مع استمرار تشبث الأساتذة المتدربين بالمراكز الجهوية لمهن التربية والتكوين، المقاطعين للدراسة منذ أربعة شهور، بمطلب إسقاط مرسومي فصْل التكوين عن التوظيف وتخفيض المنحة الدراسية، قبل العودة إلى مواصلة الدراسة، يبْدو أنَّ رئيسَ الحكومةَ باتَ مُقتنعا بالجلوس إلى طاولة الحوار مع "أساتذة الغد". مصدرٌ من اللجنة المنتدبة من طرف التنسيقية الوطنية للأساتذة المتدربين للتحاوُر مع والي جهة الرباط-القنيطرة، نيابة عن الحكومة، كشفَ أنَّ التنسيقية توصّلتْ بدعوةٍ من رئيس الحكومة، عبد الإله بنكيران، لمقابلته شخصيّا، لكنَّها قُوبلتْ بالرفض. وقالَ مصدرُ هسبريس من لجنة الحوار إنَّ سببَ رفْض دعوة الجلوس إلى طاولة الحوار مع رئيس الحكومة، التي نقلتها إلى تنسيقية الأساتذة المتدربين أطراف مقرّبة من حزب العدالة والتنمية، هو أنَّ عبد الإله بنكيران يُريدُ مقابلة الأساتذة المتدربين بصفتهِ الحزبيّة والشخصية، وليسَ بصفته رئيسا للحكومة. واجتمعت التنسيقية الوطنية للأساتذة المتدربينَ، اليومَ، بعدَ توصّلها بالدعوة أمس الأحد، وقرّرت عدم الاستجابة لها، "لأنّنا نُريدُ حوارا جدّيا ومسؤولا، ولا يُمكن أن نُقابلَ رئيس الحكومة إلا بهذه الصفة، وليس بصفته أمينا عامّا لحزب العدالة والتنمية"، يقول المتحدّث. غيْرَ أنَّ رفض الدعوة، يضيف المصدر، لا يعني رفْض الحوار، موضحا: "نحنُ نرحّب بالحوار مع رئيس الحكومة، وشرْطنا الوحيد هو أنْ يكونَ الحوارُ رسميّا، ما عدَا ذلك لنْ نقبلَ أيَّ حوار غير رسمي، ولن نكونَ أبدا طريقا لرئيس الحكومة كيْ يحُلَّ أزمته مع قواعد حزبه". وكانتِ الحكومةُ توعّدت الأساتذة المتدربين بإعلان السنة الدراسية الحالية في المراكز الجهوية للتربية والتكوين سنة بيضاء، في حالِ عدم عودتهم إلى الدراسة اليوم الاثنين، لكنَّ مقاطعة الدراسة ما زالتْ سارية في جميع المراكز، بعْد انتهاءَ المُهلة الحكوميّة. ويبْدو ألا حلَّ يلوحُ في الأفق لإنهاء إضراب الأساتذة المتدربين عن الدراسة، ففي حينِ أبْدى رئيسُ الحكومة، في لقاء مع منتخبي حزبه بالدار البيضاء، أوّل أمس الأحد، تمسكه بالاقتراحات التي حمَلها والي جهة الرباط-القنيطرة إلى لجنة الحوار الممثلة للأساتذة المتدربين، يُبْدي هؤلاء رفضا لهذه الاقتراحات. وقال مصدر من لجنة الحوار إنَّ التنسيقية الوطنية للأساتذة المتدربين ستلجأ إلى التصعيد في غضون الأيام القادمة، مضيفا: "نحنُ نحضّر لبرنامج نضالي تصعيدي غير مسبوق، وسنكشف عن مفاجأة مدوّية للحكومة خلال الأسبوع القادم".