رغم أن الرسالة التي وجهها عبد العزيز بوتفليقة، الرئيس الجزائري، للملك محمد السادس، تدعو بالواضح إلى ما أسمته "حتمية تحقيق الاتحاد المغاربي" لمجابهة ما وصفته ب"الظروف الدقيقة والتحديات التي تمر بها المنطقة"، إلا أنها لا تحمل في طياتها أي مؤشرات جادة للتقدم صوب تحقيق هذا الاتحاد، أو أي أمور عملية تذيب جبال الجليد بين البلدين الجارين. وفي هذا الإطار قال سعيد الصديقي، الخبير في العلاقات الدولية، إن ما جاء في رسالة بوتفليقة ليس سوى "كلاما بالمناسبة"، تزامنا مع الذكرى 27 لإعلان قيام الاتحاد المغاربي، مردفا: "ليست هناك جدية من قبل النظام في الجزائر لتحقيق وحدة مغاربية". وزاد الصديقي، في تصريح لهسبريس: "لو كانت النية صادقة لسارع النظام إلى فتح الحدود البرية بين البلدين، وهي الحدود المغلقة لأطول مدة في العالم"، متسائلا: "كيف يعقل أن تدعو الجزائر إلى وحدة المغرب العربي والمغرب يبني سياجا بينه وبينها، وهي تحفر خندقا واسعا وعميقا على الحدود؟". وأوضح المتحدث ذاته أنه "لا توجد مؤشرات تدل على انفراج العلاقات بين المغرب والجزائر، خاصة أن المنظومة المغاربية قائمة كما هي، وما دام هناك سوء ثقة وتوجس بين هذين البلدين الأساسيين داخل الاتحاد"، حسب تعبيره. وأكد الصديقي أن الوضع القائم بين الجزائر والمغرب يقف عائقا أمام تحقيق اتحاد مغاربي بالشكل المطلوب، قائلا: "لا أتوقع لقاطرة المغرب العربي أن تنطلق أو أن تتحسن العلاقات بين الدولتين، أو أن تحل قضية الصحراء، رغم وجود مبررات لقيام الاتحاد، أهمها التحديات الأمنية التي تواجهها مختلف الدول المغاربية، وانهيار الدولة في ليبيا، وما حدث في شمال مالي". وأشار بوتفلقية، في رسالته إلى الملك محمد السادس، إلى أن "تحقيق وحدة المغرب العربي باتت أكثر من ضرورة، في وقت يشهد العالم تنامي التجمعات الإقليمية والدولية، وتتعرض منطقتنا لتحديات ورهانات كبيرة على جميع المستويات والأصعدة". وتابع: "وهو ما يدعونا بإلحاح إلى العمل على مغالبتها، وإبقاء مغبتها في إطار تكتل متماسك موحد الصف، وتجسيد طموحات شعوبنا إلى المزيد من الاندماج والوحدة والتضامن".