاب المطالبة بإلغائها. وأوضح بنكيران، بحسب ما تسرب من اللقاء، أن اللائحة الوطنية تعد "مكسبا جيدا للشباب، لكن وجب تنقيحه"، مُقرّا بخصوص سؤال التمثلية السياسية للشباب بصعوبة ولوج هذه الفئة للبرلمان، بشكل عادي بسبب السلوك الانتخابي السائد في المغرب. ولم يفوت رئيس الحكومة فرصة تواجد "شباب الأحزاب" معه دون توجيه انتقادات إلى بعض الممارسات التي طالت الترشيحات في اللوائح الوطنية المرتبطة بالشباب والنساء، مؤكدا أن "بعض الأحزاب قامت بتعيين أقرباء من قيادتها، وأخواتهم وإخوانهم". وفي تعليقه على اللقاء يرى جمال بنشقرون، الكاتب الوطني لشبيبة حزب التقدم والاشتراكية، أن "السياق الذي جاءت فيه اللائحة الوطنية للشباب مازال قائما لإيصال صوته داخل البرلمان"، مبرزا أن "التجربة الحالية ليست سيئة، بل إن التقييم الموضوعي لها يؤكد أن هناك تطورا للعمل البرلماني بمساهمة الشباب، والذي أعطى قيمة مضافة رغم بعض السلبيات المعدود". وأوضح بنشقرون أن "التمثيلية السياسية للشباب ليست ترفا، بل لها دور في تعزيز الديمقراطية داخل المغرب"، مبرزا أن التلويح بالتراجع عن هذا المكتسب يأتي بعدما استقرت الأوضاع، حيث "كان مهدئا في ظل الحراك الشبابي". "لا تراجع عن مكتسب حقق لفائدة الشباب المغربي، ودفاعنا عنه ليس دفاعا عن أنفسنا ولا نقول إننا نمثل الشباب المغربي"، يقول المسؤول الحزبي داخل "شبيبة الكتاب"، الذي اعتبر أن "التمثلية جزء من مصالحة مع السياسية باعتبارها المسار الطبيعي للديمقراطية"، منبها إلى كون "تبخيس العمل السياسي من طرف تصور عدمي هدفه ربط ما هو سياسي بالانتهازية والبراغماتية وتسويد الواقع".