اهتمت الصحف المغاربية، الصادرة اليوم الجمعة، على الخصوص، بمستجدات أزمة الحزب الحاكم في تونس، ووضعية المنشآت المائية في الوسطين الريفي وشبه الحضري بموريتانيا. ففي تونس عادت الصحف إلى تناول تطورات الأزمة الداخلية ل"نداء تونس"، وتواصل الصراع بين محسن مرزوق الأمين العام المستقيل الذي يستعد لإطلاق حزب جديد بداية مارس المقبل، وحافظ قائد السبسي الأمين الوطني للنداء، حول استقطاب وجوه جديدة من العهد القديم. وفي هذا السياق كتبت صحيفة (المغرب)، في صفحتها الوطنية، "يبدو أن حركة نداء تونس ما زالت إلى اليوم تعيش على وقع انشقاقات بعد موجة الاستقالات والانسلاخات وتجميد العضوية، حيث منهم من اختار تكوين أحزاب سياسية، ومنهم من اختار تشكيل تيارات داخل الحركة، ومنهم من ما يزال يأمل في إصلاح ما تبقى من النداء". وأضافت أن المشروع السياسي لمحسن مرزوق ما زال في مرحلة الاستشارات الوطنية، أما الإعلان الرسمي عن الحزب وبرنامجه فسيكون يوم 20 مارس المقبل، في حين ما يزال "تيار الأمل" التابع لفوزي اللومي- القيادي المستقيل من الهيئة السياسية لنداء تونس التي تم تشكيلها مؤخرا في مؤتمر سوسة الذي قاطعه جناح مرزوق واقتصر على الموالين لحافظ السبسي، وانسحب منها بعد ذلك العديد من القياديين احتجاجا على عدم مصداقية هذا المؤتمر- في مرحلة التأسيس، مشيرة إلى أن "حزبا سياسيا آخر جديدا للمنشقين من النداء سيرى النور في الأسابيع القادمة، وقد تم اختيار أن يكون على شكل رابطة". وفي سياق متصل رصدت صحف أخرى تواصل الشد والجذب بين محسن مرزوق وحافظ السبسي حول استقطاب دساترة وتجمعيين سابقين ( ينحدرون من حزبي بورقيبة وبن علي سابقا)، حيث أشارت صحيفة (الشروق) إلى أن اللقاءات والاتصالات الأخيرة التي يجريها كل من القياديين الاثنين كشفت أن الصراع بينهما تجاوز مرحلة "نداء تونس" ومر إلى بحث كل منهما عن تحالفات وعلاقات جديدة على الساحة السياسية، أبرزها مع الدساترة بشقيهم الدستوري والتجمعي. ومن جهتها أشارت صحيفة (الصباح) إلى تأجيل اجتماع الهيئة السياسية لحزب "نداء تونس" الذي كان مقررا مساء أمس الخميس، وتأجيله إلى بداية الأسبوع المقبل "لأسباب وإن اعتبرها البعض تتعلق بفشل اللقاءات الترتيبية والاجتماعات التمهيدية، فإن الأسباب تبدو أكثر تعقيدا وتشعبا في ظل انسداد الأفق وغياب بوادر حلول للأزمة التي تعصف بالحزب". ونقلت الصحيفة عن القيادي فوزي اللومي دعوته إلى تكوين قيادة جديدة مصغرة لا تتجاوز 11 عضوا "تحظى بثقة المناضلين والناخبين، وتعهد لها مهمة تسيير الحزب لأشهر قليلة قبل عقد المؤتمر الانتخابي، باعتبار أنه يستحيل مواصلة إدارة الحزب من قبل الهيئة السياسية التي انبثقت عن مؤتمر سوسة لأنها ليست شرعية، بل إنها عمقت أزمة النداء". وفي المقابل نقلت الصحيفة عن القيادي بوجمعة الرميلي (الذي يطالب بانسحاب حافظ السبسي من القيادة لتحقيق التوافق) أن إعادة توحيد "نداء تونس" ما زال ممكنا إذا تم الإسراع في معالجة الأسباب التي أدت إلى تقسيم الحزب. وفي موريتانيا تناولت الصحف وضعية المنشآت المائية في الوسطين الريفي وشبه الحضري وتشغيل خريجي مؤسسات التكوين التقني والمهني. وفي هذا الصدد أشارت صحيفة (الشعب) إلى بيان قدمه وزير المياه والصرف الصحي حول تسيير هذه المنشآت أمام مجلس الوزراء، المجتمع أمس الخميس في نواكشوط، ذكر فيه أن قطاعه قام بعملية مسح أظهرت أن هناك 1500 منظومة مائية يتم تسيير 652 منها بصفة مباشرة أو غير مباشرة من طرف الخواص. ونقلت عن الوزير قوله إن البيان يقدم تصورا عن مشاكل الشبكات المائية، من بينها تباعد القرى وتعدد المتدخلين وتنوع التجهيزات والأعطال الناتجة عن سوء الاستغلال وغياب نظام فعال لمتابعة التسيير. وأوضح أنه تم إعداد خطة عمل من شأنها تحسين أداء المنظومة العمومية للتزويد بالماء الشروب في هذين الوسطين مع تخفيض تكاليف تسيير المنظومة المذكورة. وأفادت الصحيفة ذاتها، نقلا عن وزير التشغيل والتكوين المهني وتقنيات الإعلام والاتصال، لدى تقديمه نتائج دراسة حول متابعة إدماج خريجي مؤسسات التكوين التقني والمهني، والتي أعدها خبير دولي، بأن حوالي 70 بالمائة من الخريجين دخلوا الحياة النشيطة. وأشار الوزير إلى أن نتائج الدراسة تدعم خيارات الحكومة للمضي قدما في تنفيذ سياستها الرامية إلى تعزيز قدرات الاستقبال في التكوين التقني والمهني، وذلك من خلال تطوير البنيات التحتية وتوسيع العرض على المستويين الوطني والجهوي. على صعيد آخر تطرقت الصحف لتوقيع موريتانيا والاتحاد الأوروبي على اتفاقية لتمويل البرنامج الحكومي في مجال الأمن الغذائي والزراعة المستديمة بقيمة 27 مليون أورو. وتوقفت الصحف عند قرار السلطة العليا للصحافة والسمعيات البصرية (هابا) تعليق بث أحد البرامج الحوارية الذي تبثه إحدى القنوات الخاصة لمدة شهر مع توجيه إنذار للقناة، وهو القرار الذي ندد به اتحاد الإذاعات والتلفزيونات الخصوصية في موريتانيا، واصفا إياه بأنه "مصادرة وتضييق على وسائل الإعلام".