وضع مركب ذلك الذي تعيشه العلاقات المغربية المصرية منذ وصول عبد الفتاح السيسي إلى حكم مصر، الذي مباشرة بعد إعلان دعوته إلى زيارة المغرب انطلقت حملة على مواقع التواصل الاجتماعي تعلن "رفضها" قدومه إلى المملكة؛ في المقابل، ما إن عاد وفد برلماني مصري زار المغرب حتى وجد نفسه أمام انتقادات بخصوص مقابلة رئيس الحكومة عبد الإله بنكيران، بدعوى أنه "ينتمي إلى تيار الإخوان المسلمين". وكان وفد برلماني مصري قد زار المغرب بغرض المشاركة في المنتدى البرلماني للعدالة الاجتماعية، والتقى أعضاؤه برئيس الحكومة، عبد الإله بنكيران، الذي ألقى كلمة بالمناسبة. وما إن انتشرت صور البرلمانيين المصريين وهم يشاركون في المنتدى رفقة رئيس الحكومة حتى انبرت وسائل إعلام مصرية معروفة بعدائها للإخوان لتوجيه الانتقاد للبرلمانيين، على اعتبار أن حزب العدالة والتنمية المغربي ما هو إلا مثيل لحزب الحرية والعدالة المصري، التابع لجماعة الإخوان المسلمين. الانتقادات التي وجهت للوفد البرلماني المصري دفعت أعضاءه إلى الخروج إلى وسائل الإعلام لتقديم تبرير اللقاء برئيس الحكومة عبد الإله بنكيران، والتقاط صور معه، إذ صرخ خالد عبد العزيز شعبان، عضو مجلس النواب المصري، بأن مقابلة عدد من النواب المصريين لرئيس وزراء المغرب "الإخواني"، حسب تعبيره، إنما تأتي "في إطار البروتكول المتعارف عليه"، مضيفا أن "أعضاء الوفد لم يكن في استطاعتهم عدم مقابلة رئيس وزراء المغرب، طالما أن الزيارة رسمية، حتى لا يتم التأثير على العلاقات بين مصر والمغرب"؛ قبل أن يعبر المتحدث ذاته عن أسفه لكون بعض النواب المصريين أخذوا صورا شخصية مع رئيس الحكومة المغربي، بعيدا عن الصور الرسمية. هذه ليست المرة الأولى التي يتم فيها الهجوم المصري على الحكومة المغربية، بسبب الخلفية الإسلامية لحزب العدالة والتنمية، إذ يصر عدد من الموالين للرئيس الحالي عبد الفتاح السيسي على أن "حزب المصباح" المغربي ما هو إلا امتداد لجماعة الإخوان المسلمين، الخصم الأول للنظام المصري القائم حاليا. وقد تسببت هذه المسألة في العديد من الأزمات بين المغرب ومصر، بسبب الخرجات الإعلامية "المتحمسة" لإعلاميين مصريين.