افتتحت، اليوم الثلاثاء، أشغال مؤتمر الدوحة الثاني عشر لحوار الأديان حول موضوع "دور الأديان...أي مستقبل لحماية الأمن الروحي والفكري للمجتمعات"، بمشاركة حوالي 500 شخصية من داخل وخارج قطر مهتمة بالشأن الديني والحوار والتعايش بين الأديان من بينهم أكاديميون مغاربة. وأجمعت المداخلات التي شهدتها الجلسة الافتتاحية للمؤتمر على أهمية التصدي لخطاب الكراهية والتشدد والغلو بكل أشكاله و مصادره، سواء كان ذلك دينيا او غير ديني، من خلال تغليب لغة الحوار والتسامح، على لغة العنف والكراهية والتعصب وازدراء الأديان والمعتقدات والمذاهب، مبرزين أن السلوكيات السلبية الناجمة عن كل الأطراف سواء في الدول الشرقية أو الغربية تعيق السعي لبناء مجتمعات تتعايش فيها الأديان والثقافات المختلفة بروح من التسامح والتعايش السلمي، لتحقق بذلك الأمن المجتمع المنشود. وفي هذا الصدد ، أكد حسن بن لحدان المهندي وزير العدل القطري، أن مؤتمر هذا العام ينعقد في ظل ظروف إنسانية حرجة بعد أن تزايدت وتيرة التطرف والعنف في كثير من بقاع المعمورة، بصورة باتت تدق ناقوس خطر داهم يهدد المجتمع الدولي، وتدعو إلى ضرورة التوحد والعمل الإنساني المشترك من أجل نشر الأمن الروحي والفكري ومجابهة خطاب الكراهية والتطرف بكافة صوره وأشكاله . وأشار إلى أن رسالة نشر ثقافة وقيم التعايش السلمي والتسامح الإنساني تواجه حاليا العديد من التحديات الجسيمة التي تحتاج لمزيد من النظر والتحليل، مبرزا أن من أخطر هذه التحديات "ظاهرة أن يقترن الاختلاف مع الآخر بالمساس بحرية العقيدة والدين"، ومؤكدا أن مسألة ازدراء الأديان والمقدسات والمعتقدات والثقافات الأخرى، لا تعد فقط مسلكا يحض على العنصرية والغلو، بل إنها وقود يشعل الفتن ويلهب نعرات التعصب والكراهية . من جهته، دعا ابراهيم صالح النعيمي رئيس مجلس إدارة مركز الدوحة الدولي لحوار الأديان "إلى الوقوف وقفة رجل واحد لما يهدد الأمن الروحي والفكري على اعتبار أن ما يجمعنا أكثر مما يفرقنا"، موضحا أن من التحديات التي تعترض طريق التعايش والاستقرار بين الأديان " تنامي ظاهرة تبعث على القلق والمتمثلة في ازدراء المقدسات والمعتقدات والثقافات الأخرى، وهي شكل من أشكال العنصرية والعصبية، وينتج عن هذا السلوك الجهل بالآخر وحضارته". كما دعا النعيمي الى مقابلة الافكار المتشددة المنغلقة على نفسها بأفكار أخرى ترسخ ثقافة التسامح والانفتاح على الآخر، لافتا الى ان ذلك يتم من خلال تصحيح التفسيرات الخاطئة للدين والتي غالبا ما تنتج عنها الصراعات الدينية والتعصبات العرقية والطائفية. وسيناقش المؤتمر على مدى يومين مجموعة من المواضيع ذات الصلة بحوار الاديان منها "أساليب ووسائل الغزو الفكري والأخلاقي وأثره على زعزعة الأمن الفكري"، و "تحصين الشباب من الغزو الفكري القادم بتقوية أمنهم الفكري" و "دور الأسرة في إنشاء جيل مسالم فكريا" و "مهمة وسائل الإعلام في التوعية السليمة وتقوية الأمن الفكري " ،و "آليات مواجهة العنف الفكري والأخلاقي". وتم خلال الجلسة الافتتاحية للمؤتمر الإعلان عن أسماء الفائزين بجائزة الدوحة العالمية الثالثة لحوار الأديان لعام 2016 والتي فاز بها 5 من الأفراد والمؤسسات لدورهم ونشاطهم في مجال حوار الأديان، وهم بيتريت سليمي من كوسوفو وآرشيكون رود باور من استراليا، بالإضافة إلى (معهد الحوار) في جامعة تيمبل الأمريكية، ومؤسسة (بونتانيما) في البوسنة والهرسك وشبكة العمل المسلم (إيمان) بالولايات المتحدةالأمريكية، علما أنه قد تنافس لنيل هذه الجائزة 158 شخصية من 63 دولة في العالم، فاز منهم اثنان، و63 مؤسسة في 33 دولة، فازت منها ثلاث.