لا ينتظر المغاربة عيد الحب ليعبروا عن حبهم، لكن بعضا من المهن تنتظر بفارغ الصبر هذه المناسبة لتضاعف من أرباحها وتحقق عائدات محترمة من جيوب بعض الفئات الميسورة داخل المجتمع المغربي، الذي لا يستهويه شراء الورد بقدر ما يؤرق باله اقتناء الخبز. ولربما قد يزداد أصحاب المطاعم الفاخرة ابتهاجا لتزامن عيد الحب لهذه السنة مع عطلة نهاية الأسبوع، وما تتيحه هذه الإمكانية من وقت فراغ إضافي أمام الأزواج والعاشقين لبرمجة سهرة فريدة للاحتفال برابطة الحب. حب فوق الماء أموال وأحاسيس هذه الفئات الميسورة، خاصة الشباب منهم، تصعد على متن سفينة فوق نهر أبي رقراق، هناك حيث يرسو أحد المراكب الشراعية في انتظار زائريه من العشاق. خلال هذه المناسبة، يتجند طاقم السفينة لتحضير ما يليق بالأمسية "الحمراء" من خلال إعداد برنامج خاص لسهرة خاصة. مميزات المكان تجعله قبلة للعديد من الأحباء خلال الأمسية التي اختار القائمون على تنظيمها، مساء السبت من الساعة التاسعة حتى منتصف الليل، سهرة ستنشطها مجموعة بيضاوية، كما كشف عن ذلك المسؤول عن الاستقبال داخل المطعم "العائم" في اتصال مع هسبريس. "مارشي" النوار ولعل أكبر المستفيدين من هذه المناسبة السنوية، باعة الورود ب"مارشي النوار"، كما هو معروف لدى الرباطين، حيث تنتعش تجارتهم ويكثر الإقبال على شراء الورود باختلاف تلاوينها، كما عاينت ذلك هسبريس خلال زيارة زوال اليوم. "كاين الإقبال وبْزّاف مع هاد المناسبة"، يجيب أحد بائعي الورود في خضم انشغاله بتقليم شوائبها وصيانة باقاتها، مضيفا أن من الزبناء من اشترى صباح هذا اليوم أربعة باقات يقارب ثمن الواحدة منها مائتي درهم. ولم يخفي البائع ذاته الارتفاع المسجل في أثمنان الورود خلال هذه المناسبة، حيث يزيد ثمن الوردة الوحدة بثلاثة دراهم إلى أربعة، مؤكدا أن تحديد الأسعار يتحكم فيه الموزعون، الذين يفرضون على الباعة أسعارا تتناسب وحجم مناسبة "عيد العشاق". عطر الحب "كايجيو رجال وعيالات"، شهادة لمسؤولة على أحد أشهر محلات بيع العطور في العاصمة الرباط، التي أوضحت أن مناسبة "سان فلانتاين" قد رفعت بشكل كبير من وتيرة الحركة التجارية. وعلى عكس الزيادة التي تشهدها أسعار الورود خلال المناسبة، فإن معظم محلات العطور سارعت إلى إعلان تخفيضات للتشجيع على اقتناء منتجاتها، التي تتصدر قائمة الهدايا خلال هذه المناسبة. وتماشيا مع الحدث، أكدت المشرفة على المحل إطلاقها حزمة من التخفيضات منذ الأمس وتستمر حتى يوم غد، مضيفة أنه إلى حد الآن تم تسجيل إقبال ملحوظ مقارنة بالأيام العادية، الأمر الذي عاينته هسبريس خلال تواجدها في عين المكان. عندما تهدى "الشكولاطة" بدورها تعرف محلات الحلويات والشكولاطة بعضا من الانتعاش الاقتصادي. فخلال هذه المناسبة الرمزية، يتسابق العاشقون لهذه المتاجر لشراء ما لذ وطاب من قطع الحلويات لإهدائها، كل حسب إمكانياته المادية. حلاوة الحب لا تضاهيها حلاوة الشكلاطة، لكنها تبقى طريقة محبذة للتعبير عن المشاعر في مثل هذه المناسبات، وهو ما يدركه جيدا أصحاب هذا الصنف من المحلات، كما يدركون أن تصميم أشكال جميلة ومبهرة من شأنه جذب أكبر عدد من الزبناء. ولعل أبرز ما يثير انتباه المارين من أمام وجهات "الشكولاطة" تلك الأفئدة البنية والسوداء الملفوفة بعناية ودقة، بما لا يدع مجالا للتردد في شرائها وإهدائها إلى أقرب الناس. *صحافي متدرب