العلاقات البحرينية اللبنانية أمام محك جديد بعد تصريحات أمين حزب الله بشأن الوضع في البحرين علاقات البلدين في المستقبل القريب. وإذا كانت الأحداث الأخيرة في المملكة، قد أرخت بضلالها في شأن التوتر الأخير في علاقات البلدين، فإن تأكيد السلطات البحرينية مؤخرا، بأن حزب الله ما فتئ في كل مناسبة يطلق "رسائل مشفرة" إزاء الاوضاع التي تشهدها البحرين، جعل قادة الأخيرة، يخرجون عن دائرة الصمت وينددون بالدعم الخفي الذي تلقاه بعض الجماعات الشيعية من قبل حزب الله. لكن المنعطف الحاسم الذي سيقصم القشة هذه المرة، هو اتخاذ السلطات البحرينية ممثلة في وزارة الداخلية، قرار إبعاد المغتربين اللبنانيين في المملكة الذين ثبت ارتباطهم أو صلتهم في كل ما يجري أو سيجري من أحداث تتعلق بالمطالبة بإصلاحات سياسية واقتصادية واجتماعية في هذا البلد الخليجي. وينضاف إلى قرار الإبعاد الذي اتخذ، حسب تأكيدات رسمية بحرينية، بتشاور كلي مع باقي دول مجلس التعاون الخليجي، قرار هيئة الطيران البحرينية تعليق رحلاتها الجوية من وإلى لبنان، مما سيدخل البلدين العربيين في "توتر" ستحتدم فصوله في القادم من الايام. كل هذا وذاك، يعطي الانطباع، ان تحولا جديدا ستعرفه السياسة الأمنية الخليجية في المستقبل، يرتبط بعزم كافة دول مجلس التعاون "تشديد الخناق" على كل المغتربين اللبنانيين الكثر في المنطقة، الذين لهم ارتباط خفي بما يجري في البحرين من تطورات أو تعاطف ضمني أو انتماء مكشوف إلى الجماعات الشيعية التي ثبتت صلتها بالنظام الايراني. وما يفسر هذه القول، هو التنديد القوي للسلطات البحرينية بدعم حزب الله اللبناني لبعض أطراف المعارضة البحرينية، ووصفه بالتدخل السافر في شؤون الوضع الداخلي للمملكة، وتأكيدها بأن هذا الأمر ليس وليد اللحظة وإنما جاء عقب سلسلة من التحقيقات الأمنية التي أثبتت بما يدع مجالا للشك، التواطؤ المكشوف لزعيم حزب الله اللبناني في كل ما يجري من أحداث في المملكة. أكثر من ذلك، هو أن التوتر الجديد الذي دخلته العلاقات البحرينية واللبنانية، عقب هذه التصريحات أو تلك هو التصعيد الأخير في الموقف البحريني إزاء هذا المستجد، حينما وصف وزير الخارجية البحريني "الدور الخفي" لحزب الله في كل ما يحدث في البحرين، ب"العمل الإرهابي لتنظيم إرهابي". موقف المسؤول البحريني ذاته، فسرته أوساط إعلامية خليجية، بأنه انتقال من لحظة الصمت واللعب الخفي، إلى لحظة المجابهة والمواجهة المباشرة. وتضيف الأوساط الإعلامية الخليجية، في تسليطها الضوء على هذا الأمر، هو أن سلطات المنامة لم تفسر موقفها الأخير بشأن ضلوع حزب الله في دعم المعارضة البحرينية، على أنه موقف ظرفي لسجال علائقي جديد، ولكن لأنه مرتبط بعمل قامت به منذ فترة وجاء نتاجا لمراقبة طويلة أثبتت وجود اتصالات محمومة مباشرة مع بعض أطراف المعارضة في المملكة. وزير الخارجية البحريني، أكد في تصريحاته الأخيرة بشأن الموضوع، أن "هناك تدريبات واتصالات مستمرة لبث الفتنة في المملكة كما أن هناك التزام أكيد من قبل حزب الله بدعم ما يجري في البحرين من قلاقل وأعمال تهدد المجتمع ووحدته". " وما يزيد في تأكيد هذا الأمر، هو أن قرار اتخاذ إجراءات أمنية محتملة ضد اللبنانيين المشتبه في تورطهم بدعم المعارضة البحرينية، وليس كافة اللبنانيين الذين يعيشون في المملكة منذ سنوات طويلة ويحترمون ويدعمون أمن البحرين واستقرارها، تم اتخاذه باتفاق وتأييد بين كل دول مجلس التعاون، بمعنى أن هذا "المعطى الجديد" يندرج في سياق الأمن الاستراتيجي الخليجي. الأكيد حتما، أن لبنان له فى دول مجلس التعاون مصالح كبيرة كما لدول الخليج مصالح كثيرة في لبنان، والأكيد أيضا أن هذا المنعطف الحاسم في العلاقات البحرينية اللبنانية، قد يلقى بضلاله أيضا على العلاقات الخليجية مع الجمهورية الإيرانية التي عبرت عن معارضتها الشديدة للدعم الأمني الخليجي للبحرين في مواجهة الأحداث الأخيرة.