زار رئيس الوزراء الفرنسي مانويل فالس الجمعة القوة الفرنسية المنتشرة في مالي والمسؤولين في بعثة الاممالمتحدة في هذا البلد، المشاركين في حملة مكافحة الجهاديين التي وصفها "بالمعركة ضد الهجمية". ودشن فالس يرافقه وزير الدفاع جان ايف لودريان زيارته لغاو كبرى مدن الشمال حيث تقع قاعدة برخان، بمراسم عسكرية لتكريم العسكريين الفرنسيين الذين قتلوا خلال عملهم. وفي مؤشر الى عدم الاستقرار المستمر في مالي بعد اكثر من ثلاث سنوات على بدء تدخل عسكري بمبادرة من فرنسا، قتل عسكري مالي واحد على الاقل في هجوم لمسلحين يعتقد انهم جهاديون صباح الجمعة في ميناكا على بعد حوالى 260 كلم غرب غاو، كما اعلن مصدران عسكري ومدني. وعند وصوله الى باماكو مساء الخميس، اجرى فالس محادثات اولى مع الرئيس المالي ابراهيم ابو بكر كيتا. وعبر فالس خلال لقاء مع الجالية الفرنسية عن ارتياحه لان "المصالحة تجري اليوم"، في اشارة الى اتفاق السلام الذي وقعته الحكومة وحركة التمرد السابقة التي يهيمن عليها الطوارق في مايو ويونيو 2015. واضاف ان "فرنسا تبقى ضامنة لهذا الاتفاق". واكد انه "يجب الدفاع عن الحرية وفرنسا ملتزمة بذلك بالكامل. انها معركة اساسية تخوضها البشرية ضد الهمجية"، مذكرا بعملية سرفال التي اطلقت في يناير 2013 ضد الجهاديين الذين كانوا يسيطرون على شمال مالي. واكد رئيس الوزراء الفرنسي ان "المعركة مستمرة اليوم بعملية برخان" التي وصفها بانها "نجاح مشهود له في كل انحاء العالم". ويشير فالس بذلك الى عملية مكافحة الجهاديين التي حلت محل عملية سرفال منذ غشت 2014 وتشمل كل منطقة الساحل والصحراء. ويشارك في العملية 3500 رجل وتشمل خمس دول هي موريتانياومالي والنيجر وتشاد وبوركينا فاسو. وتتولى قيادتها هيئة اركان في نجامينا. وقال فالس متوجها الى الجالية الفرنسية "على الرغم من المحن والاخطار، بقيتم والتحق بكم آخرون". – زيارة للدول التي تواجه اعتداءات ارهابية – وقبل اسبوع، قتل ثلاثة جنود ماليين في كمين في منطقة تمبكتو شمال غرب البلاد. وفي اليوم نفسه هاجم الجهاديون معسكرا لقوة الاممالمتحدة في كيدال (شمال شرق) مما اسفر عن سقوط سبعة قتلى بين جنود حفظ السلام الغينيين بينهم امرأة، وجرح ثلاثين شخصا آخرين. وسيلتقي فالس بعد ذلك قائد قوة الاممالمتحدة في مالي محمد صالح النظيف، وقائد بعثة التأهيل التابعة للاتحاد الاوروبي في مالي التي تدرب الجيش المالي، ثم الرئيس المالي مجددا مساء الجمعة. وبعد ذلك سيتوجه السبت الى بوركينا فاسو حيث سيلتقي الرئيس الجديد روش مارك كريستيان كابوري. وشهدت عاصمتا البلدين باماكو وواغادوغو اعتداءين اودى الاول بحياة ثلاثين شخصا في عاصمة بوركينا فاسو في 15 يناير، واسفر الثاني عن سقوط 20 قتيلا والمهاجمين الاثنين في 20 نوفمبر في العاصمة المالية. وسقط شمال مالي في مارس – ابريل 2012 بايدي مجموعات جهادية تدور في فلك تنظيم القاعدة، بعد هزيمة الجيش امام التمرد الذي شكل الطوارق عموده الفقري. وتشتت هذه المجموعات الجهادية، وطرد معظمها من الشمال بعد تدخل دولي عسكري بمبادرة من فرنسا ما زال مستمرا منذ يناير 2013. لكن مناطق بكاملها ما زالت غير خاضعة لسيطرة القوات المالية والاجنبية، على رغم التوقيع في مايو – يونيو على اتفاق سلام بين الحكومة والتمرد السابق.