قتل اثنان من جنود البعثة الأممية في مالي "مينوسما"، وأصيب عشرات آخرون بجروح، إثر هجوم بالصواريخ استهدف، يوم الجمعة، مخيّم البعثة في منطقة "كيدال" شمالي البلاد. ويأتي الهجوم قبل سويعات من وصول الرئيس الألماني، يواخيم غاوك، والذي كان من المنتظر أن يصل إلى العاصمة المالية في الساعة يوم الجمعة، في زيارة عمل لمدة 24 ساعة، بحسب ما أعلنته الرئاسة المالية، على حسابها الرسمي في "تويتر". وفي تصريح صحفي، قال مصدر أممي، مفضلًا عدم الكشف عن هويته، إنّ "مسلّحين مدجّجين بالسلاح أطلقوا عشرات القذائف على معسكر لقوات (مينوسما)، ما أسفر عن سقوط قتيلين على الأقل، وإصابة العشرات بجروح"، لافتا إلى أنّ "هذه الحصيلة تظلّ أوّلية ومرشّحة للإرتفاع". من جانبه، رجح مصدر أمني مالي، أن يكون الجنديان اللذان لقيا حتفهما من القوات الغينية (كوناكري)، مشيرًا في الوقت نفسه، أنّه "من المبكّر الجزم بذلك في الوقت الراهن"، وأن "جنود البعثة الأممية ممن تمكنا الاتصال بهم، متحصّنون حاليا في مخابئ المعسكر". وقال ملحق عسكري غربي في باماكو، أنّ "الهجوم قد يكون إشارة ضدّ ألمانيا، والتي يعتبر حضورها (العسكري) حتى الآن ضعيفا في مالي، غير أنها تعتزم تعزيز قواتها، عبر إرسال أكثر 600 رجل ضمن البعثة الأممية". وأضاف المصدر نفسه، مفضلا عدم نشر هويته لأسباب دبلوماسية، أنّ "بعض المجموعات المسلحة أعلنت، رسميا، الحرب ضدّ ما تسميها بقوات الإحتلال، متمثّلة بالخصوص في "مينوسما" و"برخان" (العملية العسكرية الفرنسية)، إضافة إلى القوات المسلحة لمالي"، مشيرا أنه "ينبغي معرفة الجهة التي ستعلن مسؤوليتها عن الهجوم، لمزيد من التعمّق في الموضوع". وتشرف ألمانيا، حاليا، على البعثة الأوروبية لتدريب الجيش المالي، وفي السادس من يناير الماضي، قررت برلين تعزيز حضورها العسكري في القوات الأممية، عبر إرسال 650 جنديا من الجيش الألماني، بحسب ما تداولته وسائل إعلام في مالي. ووفقا لأحدث الأرقام الصادرة عن البعثة الأممية في مالي في مارس 2015، فإنّ الأخيرة تضمّ 9 آلاف و142 جنديا، وتواجه هجمات متكررة ضدّ معسكراتها، حيث استهدفت، الجمعة الماضي، القاعدة الأممية في مدينة "تمبكتو" شمال غربي البلاد، بهجوم تبنّاه تنظيم "القاعدة في المغرب الإسلامي"، وأسفر عن مقتل جندي مالي.