"لا يُحب الله الجهر بالسوء مِنَ القَوْل إلا من ظُلِم" (النساء 148) اجتمعت "جامعة الدول الهربية" واتخذت قرارا "تاريخيا" بضرورة فرض حظر جوي على المجال الليبي، ولا أعتقد أن غير غرٍّ يثِق في أصالة هذا لقرار، وحقيقةِ اعتبار بعض الدول الهربية له من باب: "اللهم اشغل الشعوب العربية بإخوانهم عن كراسينا"، كما لا أشك للحظة، والتاريخ خير دليل، على أن القرار الهربي خرج بوسواس من شياطينهم التي اختاروها من دون الله وعلى رأسها: الويلات المتحدةالأمريكية وفرنسا. تَّمَّ اتخاذ القرار الهربي ليَتبعه قصف بالصواريخ لطرابس بأسلحة "ذكية" تنظر في ملامح الليبي فتعرف أنه مع نظام المجنون أم ضده، فتخترقه أو تعدِل عنه. يقول من لا يزال يثق بالإدارات الغربية، أمريكيةً وبريطانيةً وفرنسيةً وغيرها حتى بعد فضيحة خرافة "أسلحة الدمار الدمار الشامل" و مذابحهم في الصومال كما التاريخ الأسود للويلات المتحدةالأمريكية في أمريكا الجنوبية والهند الصينية، أن هذا التدخل يأتي لحماية المدنيين الليبيين في بنغازي، يظهر حتى للرُّضَّع عَوَارُ هذا القول و كذبه، أين كانت هذه "القلوب الحنونة" أيام مذابح طول كرم وجنين وغزة وقِنا وتدمير جنوب لبنان، بل أين هي الآن من حصار غزة ومن ضحايا مجنون اليمن و"الملك المعظم" في البحرين. الجميع يعرف، والكثير يسكت من باب راحة "ضمير" ما عاد عندهم أساسا، وحقيقة ما هنالك أن هذه القوات الغازية آخر ما يشغلها هو دماء الليبيين ولتحترق ليبيا بمن فيها مقابل سلامة آبار النفط. والمطلوب اليوم مسيرات مليونية تقول لهؤلاء الجبارين "ارفعوا أظلافكم عن دماء وأرض ونفط ليبيا"، وإذا كان همكم على شرفاء بنغازي فليتكوَّن جيش برعاية جامعة الدول الهربية" أو "المؤتمر الإسلامي"، يدخل طرابس ويأتينا برأس أحمقها أو "ذَنَبِه"، أم أن هذه الدول العربية والإسلامية تشتري هذا السلاح مع ضمانة استعماله ضد شعوبها فقط لا دفاعا عنهم. الغرب يريد نفط ليبيا وفي سبيل ذلك يريد "بلقنتها" أو "صوملتها" أو عرقنتها" والبعض منا يُطبِّل لقراصنة النفط كالبُلهاء. وحين يضع هؤلاء القراصنة أيديهم على نفط ليبيا سنرى أشلاء الليبيين مرمية في الطرقات وفي الأسواق كما ستصلنا صور جنديات حقيرات أمريكية أو فرنسية أو... تجلس فوق أجساد عراة لليبيين كما شاهدنا ذلك في العراق وأفغانستان والصومال...فيا أيها الغزاة القراصنة ماعاد يصلح في خطابكم سوى قول الأحرار كشاعر فلسطين الكبير محمود درويش: أيها المارون بين الكلمات العابرة احملوا أسمائكم وانصرفوا واسحبوا ساعاتكم من وقتنا ،و انصرفوا إرفعوا حوافركم عن ليبيا واحملوا شعاراتكم الكاذبة والمغموسة في نفط اختلط بدمائنا، وانصرفوا. ولْنَرَ لِمَ تصلح جيوش العرب والمسلمين وأسلحتهم أم أنها لازالت كما وصفها منذ عقود شاعر العرق الكبير أحمد مطر في رائعته "حكاية عباس": عباسْ وراء المتراس، يقظ منتبه حساس، منذ سنين الفتح يُلمِّع سيفه، ويلمع شاربه أيضا، منتظرا محتضنا دفه، بلع السارق ضفة، قلب عباس القرطاس، ضرب الأخماس بأسداس، بقيت ضفة لملم عباس ذخيرته والمتراس، ومضى يصقل سيفه، عبر اللص إليه، وحل ببيته، أصبح ضيفه قدم عباس له القهوة، ومضى يصقل سيفه، صرخت زوجة عباس: ضيفك راودني، عباس، قم أنقذني يا عباس، أبناؤك قتلى، عباس، عباس – اليقظ الحساس - منتبه لم يسمع شيئا، زوجته تغتاب الناس صرخت زوجته: "عباس، الضيف سيسرق نعجتنا"، قلب عباس القرطاس، ضرب الأخماس بأسداس، أرسل برقية تهديد، فلمن تصقل سيفك يا عباس؟ وقت الشدة إذا، اصقل سيفك يا عباس وأقول أنهم يحتفطون بهذه الأسلحة لوقت الردة: ردَّةِ شعوبهم عن طاعتهم وعبادتهم من دون الله وتمردهم طلبا للحرية والكرامة والعدل. آن الأوان لهذه الجيوش أن تستعمل أسلحتها الصّدِئة ضد مجنون ليبيا، وتتحرر من الحاجة لجيوش "المماليك". ملحق مؤسف: جاء في شريط الأخبار في قناة الجزيرة : "أن طائرات قطرية تُشارك في الحضر الجوي على ليبيا وتبعه في الشريط مباشرة تصريح لشيخنا القرضاوي يقول فيه أن ما يقع الآن ليس "حربا صليبية" لأن العرب من طلب ذلك." عجبي. عن أي عرب يتحدث الشيخ ؟ ولماذا يطلبون التدخل من الأجنبي لطرد مجنون يحتمي في خيمة. أم أن شيخنا غفر الله له يخاف على جيوش العرب فيرى استدعاء "المماليك" من جديد للدفاع عن دماء وأراض العرب والمسلمين. اسمح لي سيدي أن أقول لك، مع أني ممن لا يجرؤون على العلماء، أنك خذلتنا وأقرأ على مسامعك سيدي قوله تعالى: "وَمَنْ نُعَمِّرْهُ نُنَكِّسْهُ فِي الْخَلْقِ أَفَلَا يَعْقِلُونَ" (يس 68) [email protected]