أكد القيادي بحزب النهضة والفضيلة، أحمد محاش (الصورة)، ردّا على قرار الأمانة العامة تجميد عضويته رفقة عبد الغني المرحاني، أنه قدم استقالته شفويا للأمين العام مباشرة بعد الانتخابات الجماعية الأخيرة، وأضاف موضحا في تصريح لهسبريس: "قدمت استقالتي شفويا للأمين العام رغبة مني في عدم التشويش على التنظيم، لكن توجههم صوب الإعلام جعلني أخرج بدوري لأوضح". محاش بررّ استقالته بغياب إرادة حقيقية للاشتغال وغياب مشروع مجتمعي حقيقي، وزاد: "لقد طلبنا مرارا من خليدي، الذي نحترمه ونقدره، أن يمنح المسؤولية لأشخاص دينامكيين وقادرين على العطاء وليس للأصدقاء فقط". وأكد القيادي السابق بحزب "الشمس" أن إستراتيجية الحزب لم تأت أكلها، مشددا على أن رهان استقطاب السلفيين لم ينجح، معتبرا أن الرغبة في إنشاء تنظيم ثان قوي وذي مرجعية إسلامية في المغرب اصطدم بفئة لا ترغب للحزب أن يسير إلى الأمام، وللمشروع أن يفلح. عبد الغني المرحاني، القيادي المجمدة عضويته، أورد من جهته، في بلاغ تتوفر عليه هسبريس، أنه فوجئ بنشر جريدة هسبريس الإلكترونية خبر استقالة حمزة الكتاني من حزب النهضة والفضيلة، ما اعتبره خسارة فادحة للتنظيم والمشهد السياسي المغربي، وأضاف: "أدعو أمام هذا الاضطراب في التدبير لهياكل الحزب، وانسداد أفق التوافق التنظيمي الداخلي، وتجنبا لأي حالة استفراد وهروب إلى الأمام والتشظي، إلى تقديم الأمانة العامة الحالية استقالتها الجماعية باعتبارها المسؤولة الأولى عن الوضع التدبيري الحالي، خاصة بعد الفشل الانتخابي الذريع ل4 شتنبر 2015، وذلك جريا على ما هو متعارف عليه عالميا كلما فشل حزب ديمقراطي في استحقاق معين". وطالب المرحاني بالدعوة إلى عقد المؤتمر الوطني الثالث للحزب صيف هذه السنة، وأن تسند فيه المسؤولية إلى قيادة شابة لا تتجاوز سن الأربعين، وأن تتنافس على البرامج المتعاقدة، وعلى أسس من الديمقراطية، "علها تحقق ما عجزنا عن تحقيقه، وبذلك يمكن أن نستميل إلينا شريحة الشباب، الشريحة الواسعة في المجتمع"، يقول المرحاني. وشدد القيادي بالحزب على وجوب توضيح العلاقة مع التيار السلفي الذي انضمت بعض رموزه إلى الحزب بمناسبة المؤتمر الثاني، ولم تقدم له ما كان منتظرا منها، وفق تعبيره. وزاد: "فيما تبقى من الوقت الفاصل، تنشط الهياكل الدنيا في التقريب بين أعضاء النهضة والفضيلة في المدن والأقاليم والجهات لتصحيح الأوضاع الحزبية، انطلاقا من قناعتنا العميقة والمشتركة بأن لا إرساء لديمقراطية حقيقية ولا تحقيق للعدالة الاجتماعية إلا بالحضور الفاعل والمؤثر والوازن للحزب في المشهد السياسي الوطني"، يقول المرحاني، داعيا إلى فك الارتباط مع ما سمي بمجموعة الثماني، والإسراع بالتواصل مع حزب العدالة والتنمية والأحزاب القريبة من أجل قطب ديمقراطي إسلامي. وكان الأمين العام لحزب النهضة والفضيلة، محمد خليدي، قد قرر تجميد العضوية، لمدة سنة واحدة، في حق عضوي الأمانة العامة لحزب "الشمس" أحمد محاش وعبد الغني المرحاني، لدواعٍ تنظيمية بالأساس، وأيضا بسبب ما قال الحزب إنه "إفساد للعلاقات الداخلية".