ترك قادة حزب التجمع الوطني للأحرار، المشارك في الحكومة، الباب مواربا أمام جميع الاحتمالات بخصوص تحالفات ما بعد الانتخابات التشريعية المزمع إجراؤها خريف السنة الجارية، مؤكدين أنه لا يمكن التكهن بهذه التحالفات الآن، وأن الناخبين المغاربة هم الذين سيحسمون فيها. رشيد الطالبي العلمي، القيادي في حزب "الحمامة"، وجوابا على سؤال لهسبريس على هامش انعقاد المجلس الوطني للحزب صباح اليوم بالصخيرات، حول ما إذا كانوا سيحافظون على تحالفهم مع الأحزاب المشكّلة للحكومة الحالية، قال: "إن نتائج الانتخابات هي التي ستقرر في مصير التحالفات، ولا يمكن لأيّ كان أن يتكهّن اليوم بشكل التحالفات القادمة". وفي الوقت الذي تعرف فيه العلاقة بين حزب العدالة والتنمية، المتزعم للتحالف الحكومي، وحزب الاستقلال، أحد أبرز مكوّنات المعارضة، بعد انتقاله إلى ممارسة "المعارضة النقدية" للحكومة، بعض التحسن، قال العلمي إن جميع الاحتمالات واردة في تحالفات ما بعد انتخابات 2011، ودون مزيد من التفاصيل، أردف: "المهمّ هو أننا منفتحون على القضايا التي تصب في خدمة الوطن وفي التقدم والإصلاحات التي يحتاجها المغرب". وفيما بدأت بعض التحليلات الاستشرافية لما بعد الانتخابات التشريعية القادمة تصبّ في اتجاه احتمال بروز قطبين سياسيين، الأول يقوده حزب العدالة والتنمية، والثاني بزعامة حزب الأصالة والمعاصرة المعارض، فإن رئيس حزب التجمع الوطني للأحرار، صلاح الدين مزوار، أبدى بعض الانزعاج من الحديث عن "الثنائية القطبية" في المشهد السياسي المغربي، معتبرا أنّ باقي الأحزاب لها وزنها على الساحة. وجوابا على سؤال لهسبريس في هذا الصدد، قال مزوار: "هذا الخطاب الذي يتحدث عن التقاطعات خطاب مغلوط، كأن الساحة السياسية في المغرب لم يعد يتبارى فيها سوى حزبين سياسيين، والحال أن المغرب متعدد، وهناك أحزاب مترسخة في المجتمع"، وتابع: "إذا كان هناك من يعتقد أنه سيشكّل القطبية الحزبية فهو خاطئ لفهم العمل السياسي والحزبي ولطبيعة المسار والبناء الديمقراطي في إطار التعدد". وبلهجة تنمّ عن عدم الانشغال بمسألة القطبية، قال رئيس التجمع الوطني للأحرار: "القطبية نْخلّيها للناس اللي كايروجو ليها، ويحاولون تمريرها عبر الإعلام باش يدخلوها في فكر المواطن"، وزاد: "المواطن المغربي حر في اختياراته، وهناك أحزاب مغربية لها جذور وتلعب دورا وستستمر في لعب هذا الدور لأن المغرب بحاجة إلى ذلك".